responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 457

اه كانت عبد القيس معروفة بولاء علي ع وابناها قتلا مع علي ع وزوجها واخوها قتلا في طاعته. قال الطبري وصلى علي على القتلى من أهل البصرة والكوفة وامر فدفنت الأطراف المقطوعة من الأيدي ونحوها في قبر عظيم.
وكانت الوقعة يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة 36 في قول الواقدي والمسعودي لكنه مر عن الطبري ان نزولهم كان في النصف من جمادي الآخرة يوم الخميس سنة 36 وانهم بقوا ثلاثة أيام لم يكن بينهم قتال وقد ذكر الطبري أيضا إن الوقعة كانت يوم الخميس ومر إن القتال استمر ثلاثة أيام وفي ذلك من التنافي ما لا يخفى لكن المسعودي قال إن وقعة الجمل كانت وقعة واحدة في يوم واحد ويمكن الجمع بان الوقعة العظمى الفاصلة كانت في يوم واحد وغيرها كان مناوشات. وكان القتلى خمسة عشر ألفا قتل من أهل البصرة في المعركة الأولى خمسة الآف وفي المعركة الثانية مثلها وقتل من أهل الكوفة خمسة آلاف وقيل كان جميع القتلى عشرة آف نصفهم من أصحاب علي ونصفهم من أصحاب عائشة، وقتل من ضبة ألف رجل وقتل من بني عدي حول الجمل سبعون قد قرأوا القرآن سوى الشباب ومن لم يقرأ ويقال ان أهل المدينة علموا بالوقعة يوم الخميس قبل ان تغرب الشمس من نسر مر بماء حول المدينة سقط منه كف فيه خاتم نقشه عبد الرحمن بن عتاب وعلم من بين مكة والمدينة والبصرة بالوقعة بما ينقل إليهم النسور من الأيدي والاقدام.
ثم دخل ع البصرة يوم الاثنين بعد الوقعة بثلاث فانتهى إلى المسجد فصلى فيه ثم دخل البصرة فاتاه الناس. قال المفيد: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: اما بعد فان الله ذو رحمة واسعة ومغفرة دائمة وعفو جم وعقاب أليم قضى ان رحمته ومغفرته وعفوه لأهل طاعته من خلقه وبرحمته إهتدى المهتدون وقضى ان نقمته وسطوته وعقابه على أهل معصيته من خلقه وبعد الهدى والبيانات ما ضل الضالون فما ظنكم يا أهل البصرة وقد نكثتم بيعتي وظاهرتم علي عدوي. فقام إليه رجل فقال نظن خيرا ونراك قد ظهرت وقدرت فان عاقبت فقد اجترمنا وان عفوت فالعفو أحب إلى الله تعالى، فقال قد عفوت عنكم فاياكم والفتنة فإنكم أول الرعية نكث البيعة وشق عصا هذه الأمة ثم جلس للناس فبايعوه اه قال الطبري: فبايعه أهلها على راياتهم حتى الجرحى والمستأمنة، وبايع الأحنف من العشي لأنه كان خارجا في بني سعد. قال الطبري: ثم راح إلى عائشة على بغلته فلما انتهى إلى دار عبد الله بن خلف وجد النساء يبكين على عبد الله وعثمان ابني خلف، وكان عبد الله قتل مع عائشة وعثمان قتل مع علي، وكانت صفية بنت الحارث وهي أم طلحة الطلحات بن عبد الله بن خلف مختمرة تبكي، فلما رأته قالت له يا علي يا قاتل الأحبة يا مفرق الجمع أيتم الله منك بنيك كما أيتمت ولد عبد الله منه، فلم يرد عليها شيئا، ودخل على عائشة فسلم عليها وقعد عندها، وفي رواية: انه لم يسمع أحد من قول علي شيئا إلا أن عائشة كانت امرأة عالية الصوت قالوا فسمعنا كهيئة المعاذير اني لم افعل ثم قال: جبهتنا صفية، اما اني لم أرها منذ كانت جارية، فلما خرج علي أعادت عليه أقول فكف بغلته وقال: اما لهممت وأشار إلى الأبواب من الدار أن افتح هذا الباب واقتل من فيه ثم هذا فاقتل من فيه ثم هذا فاقتل من فيه. وكان أناس من الجرحى قد لجأوا إلى عائشة منهم مروان بن الحكم في حجرة و معه جماعة وعبد الله بن الزبير في حجرة ومعه جماعة آخرون في حجرة، فأخبر علي بمكانهم عندها فتغافل عنهم، فسكتت، فخرج علي فقال رجل من الأزد: والله لا تغلبنا هذه المرأة فغضب وقال طه لا تهتكن سترا ولا تدخلن دارا ولا تهجن امرأة بأذى وان شتمن اعراضكم وسفهن أمراءكم وصلحاءكم فإنهن ضعاف ولقد كنا نؤمر بالكف عنهن وأنهن لمشركات وإن الرجل ليكافئن المرأة ويتناولها بالضرب فيعير بها عقبة من بعده فلا يبلغني عن أحد عرض لامرأة فانكل به شرار الناس أقول: وهذا غاية الحلم ونهاية الصفح والكرم ومكارم الأخلاق الخارجة عن مجرى العادة. قال الطبري: ولما فرع أمير المؤمنين من بيعة أهل البصرة نظر في بيت المال فإذا فيه ستمائة ألف وزيادة فقسمها على من شهد معه فأصاب كل رجل منهم خمسمائة خمسمائة وقال لكم إذا أظفركم الله عز وجل بالشام مثلها إلى أعطياتكم اه وحكى ابن أبي الحديد عن أبي الأسود الدؤلي قال: لما ظهر علي ع يوم الجمل دخل بيت المال بالبصرة في أناس من المهاجرين والأنصار وأنا معهم فلما رأى كثرة ما فيه قال: غري غيري، مرارا ثم نظر إلى المال وصعد فيه بصره وصوب وقال اقسموه بين أصحابي خمسمائة خمسمائة فقسم بينهم فلا والذي بعث محمدا بالحق ما نقص درهما ولا زاد درهما كأنه كان يعرف مبلغه ومقداره كان ستة آلاف ألف درهم اي ستة ملايين والناس اثني عشر ألفا، أقول: هذه الرواية أقرب إلى الصواب لأن جيش أمير المؤمنين ع كان عشرين ألفا كما مر فقتل منه خمسة آلاف على رواية يبقى خمسة عشر ألفا وخمسة آلاف وسبعمائة على أخرى يبقى أربعة عشر ألفا وثلثمائة وكلا الروايتين وإن كان لا ينطبق على أن يكون الباقي اثني عشر ألفا إلا أن مثل ذلك التفاوت يتسامح فيه عادة في عدد الجيش وعدد من يقتل منه بخلاف رواية ستمائة ألف فانا إذا قسمناها خمسمائة خمسمائة كان الباقي من الجيش ألفا ومائتين وهو لا يقارب شيئا من الروايات ولا يطابقه فلا يبعد ان يكون ستمائة ألف تصحيف ستة آلاف ألف والله أعلم. ثم حكى عن حبة العرني قال قسم علي بيت مال البصرة على أصحابه خمسمائة خمسمائة واخذ خمسمائة درهما كواحد منهم فجاءه إنسان لم يحضر الوقعة فقال يا أمير المؤمنين كنت شاهدا معك في قلبي وإن غاب عنك جسمي فاعطني من الفئ شيئا فدفع إليه الذي اخذه لنفسه ولم يصب في الفئ شيئا قال الطبري: وجمع ما كان في العسكر من شئ وبعث به إلى مسجد البصرة وقال من عرف شيئا فلياخذه إلا سلاحا كان في الخزائن عليه سمة السلطان اه ولكن ابن أبي الحديد يقول اتفقت الرواة كلها على أنه ع قبض ما وجد في عسكر الجمل من سلاح ودابة ومملوك ومتاع وعروض فقسمه بين أصحابه وانهم قالوا إنه أقسم بيننا أهل البصرة فاجعلهم رقيقا فقال لا فقالوا كيف تحل لنا دماؤهم ويحرم علينا سبيهم فقال كيف يحل لكم ذرية ضعيفة في دار هجرة وإسلام، اما ما اجلب به القوم في معسكرهم عليكم فهو لكم مغنم، واما ما دارت عليه الدور وأغلقت عليه الأبواب فهو لأهله، فلما أكثروا عليه، قال اقترعوا على عائشة، فقالوا نستغفر الله.
قال المفيد: ثم كتب بالفتح إلى أهل الكوفة: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة سلام عليكم فاني احمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فان الله حكم عدل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال أخبركم عنا وعمن سرنا إليه من جموع أهل البصرة ومن تأشب إليهم من قريش وغيرهم مع طلحة والزبير ونكثهم صفقة

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 457
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست