responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 440

بيني وبينهم. قال الحاكم في المستدرك: اما قول من زعم أن عبد الله بن عمر وأبا مسعود الأنصاري وسعد بن أبي وقاص وأبا موسى الأشعري ومحمد بن مسلمة الأنصاري وأسامة بن زيد قعدوا عن بيعته فان هذا قول من يجحد حقيقة تلك الأحوال فاسمع الآن حقيقتها: قال اما عبد الله بن عمرو وروى حديثا مسندا عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر انه بينما هو جالس مع أبيه إذ جاءه رجل من أهل العراق فقال يا أبا عبد الرحمن اني والله لقد حرصت ان اتسم بسمتك واقتدي بك في أمر فرقة الناس واعتزل الشر ما استطعت واني اقرأ آية من كتاب الله محكمة قد أخذت بقلبي فأخبرني عنها: قول الله عز وجل وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين، اخبرني عن هذه الآية فقال عبد الله: ما لك ولذلك انصرف عني، فانطلق حتى توارى عنا سواده، وأقبل علينا عبد الله بن عمر فقال ما وجدت في نفسي من شئ ما وجدت في أمر هذه الآية اني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما امرني الله عز وجل، ثم قال الحاكم: هذا باب كبير قد رواه عن عبد الله بن عمر جماعة من كبار التابعين وانما اقتصرت على حديث الزهري لأنه صحيح على شرط الشيخين. أقول: قد احتج هذا العراقي على ابن عمر بما لم يستطع رده وما كان ينبغي أن يقول له: ما لك ولذلك، فان هذا انما يقال لمن يدخل فيما لا يعنيه لا لمن يأمر بمعروف ويرشد إلى أهم واجب ويحتج بالدليل القاطع والبرهان الساطع بل كان يلزم ان يمدحه ويقول له أصبت وأرشدت لا ان يطرده ويقول: انصرف عني، بل يقول له: مرحبا بك ويعترف أمامه بخطئه كما اعترف امام جلسائه.
قال الحاكم، واما ما ذكر من امساك أسامة بن زيد وذكر حديثا مسندا عن أسامة قال بعثني رسول الله ص في سرية في أناس من أصحابه فاستبقنا انا ورجل من الأنصار إلى العدو فحملت على رجل فلما دنوت منه كبر فطعنته فقتلته ورأيت أنه انما فعل ذلك ليحرز دمه فلما رجعنا سبقني إلى النبي ص فقال يا رسول الله لا فارس خير من فارسكم انا استلحقنا رجلا فسبقني إليه فكبر فلم يمنعه ذلك ان قتله النبي ص يا أسامة ما صنعت اليوم فقلت حملت على رجل فكبر فرأيت أنه انما فعل ليحرز دمه فقتلته فقال كيف بعد الله أكبر، فهلا شققت عن قلبه، فلا أقاتل رجلا يقول الله أكبر مما نهاني عنه حتى ألقاه.
قال واما ما ذكر من اعتزال سعد بن أبي وقاص عن القتال وذكر حديثا مسندا ان سعدا قال له رجل ان عليا يقع فيك انك تخلفت عنه فقال سعد والله انه لرأي رأيته أخطأ رأيي، ان علي بن أبي طالب أعطي ثلاثا لأن أكون أعطيت إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها، لقد قال له رسول الله ص يوم غدير خم: هل تعلمون اني أولى بالمؤمنين قلنا نعم قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وجئ به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر فقال يا رسول الله اني أرمد فتفل في عينيه ودعا له فلم يرمد حتى قتل وفتح عليه خيبر واخرج رسول الله ص عمه العباس وغيره من المسجد فقال له العباس تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن عليا فقال ما انا أخرجتكم وأسكنته ولكن الله أخرجكم وأسكنه. واما ما ذكر من اعتزال أبي مسعود الأنصاري وأبي موسى الأشعري فإنهما كانا على الكوفة فأرسل محمد ابنه ومحمد بن أبي بكر لاخذ البيعة فامتنع أبو موسى ان يبايع فبعث إليه عمار بن ياسر والحسن بن علي فعزلاه واستعمل قرظة بن كعب فلم يزل عاملا حتى قدم علي من البصرة فعزله فلما سار إلى صفين استخلف عقبة بن عمرو وأبا مسعود الأنصاري حتى قدم من صفين.
وأما قصة اعتزال محمد بن مسلمة الأنصاري عن البيعة فروي عنه أنه قال يا رسول الله كيف اصنع إذا اختلف المصلون قال تخرج بسيفك إلى الحرة فتضربه بها ثم تدخل بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطئة.
قال الحاكم: بهذه الأسباب وما جانس، كان اعتزال من اعتزل عن القتال مع علي وقتال من قاتله اه أقول حاصل ما ذكره ان امتناع من امتنع عن بيعته ليس لاعتقادهم عدم أهليته للخلافة ولا عنادا بل لشبهة دخلت عليهم. فابن عمر وسعد ظنا انها فتنة، الأرجح عدم الدخول فيها ثم بان لهما خطؤهما وندما على ترك القتال وعدا أنفسهما مذنبين وأسامة دخلت عليه شبهة عدم جواز قتل من أظهر الاسلام ولم يتفطن للفرق بين المقامين وانها شبهة واهية وأبو مسعود استخلفه على الكوفة حيث سار إلى صفين فدل على أنه بايع وتاب وانحصر الاصرار والامتناع في أبي موسى.
وهذا الذي ذكره الحاكم لا يصلح ان يكون عذرا مبررا لامتناع هؤلاء عن البيعة وقتال أهل البغى، ولا الحاكم أراد ان يعتذر عنهم بذلك انما أراد بيان حقيقة الحال في قعودهم.
وروى الطبري ما حاصله انه اجتمع إلى علي طلحة والزبير في عدة من الصحابة وطلبوا منه ان يقيم الحد على من شرك في دم عثمان ممن في المدينة وانه ردهم ردا رفيقا فقال يا اخوتاه لست اجهل ما تعلمون ولكن كيف اصنع بقوم يملكوننا ولا نملكهم قد ثارت معهم عبدانكم وثابت إليهم اعرابكم فهل ترون موضعا لقدرة على ما تريدون قالوا لا ثم طلب منهم الهدوء حتى يهدأ الناس وتقع القلوب مواقعها، واشتد على قريش حال بينهم وبين الخروج، وانما هيجه على ذلك هرب بني أمية، وتفرق القوم بعضهم يقول لترك هذا الأمر إلى ما قال علي أمثل، وبعضهم يقول إن عليا لمستغن برأيه وأمره عنا ولا نراه الا سيكون على قريش أشد من غيره. فذكر ذلك لعلي فقام فحمد الله وأثنى عليه وذكر فضلهم وحاجته إليهم ونظره لهم وقيامه دونهم وانه ليس له من سلطانهم الا ذلك والاجر من الله عز و جل ونادى برئت الذمة من عبد لم يرجع إلى مواليه وقال يا معشر الاعراب الحقوا بمياهكم. وروى الطبري أيضا ما حاصله ان عليا ع قال لابن عباس سر إلى الشام فقد وليتكها فلم يقبل واعتذر بالخوف من معاوية قال ولكن اكتب إليه فمنه وعده فابى علي وقال: والله لا كان هذا ابدا، وان المغيرة بن شعبة أشار على علي باقرار معاوية وعمال عثمان على أعمالهم فإذا بايعوا له واطمأن الأمر له عزل من أحب وأقر من أحب فابى عليه وقال:
والله لا أداهن في ديني والا أعطي الدنئ في أمري قال فانزع من شئت واترك معاوية فان له جرأة وهو في أهل الشام يسمع منه فقال له لا استعمل معاوية يومين ابدا ثم جاءه فأشار عليه بعزلهم فسئل عن ذلك فقال نصحته في الأولى فعصاني فغششته في الثانية وان ابن عباس وافق المغيرة على رأيه وأشار عليه بان يثبت معاوية وقال فان بايع لك فعلي ان اقلعه من منزله فقال والله لا اعطيه الا السيف ثم تمثل:
- وما ميتة ان متها غير عاجز * بعار إذا ما غالت النفس غولها - وفي هذه الرواية ما يقتضي التأمل: اما إشارة المغيرة عليه أولا بما زعمه نصحا فالمغيرة لم يكن يرجى منه النصح لعلي وكان علي اعرف الناس به ولا يبعد ان يكون غاشا في المقامين وأراد بالإشارة بتثبيت معاوية النصح

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست