responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 438

طلحة يوما قد تهيا مالك فاقبضه فقال هو لك معونة على مروءتك فلما حصر عثمان قال علي لطلحة أنشدك الله الا كففت عن عثمان قال لا والله حتى تعطي بنو أمية الحق من أنفسها فكان علي يقول لحا الله ابن الصعبة أعطاه عثمان ما أعطاه وفعل به ما فعل اه. وكذلك عائشة كانت تقول في عثمان اقتلوا نعثلا فقد كفر كما رواه الطبري وغيره، ثم حارب طلحة مع أم المؤمنين عليا يوم الجمل طلبا بثار عثمان وكان الباعث لطلحة على التحريض على عثمان الطمع في الخلافة كما كان الباعث لام المؤمنين على ذلك الطمع في الخلافة لقريبها طلحة التيمي كما كان ذلك هو الباعث على طلب ثاره من علي وكان الباعث لعمرو على حرب علي الطمع في امارة مصر، أو أن الباعث للدلالة على ذلك الاجتهاد الذي يؤجر المخطئ فيه اجرا واحدا والمصيب أجرين!! لله در مهيار حيث يقول:
- وللقتيل يا زمون دمه * وفيهم القاتل غير من قتل - وفي شرح نهج البلاغة: إن ابن عباس جاء عليا برسالة من عثمان وهو محصور يسأله فيها الخروج إلى ماله بينبع ليقل هتف الناس باسمه للخلافة بعد أن كان سأله من ذلك من قبل فقال يا ابن عباس ما يريد عثمان أن يجعلني الا جملا ناضحا بالغرب [1] اقبل وادبر بعث إلي أن اخرج ثم الآن يبعث إلي أن اخرج والله لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون آئما اه.
قال الطبري: كتب عثمان إلى معاوية وابن عامر وأمراء الأجناد يستنجدهم فتربص به معاوية وكان عثمان قد استشار نصحاءه في امره فأشاروا أن يرسل إلى علي ويطلب إليه أن يرد الناس ويعطيهم ما يرضيهم ليطاولهم حتى يأتيه الامداد فقال إنهم لا يقبلون التعليل وقد كان مني في المرة الأولى ما كان فقال مروان أعطهم ما سأ لوك وطاولهم ما طاولوك فإنهم قوم قد بغوا عليك ولا عهد لهم فدعا عليا وقال له قد ترى ما كان من الناس ولست آمنهم على دمي فارددهم عني فاني أعطيهم ما يريدون من الحق من نفسي ومن غيري فقال علي إن الناس إلى عدلك أحوج منهم إلى قتلك وانهم لا يرضون الا بالرضا وقد كنت أعطيتهم من قبل عهدا فلم تف به فلا تغرر في هذه المرة فاني معطيهم عنك الحق قال أعطهم فوالله لأفين لهم فخرج علي إلى الناس فقال إنكم انما تطلبون الحق وقد أعطيتموه وأنه منصفكم من نفسه فسأله الناس أن يستوثق لهم وقالوا انا لا نرضى بقول دون فعل فدخل إليه فاعلمه فقال اضرب بيني وبين الناس اجلا، قال لا أقدر على تبديل ما كرهوا في يوم واحد فقال علي اما ما كان بالمدينة فلا أجل فيه واما ما غاب فاجله وصول امرك قال نعم فأجلني فيما بالمدينة ثلاثة أيام فاجابه إلى ذلك وكتب بينه وبين الناس كتابا على رد كل مظلمة وعزل كل عامل كرهوه فكف الناس عنه وجعل يتأهب سرا للقتال ويستعد بالسلاح واتخذ جندا فلما مضت الأيام الثلاثة ولم يغير شيئا ثار به الناس وخرج قوم إلى من بذي خشب من المصريين فأعلموهم الحال فقدموا المدينة. قال الطبري ثم إن محاصري عثمان أشفقوا من وصول أجناد من الشام والبصرة تمنعه فحالوا بين عثمان وبين الناس ومنعوه كل شئ حتى الماء فأرسل عثمان سرا إلى علي وإلى أزواج النبي ص انهم قد منعونا الماء فجاء علي في الغلس فوقف على الناس فوعظهم وقال إن الذي تفعلون لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين إن الفرس والروم لتأسر فتطعم وتسقي فالله الله لا تقطعوا الماء عن الرجل فاغلظوا له وقالوا لا نعم ولا نعمة عين فلما رأى منهم الجد رمى بعمامته إلى دار عثمان يعلمه أنه قد نهض وعاد. قال الطبري: وبقي عثمان ثلاثة أيام لا يدفن ثم أن حكيم بن حزام وجبير بن مطعم كلما عليا في أن يأذن في دفنه ففعل فلما سمع الناس بذلك قعد له قوم في الطريق بالحجارة وخرج ناس يسير من أهله ومعهم الحسن بن علي وابن الزبير بين المغرب والعشاء فاتوا به حائطا من حيطان المدينة يعرف بحش كوكب خارج البقيع فصلوا عليه وجاء ناس من الأنصار ليمنعوا من الصلاة عليه فأرسل علي فمنع من رجم سريره وكف الذين راموا منع الصلاة عليه.
وفي نهج البلاغة من خطبة له في معنى قتل عثمان: لو امرت به لكنت قاتلا، أو نهيت عنه لكنت ناصرا، غير أن من نصره لا يستطيع أن يقول خذله من انا خير منه، ومن خذله لا يستطيع أن يقول نصره من هو خير مني، وانا جامع لكم امره: استأثر فأساء الأثرة وجزعتم فأسأتم الجزع ولله حكم واقع في المستأثر والجازع.
قال ابن أبي الحديد: ظاهر هذا الكلام أنه ما أمر بقتله ولا نهى عنه ولا يجوز أن يحمل هذا الكلام على ظاهره لما ثبت من عصمة دم عثمان ولما ثبت في السير والأخبار أنه كان ينهى عن قتله. وأجاب بحمل النهي على المنع باليد وانما لم يمنع باليد لأنه غلب على ظنه أنه غير مؤثر فهو قد كان ينهي عنه باللسان، هذا حاصل جوابه، وهو يرجع إلى أنه غير قادر على المنع وهو كذلك لقلة الأنصار وخذلان الأكثر وقوة المحاصرين له وكثرتهم قال ولأجل اشتباه هذا الكلام على السامعين قال كعب بن جعيل شاعر أهل الشام من أبيات:
- ارى الشام تكره أهل العرا * ق وأهل العراق لهم كارهونا - - وقالوا علي امام لنا * فقلنا رضينا ابن هند رضينا - - وما في علي لمستعتب * مقال سوى ضمه المحدثينا - - وايثاره اليوم أهل الذنوب * ورفع القصاص عن القاتلينا - - إذا سيل عنه حذا شبهة * وعمى الجواب على السائلينا - - فليس براض ولا ساخط * ولا في النهاة ولا الآمرينا - - ولا هو ساء ولا سره * ولا بد من بعض ذا أن يكون - قال وما قال هذا الشعر الا بعد أن نقل إلى أهل الشام كلام كثير لعلي في عثمان يجري هذا المجرى كقوله ما ساءني وما سرني وقيل له أ رضيت فقال لم ارض فقيل له أ سخطت قال لم اسخط. واما قوله غير أن من نصره الخ فقال: معناه ان خاذليه كانوا خيرا من ناصريه لأن الذين نصروه كان أكثرهم فساقا كمروان بن الحكم وأضرابه وخذله المهاجرون والأنصار.
بيعته بالخلافة بويع علي ع بالخلافة يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة على رواية الطبري سنة 35 وكان قتل عثمان يوم الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجة فكان بين قتله وبيعة علي سبعة أيام، وروى الحاكم في المستدرك بسنده انه استخلف علي بن أبي طالب سنة خمس وثلاثين وهو ابن ثمان وخمسين سنة وأشهر. قال الحاكم في المستدرك: اختلفت الروايات في


[1] الناضح البعير يستقي عليه " والغرب " الدلو العظيمة. - المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 438
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست