responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 426

تهديد علي ومن معه بالاحراق إن لم يبايعوا روى الطبري في تاريخه قال: اتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه. ويأتي أيضا ما يدل على ذلك.
متى بايع علي بن أبي طالب وبنو هاشم تدل بعض الروايات على أن عليا بايع يومئذ وفاطمة حية ويدل أكثرها على أنه لم يبايع إلا بعد ستة أشهر بعد وفاة فاطمة وبعضها على أنه لم يبايع هو ولا أحد من بني هاشم إلا بعد تلك المدة. وبعضها على أن بني هاشم بايعوا يومئذ إلا علي فلم يبايع إلا بعد تلك المدة، والذي عليه أكثر الروايات وحققه العلماء أنه لم يبايع إلا بعد وفاة فاطمة وذلك بعد ستة أشهر من وفاة النبي ص بناء على انها بقيت بعده هذه المدة أو شهرين ونصف بناء على بقائها بعده ذلك.
لما ذا لم يبايعوا عليا لم يكن انحراف قريش عن علي لشئ فيه ينقص من أهليته للخلافة مقدار شعرة ولا لشئ في غيره يوجب امتيازه عن علي أو مساواته له في القيام بمهام الخلافة ولكن قريشا وجل المهاجرين منها قد وترها علي في حروبه لتمهيد الاسلام، وكثير منها دخل في الاسلام كرها والضغائن من نفوسها لم تذهب فهي لا تطيق أن تكون في بني هاشم النبوة والخلافة وهم من عشيرتها والبغض والحسد في الأهل والعشيرة أشد من غيره مضافا إلى حب الرياسة الكامن في نفوس البشر فقريش حاولت جهدها ابطال نبوة محمد ص فلم تفلح وتغلب عليها وقهرها وفتح مكة ودخلها مالكا لها بعد ما خرج منها هربا وخوفا فكيف تترك بني هاشم تستولي على الخلافة ثانيا ويكون الرأس فيها علي بن أبي طالب قاتل صناديد قريش وقاهرها ومؤسس دولة ابن عمه وناصرها فليس من الغريب انحيازها إلى حزب أبي بكر وعمر وانحرافها عن علي إلا أقلها. أما بنو أمية فانحازوا أولا إلى عثمان ولكن عثمان لما رأى أنه ليس في وسعه معارضة الشيخين ومن تبعهما انحاز إلى حزبهما. وبالطبع لم يكن لينحاز إلى حزب بني هاشم وهبه وطن نفسه على ذلك فقومه لم يكونوا ليطيعوه وقد وترهم بنو هاشم ولا سيما علي وعداوتهم معهم قديمة قبل الاسلام. ولم تفت هذه الفرصة شيخ بني أمية أبا سفيان أن يستفيد منها حسبما تساعد عليه الحال في ذلك الوقت فجاء إلى علي وبني هاشم فحرضهم على طلب الخلافة وانتقص الخليفة. ولم يخف ذلك على علي فرده أقبح رد وولى الخليفة ابنه فقال وصلتك لاحم وسكت، ولم ينس الخليفة الثاني هذه المساعدة من عثمان وبني أمية فولى معاوية الشام بعد أخيه يزيد ورشح عثمان للخلافة يوم الشورى وسن لها قانونا يكون بسببه الخليفة هو عثمان حتما كما سيأتي هناك وبانحياز أسيد بن حضير رئيس الأوس ومعه الأوس كلها إلى حزب قريش حسدا لسعد قوي حزب قريش وبانحياز بشير بن سعد أحد رؤساء الخزرج إلى حزب قريش حسدا لسعد بقي سعد مفردا ليس معه الا قليل فان بشيرا انحاز معه أكثر الخزرج من عشيرته وغيرها فعشيرة الرئيس تتبعه بالطبع وغيرها للتقرب إلى الخليفة لئلا يستأثر غيرهم بالمكانة عنده وسرت هذه المودة من بشير إلى ابنه النعمان بن بشير الأنصاري فكان من أنصار معاوية يوم صفين حيث لم يكن معه من الصحابة إلا قليل هو أحدهم. ولم ينس معاوية تلك المساعدة لبشير التي هي في الحقيقة مساعدة لبني أمية على أعدائهم الألداء بني هاشم ومساعدة لأوليائهم فجازى ابنه النعمان عليها وعلى نصره له بصفين بان ولاه الكوفة ثم ولاه أياها ابنه يزيد. وضعف بذلك أيضا حزب بني هاشم ولم يبق معهم أحد. وكان أقوى الأسباب في ذلك كله الحسد والحسد داء بني آدم وحواء من زمن آدم إلى اليوم.
الذين احتجوا على البيعة من المهاجرين والأنصار في احتجاج الطبرسي عن أبان بن تغلب: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب رسول الله ص أنكر على أبي بكر فعله قال نعم كان الذي أنكر عليه اثنا عشر رجلا. من المهاجرين: خالد بن سعيد بن العاص وكان من بني أمية. وسلمان الفارسي. وأبو ذر الغفاري. والمقداد بن الأسود.
وعمار بن ياسر وبريدة الأسلمي. من الأنصار. والهيثم بن التيهان.
وسهل وعثمان ابنا حنيف. وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين. وأبي بن كعب. وأبو أيوب الأنصاري. فلما صعد أبو بكر المنبر تشاوروا بينهم فقال بعضهم لننزلنه عن المنبر وقال آخرون لئن فعلتم إذا أعنتم على أنفسكم فذهبوا إلى أمير المؤمنين يستشيرونه فقالوا تركت حقا أنت أحق به وأولى ولقد هممنا أن نصير إليه فننزله عن المنبر فقال لو فعلتم ذلك لما كنتم إلا حربا ولكنكم كالملح في الزاد وكالكحل في العين ولو فعلتم ذلك لأتوني فقالوا بايع والا قتلناك. إلى آخر ما أورده الطبرسي.
ولما نحي علي عن الخلافة بعد يوم السقيفة إلى آخر خلافة عثمان وذلك نحو من 24 سنة لم يدخل مع القوم في إمارة ولا حرب وإنما كان يشير بما فيه النصح والمصلحة العامة للمسلمين واشتغل بجمع القرآن بتأويله وتنزيله وتفسيره واقرائه وارشاد الخلق وتعليمهم وبنشر علوم الدين والفتوى لا سيما في المسائل الغامضة التي كان يرجع إليه فيها الصحابة والقضاء بين الناس خصوصا في القضايا الغامضة التي كانت تشكل على غيره حتى جمعت عدة كتب في قضاياه وأحكامه ومسائله العجيبة أشرنا إليها فيما سبق وبالتاليف في علوم الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود ونصرة المظلوم واظهار الحق جهده والاصلاح بين الناس واستنبط عيونا وأنشأ عدة بساتين ومزارع في المدينة وينبع وقفها وجعل النظر فيها لأولاده من فاطمة وكان يقوم على ملك له بخيبر. وما زعمه ابن الأثير من أنه كان من جملة كتاب الخليفة الأول مصنوع موضوع لا أصل له، فهو كان يرى نفسه أعلى من ذلك.
أخباره في خلافة الخليفة الأول فمن أول ما وقع في خلافته مطالبة فاطمة له بإرثها من أبيها وبفدك الذي كان نحلها إياه في حياته وبسهم ذوي القربى، أما الإرث فردها عنه بما رواه عن النبي ص أنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، وأما فدك فطلب منها البينة فشهد لها علي وأم أيمن فقال: قد علمت يا بنت رسول الله أنه لا يجوز الا شهادة رجلين أو رجل وامرأتين. وهل كان علي دون خزيمة ذي الشهادتين، وطلبت سهمها من الخمس فقال لها لم يبلغ علمي أن هذا السهم من الخمس مسلم إليكم كاملا بل أنفق عليكم منه واصرف الباقي في مصالح المسلمين، فلم تذعن فاطمة لذلك وغضبت وكذلك علي لم يذعن لذلك وقال في بعض خطبه متالما: بلى كانت في أيدينا فدك من كل

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست