responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 415

جاء في هذه الأحاديث على وجهه يتوقف على بيان أقسام الحج وكيف اختلف حج من ساق الهدي على من لم يسقه فنقول الحج على ثلاثة أقسام إفراد وقران وتمتع والثالث فرض من بعد عن مكة ثمانية وأربعين ميلا والأولان فرض أهل مكة ومن بعد عنها بأقل من ذلك، والمفرد يأتي بالحج أولا ثم بعمرة مفردة ويعقد احرامه بالتلبية وسمي إفرادا لانفراده عن العمرة وعدم ارتباطه بها فهما نسكان مستقلان وكذلك القارن يأتي بالحج أولا ثم بالعمرة وهما نسكان مستقلان إلا أنه يسوق الهدي معه عند الاحرام ويعقد احرامه بسياق الهدي وسمي قرانا لاقترانه بسياق الهدي والمتمتع يأتي أولا بعمرة التمتع ثم يأتي بالحج ويعقد احرامه بالتلبية ويكون النسك مركبا من العمرة والحج وهذا معنى قوله ع دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة وتشبيكه بين أصابعه وسمي تمتعا لأنه بعد احلاله من احرام العمرة يتمتع أي ينتفع بما كان محرم عليه حال الاحرام والنبي حين أحرم في حجة الوداع أحرم بحج القران لأنه ساق الهدي وكذلك علي ع أحرم كاحرام رسول الله ص وساق الهدي فكان حجه حج قران وأكثر الذين كانوا مع النبي ص لم يسوقوا الهدي واحرموا بالحج فكان حجهم حج أفراد ولم يكن حج التمتع مفروضا يومئذ بل كان الحج قسمين فقط إفراد وقرآن فلما نزل فرض حجم التمتع لمن لم يسق الهدي بقوله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله إلى قوله فمن تمتع بالعمرة إلى الحج الآية أمر رسول الله ص من ساق الهدي أن يبقى على احرامه ويجعل حجه حج قران ومن لم يسق الهدي أن يجعلها عمرة تمتع فيحل من احرامه ثم يحرم للحج من مكة يوم التروية لأن حجه صار حج تمتع وصار ذلك فرض البعيدين عن مكة بالمسافة السابقة إلى آخر الدهر وقال إن العمرة دخلت في الحج كدخول أصابعه بعضها في بعض وسئل ان ذلك لعامهم هذا أو لأبد الأبد فقال بل لأبد الأبد ومن ذلك فهم ان فرضهم مركب من عملين العمرة والحج مرتبط أحدهما بالآخر أما من ساق الهدي فحجه حج قران في ذلك العام فقط أما بعده فسيكون حج البعيد حج تمتع لا حج إفراد ولا قران ويظهر ان جماعة لم يرق لهم أن يكون حج علي كحج النبي وحجهم مخالف لذلك فترددوا في الاحلال من الاحرام أو امتنعوا حسدا لعلي وقديما كان في الناس الحسد واعتذروا بما سمعت مما لم يكن بعذر مقبول. وفي قول النبي ص: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ايماء إلى أن حج التمتع أفضل. قال ابن سعد: انه بعد ما رمى جمرة العقبة بمنى يوم العيد نحر الهدى قال صاحب السيرة الحلبية فنحر من البدن ثلاثا وستين بيده الشريفة وهي التي جاء بها من المدينة وأمر عليا فنحر الباقي وهو تمام المائة وكانه الذي جاء به من اليمن قال وجاء عن ابن عباس انه اهدى في حجة الوداع مائة بدنة نحر منها ثلاثين وأمر عليا فنحر الباقي وقال له أقسم لحومها وجلودها وجلالها بين الناس ولا تعط جزارا منها شيئا وخذ لنا من بعير جذبة من لحم واجعلها في قدر حتى نأكل من لحمها ونحسو من مرقها ففعل اه.
حديث الغدير قال المفيد: لما قضى رسول الله ص نسكه وأشرك عليا في هديه قفل إلى المدينة وهو معه والمسلمون حتى انتهى إلى الموضع المعروف بغدير خم وهو مكان قريب من الجحفة بناحية رابغ وذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة عشر من الهجرة وليس بموضع إذ ذاك يصلح للنزول لعدم الماء فيه والمرعى فنزل في الموضع ونزل المسلمون معه وكان سبب نزوله في هذا المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خليفة في الأمة من بعده وقد كان تقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له فاخره لحضور وقت يامن فيه الاختلاف منهم عليه وعلم الله عز وجل أنه ان تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلدانهم وأماكنهم وبواديهم فأراد أن يجمعهم لسماع النص على أمير المؤمنين وتأكيد الحجة عليهم فيه فأنزل الله عليه يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك يعني في استخلاف علي والنص بالإمامة عليه وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس فأكد الفرض عليه بذلك وخوفه من تأخير الامر فيه وضمن له العصمة ومنع الناس منه فنزل بذلك المكان ونزل المسلمون حوله وكان يوما قائظا شديد الحر فامر بدوحات هناك فقم ما تحتها وأمر بجمع الرحال ووضع بعضها فوق بعض ثم أمر مناديه فنادى في الناس الصلاة جامعة فاجتمعوا من رحالهم وإن أكثرهم ليلف رداءه على قدميه من شدة الحر فلما اجتمعوا صعد على تلك الرحال حتى صار في ذروتها واصعد عليا معه حتى قام عن يمينه ثم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ووعظ فابلغ في الموعظة ونعى إلى الأمة نفسه وقال اني قد دعيت ويوشك ان أجيب وقد حان مني خفوق من بين أظهركم واني مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم نادى بأعلى صوته أ لست أولى بكم منكم بأنفسكم قالوا اللهم بلى فقال لهم على النسق وقد اخذ بضبعي أمير المؤمنين ع فرفعهما حتى بان بياض إبطيهما فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من [1] والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ثم نزل فصلى ركعتين ثم زالت الشمس فصلى بهم صلاة الظهر وجلس في خيمته وأمر عليا أن يجلس في خيمة له بازائه وأمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنئوه بالمقام ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين ففعل الناس ذلك كلهم ثم أمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين ممن معه ان يدخلن عليه ويسلمن عليه بإمرة المؤمنين ففعلن وكان فيمن أطنب في تهنئته بالمقام وأظهر له المسرة عمر بن الخطاب وقال فيما قال بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة واستأذن حسان بن ثابت رسول الله ص أن يقول في ذلك ما يرضاه الله فقال:
- يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم واسمع بالنبي مناديا - الأبيات الستة المتقدمة في الجزء الثاني فقال له رسول الله ص لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك قال وإنما اشترط في الدعاء له لعلمه بعاقبة امره في الخلاف ولو علم سلامته في مستقبل الأحوال لدعا له على الاطلاق. ومثل ذلك ما اشترط الله تعالى في مدح أزواج النبي ص فقال يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن ولم يجعلهن في ذلك حسبما جعل أهل بيت النبي حيث بذلوا قوتهم لليتيم والمسكين والأسير فأنزل الله سبحانه في علي وفاطمة والحسن والحسين وقد آثروا على أنفسهم مع الخصاصة التي كانت بهم فقال تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم


[1] لان كلا منهما كان في از أر ورداء كما هو عادة العرب في ذلك العصر في كثير من حالاتهم لا سيما في حر الحجاز فلما اخذ النبي " ص " بعضدي علي ورفعهما ليراه الناس جميعا ويعرفوه توكيدا للحجة ومبالغة في التبليغ انحسر الرداء عن إبطيهما وبان بياض إبطيهما من تحت الرداء. - المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست