responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 414

رمضان سنة عشر بعثه إلى اليمن إلى بلاد مذحج فقتل وسبى وغنم ثم أسلموا ومعه بريدة ثم قال فوفى النبي بمكة سنة عشر فعلم أنهما واقعة واحدة. وروي الكليني في الكافي بسنده عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول أهدي أمير المؤمنين ع إلى رسول الله ص أربعة أفراس من اليمن فقال سمها فقال هي ألوان مختلفة فقال ففيها أشقر قال نعم قال فامسكه علي قال وفيها كميتان أوضحان قال فاعطهما ابنيك قال والرابع أدهم بهيم قال بعه واستخلف به نفقة لعيالك إنما يمن الخيل في ذوات الأوضاح اه ولا يعلم أن ذلك في أي سفرة من أسفاره إلى اليمن.
أخباره في حجة الوداع وكانت سنة عشر من الهجرة.
وقال المفيد في الارشاد: ثم تلا وفد نجران من القصص المنبئة عن فضل أمير المؤمنين وتخصصه من المناقب بما بان به من كافة العباد حجة الوداع وما جرى فيها من الأقاصيص وكان لأمير المؤمنين فيها من جليل المقامات فمن ذلك أن رسول الله ص كان قد انفذه إلى اليمن ليخمس ركازها ويقبض ما وافق عليه أهل نجران من الحلل وغيرها فتوجه لما ندبه إليه إلى أن قال: ثم أراد رسول الله ص التوجه إلى الحج وأداء ما فرض الله تعالى عليه فاذن في الناس بالحج وبلغت دعوته إلى أقاصي بلاد أهل الاسلام فتجهز الناس للخروج معه وحضر المدينة من ضواحيها ومن حولها خلق كثير وتهيئوا للخروج معه فخرج بهم لخمس بقين من ذي القعدة اه وفي السيرة الحلبية خرج معه أربعون ألفا وقيل سبعون وقيل تسعون وقيل مائة ألف وأربعة عشر ألفا وقيل مائة وعشرون ألفا وقيل أكثر من ذلك هذا عدى من حج معه أهل مكة واليمن. وفي سيرة دحلان خرج معه تسعون ألفا ويقال مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ويقال أكثر من ذلك اه ويمكن الجمع بان الذين خرجوا من المدينة وضواحيها كانوا أربعين ألفا ومع الذين انضموا إليهم مما قرب منها كانوا سبعين أو تسعين والكل ممن قرب وبعد كانوا مائة وأربعة وعشرين ألفا والله أعلم. قال ابن سعد وأخرج معه نساءه التسع في الهوادج وابنته فاطمة وأشعر هديه وقلده.
قال المفيد: وكاتب أمير المؤمنين بالتوجه إلى الحج من اليمن ولم يذكر له نوع الحج الذي عزم عليه وخرج قارنا للحج بسياق الهدي وأحرم من ذي الحليفة وأحرم الناس معه ولبى من عند الميل الذي بالبيداء فاتصل ما بين الحرمين بالتلبية وخرج أمير المؤمنين ع بمن معه من المعسكر الذي كان صحبه إلى اليمن ومعه الحلل التي كان أخذها من أهل نجران فلما قارب رسول الله ص مكة من طريق المدينة قاربها أمير المؤمنين ع من طريق اليمن وتقدم الجيش للقاء النبي ص وخلف عليهم رجلا منهم فأدرك النبي ص وقد أشرف على مكة فسلم عليه وخبره بما صنع وبقبض ما قبض وانه سارع للقائه امام الجيش فسر رسول الله ص بذلك وابتهج بلقائه وقال بم أهللت يا علي فقال يا رسول الله انك لم تكتب إلي اهلالك ولا عزفته فعقدت نيتي بنيتك فقلت اللهم اهلالا كاهلال نبيك وسقت معي من البدن أربعا وثلاثين بدنة فقال رسول الله الله أكبر قد سقت أنا ستا وستين وأنت شريكي في حجي ومناسكي وهديي فاقم على احرامك وعد إلى جيشك فعجل بهم حتى نجتمع بمكة إن شاء الله وفي سيرة ابن هشام قال رسول الله ص لعلي هل معك من هدي قال لا فاشركه في هديه وثبت على احرامه حتى فرغا من الحج ونحر رسول الله ص الهدي عنهما. وفي السيرة الحلبية يمكن الجمع بين هذا وبين أنه قدم من اليمن ومعه هدي بأن الهدي كان قد تأخر مجيئه فاشركه في هديه ثم نقل أن الهدي الذي جاء به علي ع من اليمن كان سبعا وثلاثين والذي جاء به رسول الله ص كان ثلاثا وستين. قال المفيد: فودعه أمير المؤمنين وعاد إلى جيشه فلقيهم عن قريب فوجدهم قد لبسوا الحلل التي كانت معهم فأنكر ذلك عليهم وقال للذي كان استخلفه عليهم ويلك ما دعاك إلى أن تعطيهم الحلل من قبل ان تدفعها إلى رسول الله ولم أكن أذنت لك في ذلك فقال سألوني ان يتجملوا بها ويحرموا فيها ثم يردوها علي فانتزعها أمير المؤمنين من القوم وشدها في الاعدال فاضطغنوا ذلك عليه فلما دخلوا مكة كثرت شكايتهم منه فامر رسول الله ص فنادى في الناس ارفعوا ألسنتكم عن علي بن أبي طالب فإنه خشن في ذات الله عز وجل غير مداهن في دينه فكف القوم عن ذكره وعلموا مكانه من النبي ص وسخطه على من رام الغميزة فيه، وفي رواية ابن إسحاق فاظهر الجيش شكواه لما صنع بهم قال أبو سعيد الخدري اشتكى الناس عليا فقام رسول الله ص فينا خطيبا فسمعته يقول أيها الناس لا تشكن عليا فوالله انه لأخشن في ذات الله أو سبيل الله من أن يشكي قال المفيد وأقام أمير المؤمنين على احرامه تأسيا برسول الله ص وكان قد خرج مع النبي ص كثير من المسلمين بغير سياق هدي فأنزل الله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله فقال رسول الله ص دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة وشبك إحدى أصابع يديه على الأخرى ثم قال لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ثم أمر مناديه أن ينادي من لم يسق منكم هديا فليحل وليجعلها عمرة ومن ساق منكم هديا فليقم على احرامه فأطاع ذلك بعض الناس وخالف بعض وجرت خطوب بينهم فيه وقال منهم قائلون: رسول الله أشعث أغبر ونحن نلبس الثياب ونقرب النساء وندهن وقال بعضهم أ ما تستحون ان تخرجوا ورؤوسكم تقطر من الغسل ورسول الله على احرامه وهذا اعتذار بارد فإطاعة أمر رسول الله الذي هو أمر الله إلى من اظهار حب المواساة له في البقاء على الاحرام فأنكر رسول الله ص على من خالف في ذلك وقال لولا أني سقت الهدي لأحللت وجعلتها عمرة فمن لم يسق هديا فليحل فرجع قوم وأقام آخرون على الخلاف وكان فيمن أقام على الخلاف بعض أكابرهم فاستدعاه رسول الله ص وقال ما لي أراك محرما أ سقت هديا قال لم اسق قال فلم لا تحل وقد أمرت من لم يسق بالاحلال فقال والله يا رسول الله لا أحللت وأنت محرم فقال له النبي ص انك لم تؤمن بها حتى تموت فلذلك أقام على انكار متعة الحج حتى رقى المنبر في امارته فنهى عنها نهيا مجددا وتوعد عليها بالعقاب اه وروى مسلم في صحيحه بسنده عن عائشة قدم رسول الله ص لأربع مضين من ذي الحجة أو خمس فدخل علي وهو غضبان فقلت من أغضبك يا رسول الله ادخله الله النار. قال أ وما شعرت اني امرت الناس بأمر فإذا هم يترددون لو اني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي معي حتى اشتريه ثم أحل كما أحلوا، قال النووي في الشرح: أما غضبه فلانتهاك حرمة الشرع وترددهم في قبول حكمه وقد قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فغضب لما ذكرنا من انتهاك حرمة الشرع والحزن عليهم في نقص ايمانهم وفيها دلالة لاستحباب الغضب عند انتهاك حرمة الدين وفيه جواز الدعاء على المخالف لحكم الشرع اه اي حتى بادخال النار الذي لا أفظع منه والذي ربما زاد على اللعن الذي هو الطرد والابعاد من رحمة الله. وفهم ما

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست