responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 412

الواحدي في أسباب النزول: قال المفسرون قدم وفد نجران وكانوا ستين راكبا على رسول الله ص وفيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يؤول امرهم فالعاقب أمير القوم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون الا عن رأيه واسمه عبد المسيح والسيد امامهم وصاحب رحلهم واسمه الأيهم وأبو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبرهم وامامهم وصاحب مدارسهم وكان قد شرف فيهم ودرس كتبهم حتى حسن علمه في دينهم وكانت ملوك الروم قد شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس لعلمه واجتهاده فقدموا على رسول الله ص ودخلوا مسجده حين صلى العصر عليهم ثياب الحبرات جبات وأردية في جمال رجال الحارث بن كعب يقول بعض من رآهم من أصحاب رسول الله ص ما رأينا وفدا مثلهم وقد حانت صلاتهم فقاموا فصلوا في مسجد رسول الله ص فقال رسول الله ص دعوهم فصلوا إلى المشرق فكلم السيد والعاقب رسول الله ص فقال لهما أسلما فقالا قد أسلمنا قبلك قال منعكما من الاسلام دعاؤكما لله ولدا وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير قالا إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه وخاصموه جميعا في عيسى ثم روي أنهما قالا للنبي ص ما تقول في عيسى فسكت ونزل القرآن وفيه ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم إلى قوله قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم الآية فدعاهما رسول الله ص إلى الملاعنة اه. وقال ابن طاووس فيما رواه في كتاب الاقبال ان أبا حارثة اسمه حصين بن علقمة وهو من بكر بن وائل والعاقب اسمه عبد المسيح بن شرحبيل والسيد اسمه الأهتم أو الأيهم بن النعمان، فإذا كان الله تعالى قد خلق آدم وابدعه من التراب بغير أم ولا أب فخلق عيسى ع من أم بدون أب أقل غرابة، وعن عائشة رض ان رسول الله ص خرج يعني إلى المباهلة وعليه مرط مرجل من شعر اسود فجاء الحسن فادخله ثم جاء الحسين فادخله ثم فاطمة ثم علي قال انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ومثله في تفسيري النيسابوري والرازي وزادا ويطهركم تطهيرا ثم قالا وهذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث انتهى وقال في الكشاف: وفيه دليل لا شئ وأقوى منه على فضل أصحاب الكساء ع وفيه برهان واضح على صحة نبوته ص لأنه لم يرو أحد من موافق ولا مخالف انهم أجابوا إلى ذلك انتهى وقال الرازي:
قالوا يا أبا القاسم رأينا ان لا نباهلك فقال فإذا أبيتم المباهلة فاسلموا فأبوا قال فاني أناجزكم القتال فقالوا ما لنا بحرب العرب طاقة ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك الخ ما مر وقال الواحدي في أسباب النزول: قال الشعبي أبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم اه.
وفي مجمع البيان: لما دعاهم رسول الله ص إلى المباهلة استنظروه إلى صبيحة غد فلما رجعوا إلى رحالهم قال لهم الأسقف انظروا محمدا في غد فان غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته وان غدا بأصحابه فباهلوه فإنه ليس على شئ فلما كان الغد جاء النبي ص آخذا بيد علي بن أبي طالب والحسن والحسين بين يديه يمشيان وفاطمة تمشي خلفه وخرج النصارى وتقدمهم أسقفهم فلما رأى النبي ص قد اقبل بمن معه سال عنهم فقيل هذا ابن عمه وزوج ابنته وأحب الخلق إليه وهذان ابنا بنته من علي وهما من أحب الخلق إليه وهذه الجارية بنته فاطمة أعز الناس عليه وأقربهم إلى قلبه ثم قال وأنفسنا يعني عليا خاصة ولا يجوز ان يكون المعني به النبي ص لأنه هو الداعي ولا يجوز ان يدعو الإنسان نفسه وانما يصح ان يدعو غيره وإذا كان قوله وأنفسنا لا بد ان يكون إشارة إلى غير الرسول وجب ان يكون إشارة إلى علي لأنه لا أحد يدعي دخول غير أمير المؤمنين علي وزوجته وولديه في المباهلة وهذا يدل على غاية الفضل وعلو الدرجة في البلوغ منه إلى حيث لا يبلغه أحد إذ جعله الله نفس الرسول وهذا ما يدانيه فيه أحد ولا يقاربه ومما يعضده من الروايات ما صح عن النبي ص انه سئل عن بعض أصحابه فقال له قائل فعلي فقال انما سألتني عن الناس ولم تسألني عن نفسي وقوله ص لبريدة الأسلمي يا بريدة لا تبغض عليا فإنه مني وأنا منه.
وعاد وفد نجران بعد ان صالحهم الرسول على ألفي حلة من حلل الأواقي [1] قيمة كل حلة أربعون درهما جيادا فما زاد أو نقص كان بحساب ذلك وكتب لهم كتابا على ما صالحهم عليه وكان الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لنجران وحاشيتها في كل صفراء وبيضاء وثمرة ورقيق لا يؤخذ منهم شئ غير ألفي حلة من حلل الأواقي ثمن كل حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص فبحساب ذلك يؤدون ألفا منها في صفر وألفا منها في رجب وعليهم أربعون دينارا مثواة رسولي فما فوق ذلك وعليهم في كل حدث يكون باليمن من كل ذي عدن عارية مضمونة ثلاثون درعا وثلاثون فرسا وثلاثون جملا لهم بذلك جوار الله وذمة محمد بن عبد الله فمن اكل الربا منهم بعد عامهم هذا فذمتي منه بريئة وأخذ القوم الكتاب وانصرفوا اه.
ثم إنه يستفاد من الآية الشريفة أمور.
الأول ان الحسن والحسين ابنا رسول الله ص وان ابن البنت ابن حقيقة ويؤيده قوله ص ابناي هذان امامان ان قاما وان قعدا. وفي تفسير الرازي: هذه الآية دالة على أن الحسن والحسين ع كان ابني رسول الله ص وعد ان يدعو أبناءه فدعاهما فوجب ان يكونا ابنيه قال: ومما يؤكد هذا قوله تعالى في سورة الأنعام ومن ذريته داود وسليمان إلى قوله وزكريا ويحيى وعيسى ومعلوم ان عيسى ع انما انتسب إلى إبراهيم ع بالأم لا بالأب فثبت ان ابن البنت قد يسمى ابنا.
الثاني ان عليا أفضل الناس بعد رسول الله ص لما سمعت واعترف به الفخر الرازي في تفسيره.
الثالث فضل أصحاب الكساء عموما كما اعترف به الزمخشري.
الرابع انهم المرادون باهل البيت في آية التطهير. واحتمال إرادة أزواج النبي ص وحدهم بقرينة ما قبل الآية وما بعدها ينفيه تذكير الضمير والأخبار الدالة على أن المراد باهل البيت أصحاب الكساء كالخبر السابق وغيره. واحتمال دخول النساء فيهم وتذكير الضمير للتغليب ينافيه أصالة الحقيقة. وما رواه الإمامان مسلم وابن حنبل من انكار زيد بن أرقم على حصين بن سبرة لما قال له أ ليس نساؤه من أهل بيته فقال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده كما بيناه في اقناع اللائم عند ذكر حديث الثقلين وما رواه الترمذي وصححه الحاكم على شرط البخاري من أنه ص جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا الحديث وهو يدل على انحصار أهل البيت في ذلك الوقت في الخمسة وفي دلالة الآية على


[1] اي التي قيمة كل واحدة منها أربعون درهما لأن الأوقية هي أربعون درهما.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست