responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 409

السلاسل وهي وراء وادي القرى بينها وبين المدينة عشرة أميال في جمادي الآخرة سنة ثمان من الهجرة بلغه أن جمعا من قضاعة تجمعوا يريدون الدنو إلى أطرافه فبعثه في ثلثمائة فبلغه كثرتهم فبعث يستمده فأرسل أبا عبيدة في مائتين ولكن الروايات المتقدمة من طريق أهل البيت وغيرهم دلت على أن سرية ذات السلاسل هي غير هذه والله أعلم.
سرية علي بن أبي طالب ع إلى طئ في ربيع الآخر كما في طبقات ابن سعد أو الأول كما في سيرة دحلان سنة تسع من الهجرة. وبلاد طئ هي بلاد نجد وفيها جبلا طئ المعروفان أجا وسلمى. في طبقات ابن سعد: سرية علي بن أبي طالب إلى الفلس صنم طئ ليهدمه. قالوا بعث رسول الله ص علي بن أبي طالب في خمسين ومائة رجل من الأنصار على مائة بعير وخمسين فرسا ومعه راية سوداء ولواء أبيض إلى الفلس يهدمه فشنوا الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر فهدموا الفلس وخربوه وملأوا أيديهم من السبي والنعم والشاء وفي السبي أخت عدي بن حاتم وهرب عدي إلى الشام ووجد في خزانة الفلس ثلاثة أسياف رسوب والمخذم واليماني وثلاثة ادراع فلما نزلوا ركك اقتسموا الغنائم وعزل للنبي ص صفيا رسوب والمخذم ثم صار له بعد السيف الآخر وعزل الخمس وعزل آل حاتم فلم يقسموا حتى قدم بهم المدينة اه وقال دحلان: في رواية كانوا مع علي مائتي رجل. ويمكن كون تمام المائتين من غير الأنصار والراوي إنما ذكر الذين من الأنصار خاصة أو أنه جعلهم مائة وخمسين باعتبار أنه كان معهم مائة بعير وخمسون فرسا فظن أنهم كانوا بذلك العدد ولكنهم كانوا يعتقبون الإبل فكان الركب زائدا عن الركاب والله أعلم قال فأغار على احياء من العرب وشن الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر وحرق الصنم بعد هدمه وغنم سبيا ونعما وشاء وفضة وقدم بذلك المدينة وفي السيرة الحلبية وجد ثلاثة أسياف معروفة عند العرب وذكرها.
والفلس بضم الفاء وسكون اللام كما في السيرة الحلبية ولكن في القاموس الفلس بالكسر صنم لطئ. وفي تاج العروس عن ابن دريد الفلس بالكسر صنم لطئ في الجاهلية فبعث النبي ص علي بن أبي طالب فهدمه وأخذ السيفين اللذين كان الحارث بن أبي شمر أهداهما إليه وهما مخذم ورسوب اه والحارث هذا كان غسانيا من نصارى الشام وكانت طئ على النصرانية فلذلك اهدى السيفين إلى صنمهم ولذلك هرب عدي إليهم لأنهم على دينه ثم أن ظاهر الطبقات أن الفلس اسم الصنم وهو صريح القاموس والسيرة الحلبية. وفي سيرة دحلان أن الفلس اسم الموضع الذي فيه الصنم. ثم أن ابن سعد قال كما سمعت فهدموا الفلس وخربوه ودحلان قال وحرق الصنم بعد هدمه ولا يبعد كون الصواب ما في الطبقات وأن يكون دحلان صحف خرب بحرق فان الصنم يكون من الحجارة ونحوها فهو يخرب ولا يحرق وابن سعد قال إن الغنائم قسمت في الطريق وابقي آل حاتم فقط إلى المدينة وظاهر دحلان انه جئ بجميع الغنائم إلى المدينة. وعزل آل حاتم وعدم قسمتهم حتى قدم بهم المدينة هو تكريم لهم لمكان حاتم وما اشتهر عنه من مكارم الأخلاق ورجاء للعفو عنهم.
خبر سفانة بنت حاتم الطائي وأخت عدي بن حاتم التي كانت في السبي اسمها سفانة بفتح السين المهملة وتشديد الفاء وهي في اللغة الدرة. وقد عطف عليها علي ع وأشار إليها بان تكلم الرسول الله ص فكلمته فعفا عنها وأكرمها بسبب إشارة علي إليها بذلك. وخبرها من الأخبار الطريفة الدالة على نبلها وكمال عقلها وفصاحة لسانها ويمكن للمرء أن يستفيد منه فوائد ويتعلم منه رأيا واخلاقا وأفعالا كريمة فلا باس بان نذكره هنا بأوسع مما مر في السيرة النبوية ومع ذلك فله مساس بسيرة أمير المؤمنين التي نحن بصددها. قال ابن هشام في سيرته فيما حكاه عن ابن إسحاق: فقدم بابنة حاتم على رسول الله ص في سبايا من طئ وقد بلغه هرب عدي بن حاتم إلى الشام فجعلت بنت حاتم في حظيرة بباب المسجد كانت السبايا تحبس فيها فمر بها رسول الله ص فقامت إليه وكانت امرأة جزلة أي ذات وقار وعقل فقالت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال ومن وافدك قالت عدي بن حاتم قال الفار من الله ورسوله. قالت ثم مضى وتركني حتى إذا كان من الغد مر بي فقلت له مثل ذلك وقال لي مثل ما قال بالأمس حتى إذا كان بعد الغد مر بي وقد يئست منه فأشار إلي رجل من خلفه أن قومي فكلميه فقمت إليه وقلت له مثل ذلك فقال قد فعلت فلا تعجلي حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة يبلغك إلى بلادك فآذنيني، وسالت عن الرجل الذي أشار إلي أن أكلمه فقيل هو علي بن أبي طالب فأقمت حتى قدم رهط من طئ وإنما أريد أن آتي أخي بالشام فأخبرته ان لي فيهم ثقة وبلاغا فكساني وحملني وأعطاني نفقة فخرجت حتى قدمت الشام على أخي وكان أخوها بدومة الجندل الجوف وفي السيرة الحلبية في رواية أنها قالت يا محمد ان رأيت أن تخلي عنا ولا تشمت بنا احياء العرب فاني ابنة سيد قومي وان أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبه الجائع ويكسو العاري ويقري الضيف ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم طئ فقال لها يا جارية هذه صفة المؤمن حقا، لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه خلوا عنها فان أباها كان يحب مكارم الأخلاق.
وفي رواية قالت له يا محمد ان رأيت أن تمن علي ولا تفضحني في قومي فاني بنت سيدهم ان أبي كان يطعم الطعام ويحفظ الجوار ويرعى الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويكسو العريان ولم يرد طالب حاجة قط أنا بنت حاتم الطائي فقال لها هذه مكارم الأخلاق حقا، لو كان أبوك مسلما لترحمت عليه خلوا عنها فان أباها كان يحب مكارم الأخلاق، وإن الله يحب مكارم الأخلاق. ويمكن أن تكون قالت ذلك كله كل قول في مرة من المرات الثلاث وفي شرح رسالة ابن زيدون وغيرها: حكي عن علي بن أبي طالب ع أنه قال يوما: سبحان الله ما أزهد كثيرا من الناس في خير عجبا لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا فلو كان لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقابا لكان ينبغي له أن يسارع إلى مكارم الأخلاق فإنها تدل على سبيل النجاح فقام إليه رجل وقال يا أمير المؤمنين أ سمعته من النبي ص قال نعم لما اتي بسبايا طئ وقفت جارية عيطاء لعساء فلما رأيتها أعجبت بها وقلت لأطلبنها من النبي ص فلما تكلمت أنسيت جمالها بفصاحتها قالت يا محمد ان رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي احياء العرب فاني ابنة سيد قومي وان أبي كان يفك العاني ويشبع الجائع ويكسو العاري ويحفظ الجار ويحمي الذمار ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشي السلام ويعين على نوائب الدهر ولم يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم الطائي فقال النبي ص يا جارية هذه صفة المؤمن حقا ولو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه خلوا عنها فان أباها كان يحب مكارم الأخلاق. وقال فيها ارحموا عزيزا ذل وغنيا افتقر وعالما ضاع بين جهال فأطلقها ومن عليها بقومها فاستاذنته في الدعاء له فاذن لها وقال لأصحابه اسمعوا وعوا وذكر الدعاء، وذكره دحلان

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست