responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 398

وخرج إليه أهل الحصن وكان أول من خرج إليه منهم الحارث أخو مرحب وكان معروفا بالشجاعة فانكشف المسلمون وثبت علي فتضاربا فقتله علي وانهزم اليهود إلى الحصن. وفيها أيضا جاء أن مرحبا لما رأى أخاه قد قتل خرج سريعا من الحصن في سلاحه وكان قد لبس درعين وتقلد بسيفين واعتم بعمامين ولبس فوقهما مغفرا وحجرا قد ثقبه قدر البيضة ومعه رمح لسانه ثلاثة أشبار وهو يرتجز بما مر قال فيروى أن عليا ضربه فتترس فوقع السيف على الترس فقده وشق المغفر والحجر الذي تحته والعمامتين وفلق هامته حتى أخذ السيف في الأضراس. وفي طبقات ابن سعد: أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا وهيب أخبرنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال رسول الله ص يوم خيبر لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح عليه قال عمر فما أحببت الامارة قبل يومئذ فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إلي فلما كان الغد دعا عليا فدفعها إليه فقال قائل ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك فسار قريبا ثم نادى يا رسول الله علا م أقاتل قال حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله وفي السيرة النبوية لدحلان يروى أن عليا بلغه مقالة النبي ص يعني قوله لأعطين الراية الخ قال اللهم لا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت اه فلم يتطاول ولم يستشرف وفي السيرة الحلبية: زاد في رواية وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم تتصدق بها في سبيل الله. وروى ابن سعد بسنده عن سلمة بن الأكوع أن عمه عامرا بارز مرحبا يوم خيبر فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فوقع السيف على ساق عامر فقطع أكحله فكانت فيها نفسه قال قال سلمة ثم أن نبي الله أرسلني إلى علي فقال لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فجئت به أقوده أرمد فبصق رسول الله ص في عينيه ثم أعطاه الراية فخرج مرحب يخطر بسيفه ويرتجز بما مر فقال علي ع وذكر الرجز السابق ثم قال ففلق رأس مرحب بالسيف وكان الفتح على يديه وفي السيرة الحلبية أن محمود بن مسلمة حارب حتى أعياه الحرب فانحاز إلى ظل الحصن فالقى عليه يهودي حجر الرحى ثم مات فقال رسول الله ص لأخيه محمد بن مسلمة لأعطين الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبانه قال وفي لفظ لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله لا يولي الدبر يفتح الله عز وجل على يده فيمكنه الله من قاتل أخيك وعند ذلك لم يكن من الصحابة أحد له منزلة عند النبي ص إلا يرجو أن يعطاها فبعث إلى علي وكان أرمد شديد الرمد وكان قد تخلف بالمدينة ثم لحق بالقوم فقيل له أنه يشتكي عينيه فقال من يأتيني به فذهب إليه سلمة بن الأكوع وأخذ بيده يقوده حتى أتى به النبي ص قد عصب عينيه فعقد له اللواء فقال له علي يا رسول الله إني أرمد كما ترى لا أبصر موضع قدمي فوضع رأيه في حجره وتفل في كفه وفتح له عينيه فدلكهما فبرئا حتى كان لم يكن بها وجع قال علي فما اشتكيتهما حتى الساعة ثم قال اللهم أكفه الحر والبرد فكان يلبس في الحر الشديد القباء المحشو الثخين ويلبس في البرد الشديد الثوبين الخفيفين. وقد يعارض هذا ما وراء هارون بن عنترة عن أبيه: دخلت على علي بالخورنق وهو يرعد تحت سمل قطيفة فقلت يا أمير المؤمنين إن الله جعل لك في هذا المال نصيبا وأنت تصنع بنفسك هكذا فقال والله لا أرزؤكم من مالكم سيئا وأنها لقطيفتي التي خرجت بها من المدينة. وجمع بينهما صاحب السيرة الحلبية بان رعدته لعلها لحمي أصابته وفيه ما لا يخفى إذ هو كالصريح في أن رعدته من البرد لعدم وجود ما يستدفئ به وقال الأستاذ العقاد في كتابه عبقرية الامام أن لبسه ثياب الشتاء في الصيف وثياب الصيف في الشتاء لأنه من مكانة تركيبه كان لا يبالي الحر والبرد وسئل في ذلك فقال إن رسول الله ص بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر فقلت يا رسول الله إني أرمد العين فقال اللهم اذهب عنه الحر والبرد فما وجدت حرا ولا بردا منذ يومئذ قال ولا يفهم من هذا أنه كان معدوم الحس بالحر والبرد فقد كان يرعد للبرد إذا اشتد ولم يتخذ له عدة من دثار يقيه وذكر خبر هارون بن عنترة المتقدم ثم قال فليس انعدام حس بالصيف والشتاء إنما هي مناعة قوية خصت بها بنيته لم يخص بها معظم الناس اه ولا يبعد أن يكون ما في الرواية الثانية باطلا فان عليا ع مهما بلغ به الزهد لم يكن ليعجز عن شئ يتقي به البرد من نار أو كساء أو عباءة ونحو ذلك ولو خلقا. وفي الاستيعاب: روى سعد بن أبي وقاص وسهل بن سعد وأبو هريرة وبريدة الأسلمي وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمر وعمران ابن حصين وسلمة بن الأكوع كلهم بمعنى واحد عن النبي ص أنه قال في يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار يفتح الله على يديه فدعا بعلي وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه الراية ففتح عليه قال وهذه كلها آثار ثابتة اه وروى أبو نعيم الأصفهاني أحمد بن عبد الله في حلية الأولياء بسنده عن سهل بن سعد أن رسول الله ص قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فبات لناس يدوكون [1] ليلتهم أيهم يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقالوا يا رسول يشتكي عينيه قال فارسلوا إليه فاتي به فبصق في عينيه ودعا له فبرئ كان لم يكن به وجع وأعطاه الراية فقال يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم، قال رواه سعد بن أبي وقاص وأبو هريرة وسلمة بن الأكوع أقول ورواه مسلم في صحيحه بسنده عن سهل بن سعد نحوه ورواه النسائي في الخصائص بسنده عن سهل بن سعد نحوه إلا أنه قال فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ص كلهم يرجو أن يعطى وبسنده عن سعد قال رسول الله ص لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح الله بيده فاستشرف لها أصحابه فدفعها إلى علي وبسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أنه قال لعلي وكان يسبر معه أن الناس قد أنكروا منك شيئا تخرج في البرد في الملاءتين وتخرج في الحر في الخشن [2] والثوب الغليظ لم تكن معنا بخيبر قال بلى قال بعث رسول الله ص أبا بكر وعقد له لواء فرجع وبعث عمر وعقد له لواء فرجع فقال رسول الله ص لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار فأرسل إلي وأنا أرمد فتفل في عيني فقال اللهم اكفه اذى الحر والبرد فما وجدت حرا بعد ذلك ولا بردا وبسنده عن عبد الله بن بريدة سمعت أبي بريدة يقول حاصرنا خيبر فاخذ الراية أبو بكر فلم يفتح له فأخذنا من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له وأصاب الناس شدة وجهد فقال رسول الله ص إني دافع لوائي غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له وبتنا


[١] في النهاية وقع الناس في دوكة أي في خوض واختلاط.
[2] لعل صوابه في الحيش.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست