responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 393

فلم يشهد أحدا فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مكانه قال ويرده أيضا ما مر من أنه نذر ان لا يمس رأسه دهن حتى يقتل محمدا أقول ويرده قول ابن إسحاق كان عمرو بن عبد ود ثالث قريش يعني في الشجاعة رواه الحاكم بسنده وقول أخته لما نعي إليها من ذا الذي اجترأ عليه فإنه يدل على انها كانت تظن انه لا يجترئ عليه أحد لشجاعته وقولها قتل الابطال وبارز الاقران. ويرده انه كان معروفا بفارس يليل اسم مكان كانت له فيه وقعة مشهورة وورد تسميته بذلك في شعر مسافع الجمحي الذي رثى فيه عمرا بقوله:
- عمرو بن عبد كان أول فارس * جزع المذاد [1] وكان فارس يليل - وفي كلام النبي ص المتقدم مما دل على أنه كان معروفا بذلك واحجام الناس عن مبارزته وهم ثلاثة آلاف فلا يقوم إليه واحد منهم والنبي يستحثهم إلى مبارزته ويضمن لمبارزه الجنة وذلك أقوى دليل على اشتهاره بالشجاعة وعظم مقامه فيها عند جميع الناس وفيما رثي به عمرو ما يدل على نباهته وشجاعته وانه ذو مقام عال في قريش مثل قول مسافع المتقدم وبعده:
- ولقد تكنفت الأسنة فارسا * بجنوب سلع غير نكس أميل - - فاذهب علي فما ظفرت بمثله * فخرا فلا لاقيت مثل المعضل - وقول هبيرة بن أبي وهب الذي كان مع عمرو وهرب:
- فلا تبعدن يا عمرو حيا وهالكا * فقد بنت محمود الثنا ماجد الأصل - - فمن لطراد الخيل تقرع بالقنا * وللفخر يوما عند قرقره البزل - - فعنك علي لا أرى مثل موقف * وقفت على نجد المقدم كالفحل - - فما ظفرت كفاك فخرا بمثله * امنت به ما عشت من زلة النعل - وقال الذهبي تلخيص المستدرك بعد نقل الحديث الثاني: قبح الله رافضيا أ فتراه وأقول قبح الله ناصبيا يرد حديث رسول الله ص بالهوى والعداوة لأخيه وابن عمه ويزعم في ميزانه الخارج عن الاعتدال ان النصب قد ارتفع في عصره وليس عجيبا ان يتكلم الذهبي بذلك وهو تلميذ ابن تيمية وابن تيمية تأبى له حاله المعلومة الا ان يصادم البديهية والذهبي يقوده ما في نفسه إلى سوء القول والا فأقل نظرة يلقيها الإنسان على تلك الوقعة فيرى عشرة آلاف محاصرين للمدينة حنقين أشد الحنق على أهلها وهم دون الثلث بينهم عدد كثير من المنافقين وبنو قريظة إلى جنبهم يخافون منهم على ذراريهم ونسائهم وما أصاب المسلمين من الخوف والهلع الذي اضطر النبي ص إلى رادة مصانعة غطفان بثلث ثمار المدينة وتعظيم الله تعالى ذلك في القرآن الكريم بقوله إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ووقوف عمرو ينادي بالمسلمين ويقرعهم ويطلب البراز ولا يجيبه أحد الا علي فيقتل عمرا وينهزم المشركون بقتله ويرتفع البلاء ويأتي الفرج أقل نظرة يلقيها الإنسان على تلك الحال توصله إلى اليقين بان ضربة علي يومئذ أفضل من عبادة الجن والإنس والملائكة وملايين من العوالم أمثالهم لو كانت سواء أ جاء الحديث بذلك عن رسول الله ص أم لم يجئ ومتى احتاج النهار إلى دليل ولولا تلك الضربة لما عبد الله بل عبدت الأوثان. وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج: فاما الخرجة التي خرجها يوم الخندق إلى عمرو بن عبد ود فإنها أجل من أن يقال جليلة وأعظم من أن يقال عظيمة وما هي الا كما قال شيخنا أبو الهذيل وقد سأله سائل أيما أعظم منزلة عند الله علي أم فلان فقال يا ابن أخي والله لمبارزة علي عمرا يوم الخندق تعدل اعمال المهاجرين والأنصار وطاعاتهم كلها فضلا عن فلان وحده اه ما جرى لأخت عمرو بعد قتله كان لعمرو أخت اسمها عمرة وكنيتها أم كلثوم في ارشاد المفيد روى أحمد بن عبد العزيز حدثنا سليمان بن أيوب عن أبي الحسن المدائني قال لما قتل علي بن أبي طالب عمرو بن عبد ود نعي إلى أخته فقالت من ذا الذي اجترأ عليه فقالوا ابن أبي طالب فقالت لم يعد موته إن كان على يد كفو كريم لا رقأت دمعتي ان هرقتها عليه قتل الابطال وبارز الاقران وكانت منيته على يد كفو كريم من قومه ما سمعت بأفخر من هذا يا بني عامر ثم أنشأت تقول:
- لو كان قاتل عمرو غير قاتله * لكنت أبكي عليه آخر الأبد - - لكن قاتل عمرو لا يعاب به * من كان يدعى قديما بيضة البلد - وتتمة الأبيات في غير رواية المفيد:
- من هاشم في ذراها وهي صاعدة * إلى السماء تميت الناس بالحسد - - قوم أبى الله إلا أن يكون لهم * كرامة الدين والدنيا بلا لدد - - يا أم كلثوم ابكيه ولا تدعي * بكاء معولة حرى على ولد - قال المفيد في روايته وقالت أيضا في قتل أخيها وذكر علي بن أبي طالب:
- أسدان في ضيق المجال تصاولا * وكلاهما كفو كريم باسل - - فتخالسا مهج النفوس كلاهما * وسط المذاد [2] مخاتل ومقاتل - - وكلاهما حضر القراع حفيظة * لم يثنه عن ذاك شغل شاغل - - فاذهب علي فما ظفرت بمثله * قول سديد ليس فيه تحامل - - ذلت قريش بعد مهلك فارس * فالذل مهلكها وخزي شامل - ما قيل من الشعر في قتل عمرو بن عبد ود نذكره لأن له علاقة بسيرة أمير المؤمنين ع قال المفيد وفي قتل عمرو بن عبد ود يقول حسان بن ثابت:
- أمسى الفتى عمرو بن عبد يبتغي * يجوب يثرب غارة لم تنظر - - ولقد وجدت سيوفنا مشهورة * ولقد وجدت جيادنا لم تقصر - - ولقد رأيت غداة بدر عصبة * ضربوك غير ضرب الحسر - - أصبحت لا تدعي ليوم عظيمة * يا عمرو أو لجسيم أمر منكر - ولما كان حسان معروفا بالجبن وافتخر في قتل عمرو بسيوف الأنصار التي لم يكن لها في قتله أثر وإنما قتله سيف الهاشميين سيف علي بن أبي طالب وبلغ شعره بني عامر اجابه منهم فتى فيما حكاه المفيد فقال يرد عليه في افتخاره بالأنصار وشعره يدل على أنه كان مسلما:
- كذبتم وبيت الله لا تقتلوننا * ولكن بسيف الهاشميين فافخروا -


[1] جزع عبر (والمذاد) موضع الخندق.
[2] المذاد بفتح الميم والذال المعجمة بعدها الف فدال مهملة قال ابن الأعرابي موضع بالمدينة حيث حفر النبي " ص " الخندق. - المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست