responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 387

سنة أربع من الهجرة اخباره في غزوة بني النضير وكانت في ربيع الأول سنة أربع من الهجرة ومرت مفصلة في الجزء الثاني في السيرة النبوية ونذكر منها هنا ما له تعلق بسيرة أمير المؤمنين ع وأن لزم بعض التكرار. وبنو النضير بطن من اليهود الذين كانوا بقرب المدينة وكان بينهم وبين النبي ص معاهدة ومهادنة فنقضوا العهد وأرادوا ان يلقوا على النبي ص صخرة وهو جالس بجانب جوار من بيوتهم فجاءه الوحي بذلك فأرسل إليهم ان اخرجوا من بلدي فلا تساكنوني وقد هممتم بالغدر واجلهم عشرا فقالوا نخرج فأرسل إليهم عبد الله بن أبي بن سلول لا تخرجوا ووعدهم النصرة فطمع رئيسهم حيي بن اخطب في ذلك ونهاه سلام بن مشكم رئيس آخر فلم يقبل فأعطى النبي ص رايته علي بن أبي طالب وسار إليهم فصلى العصر بفنائه وضرب قبته هناك قال المفيد في الإرشاد: لما توجه رسول الله ص إلى بني النضير عمل على حصارهم فضرب قبته في اقصى بني حطمة من البطحاء فلما اقبل الليل رماه رجل من بني النضير بسهم فأصاب القبة فامر ان تحول قبته إلى السفح فلما اختلط الظلام فقدوا عليا فقال الناس يا رسول الله لا نرى عليا فقال رآه في بعض ما يصلح شأنكم فلم يلبث ان جاء برأس اليهودي الذي رمى النبي ص ويقال له عزور فطرحه بين يدي النبي ص فقال كيف صنعت فقال اني رأيت هذا الخبيث جريا شجاعا فكمنت له وقلت ما أحراه ان يخرج إذا اختلط الليل يطلب منا غرة فاقبل مصلتا بسيفه في تسعة نفر من اليهود فشددت عليه فقتلته وافلت أصحابه ولم يبرحوا قريبا فابعث معي نفرا فاني أرجو ان أظفر بهم فبعث معه عشرة فيهم أبو دجانة وسهل بن حنيف فادركوهم قبل ان يلجوا الحصن فقتلوهم وجاءوا برؤوسهم إلى النبي ص فامر ان تطرح في بعض آبار بني حطمة وكان ذلك سبب فتح حصون بني النضير اه. وفي السيرة الحلبية وكان رجل منهم اسمه عزور أو غزول وكان راميا يبلغ نبله ما لا يبلغه غيره فوصل نبله تلك القبة فامر بها النبي ص فحولت وفقد علي قرب العشاء فقال الناس يا رسول الله ما نرى عليا فقال دعوه فإنه في بعض شأنكم فعن قليل جاء برأس غزول كمن له علي حين خرج يصلب غرة من المسلمين ومعه جماعة فشد عليه فقتله وفر من معه فأرسل رسول الله ص مع علي أبا دجانة وسهل بن حنيف في عشرة فادركوهم وقتلوهم وذكر بعضهم أن أولئك الجماعة كانوا عشرة وانهم اتوا برؤوسهم فطرحت في بعض الآبار قال وفي هذا رد على بعض الرافضة حيث ادعى أن عليا هو القاتل لأولئك العشرة اه ونقول لم يدع أحد من الشيعة الذين نبزهم لنصبه بالرافضة أن عليا هو القاتل لهم وقد سمعت كلام شيخ الشيعة ومقتداها في ارشاده وليس فيه شئ من ذلك وما الذي يدعو هذا البعض إلى دعوى غير صحيحة وتفوق علي في الشجاعة أمر فوق التواتر فلا يحتاج من يريد اثباته إلى الكذب وانما يحتاج إلى الكذب من يدعي شجاعة لمن لم يؤثر عنه أنه قتل أحدا في حرب من الحروب ثم أ لا يكفي في بلوع علي أعلى درجات الشجاعة خروجه ليلا وحده لا يشعر به أحد لمقابلة عشرة من الشجعان اقدموا هذا الاقدام وقتله رئيسهم واحضاره رأسه وهزيمة التسعة واقدامه ثانيا مع عدة عليهم حتى قتلوهم وجاءوا برؤوسهم ولولا مكانه ما اجترؤوا عليهم أ فلا يكفي هذا كله حتى يدعي أحد الشيعة أنه قتل العشرة وحده فيتبجح صاحب السيرة الحلبية بالرد عليه. وفي ذلك يقول الحاج هاشم الكعبي شاعر أهل البيت:
- وشللت عشرا فاقتنصت رئيسهم * وتركت تسعا للفرار عبيدا - ويقول المؤلف من قصيدة:
- بيوم النضير الدين أصبح ناضرا * وأينع في دوح الهدى الورق النضر - - تتبع عشرا في الظلام يشلهم * ومقدامهم اردى وقد هلك العشر - قال المفيد في الارشاد وفي تلك الليلة قتل كعب بن الأشرف واصطفى رسول الله ص أموال بني النضير وكانت أول صافية قسمها رسول الله ص بين المهاجرين الأولين وامر عليا ع فحاز ما لرسول الله ص منها فجعله صدقة وكان في يده مدة حياته ثم في يد أمير المؤمنين بعده وهو في يد ولد فاطمة حتى اليوم قال وفيما كان من أمر أمير المؤمنين في هذه الغزاة وقتله اليهودي ومجيئه إلى النبي ص برؤوس التسعة نفر يقول حسان بن ثابت:
- لله اي كريهة أبليتها * ببني قريظة والنفوس تطلع - - اردى رئيسهم وآب بتسعة * طورا يشلهم وطورا يدفع - وهذا صريح في أن ذلك أو مثله وقع مع بني قريظة وقيل فيه الشعر فكيف اورده في بني النضير ولعله لذلك اورد في البحار ببني نضير عوض ببني قريظة والله أعلم.
ثم تلا عزوة بني النضير غزوات أخرى غير مهمة كغزوة بدر الموعد وحمل لواء النبي ص فيها علي بن أبي طالب وغزوتي ذات الرقاع ودومة الجندل وغيرها ولم يذكر المؤرخون مع من كان لواؤه فيهما ولا بد أن يكون مع علي فقد صرح المؤرخون أنه لم يتخلف عنه في غزاة غير تبوك وانه صاحب لوائه في المواقف كلها ومرت الغزوات الثلاث مفصلة في الجزء الثاني.
وفي شعبان في الثالث أو الخامس منه سنة أربع من الهجرة ولد الحسين بن علي من فاطمة الزهراء وقيل سنة ثلاث فجئ به إلى جده فسماه حسينا.
سنة خمس من الهجرة اخباره في غزوة بني المصطلق من خزاعة وكانت في شعبان سنة خمس من الهجرة على ماء لهم يسمى المريسيع بينه وبين الفرع نحو من يوم ورئيسهم الحارث بن أبي ضرار والد جويرية أم المؤمنين دعا قومه وغيرهم لحرب النبي ص فبلغه ذلك فخرج إليهم واقتتلوا عند المريسيع فنصر الله المسلمين ولم يقتل منهم الا رجل واحد قتله المسلمون خطا وقتل من العدو عشرة وأسر الباقون وغنموا النعم. قال المفيد في الارشاد: كان من بلاء علي ع ببني المصطلق ما اشتهر عند العلماء وكان الفتح له في هذه الغزاة بعد ان أصيب يومئذ ناس من بني عبد المطلب [1] فقتل أمير المؤمنين ع رجلين من القوم وهما مالك وابنه وأصاب رسول الله ص منهم سبيا كثيرا وكان ممن أصيب يومئذ من السبايا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار وكان الذي سبى جويرية أمير المؤمنين ع فجاء بها إلى النبي ص فاعتقها وتزوجها. وقال ابن هشام في سيرته: قتل علي بن أبي طالب ع منهم رجلين مالكا وابنه اه وفي هذه الغزاة حارب علي ع كفار الجن بأمر رسول الله ص رواه المفيد مسندا وقال إنها روته العامة كما روته الخاصة وكذلك حكى روايته صاحب السيرة الحلبية وقد ذكرنا هذه الرواية مسندة مفصلة


[1] قوله بعد أن أصيب ناس من بني عبد المطلب ينافي ما مر من أنه لم يقتل من المسلمين الا رجل واحد خطأ الا أن يكون المقتولون من بني عبد المطلب كافوا مع المشركين فليراجع.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست