responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 385

- وسيفي بكفي كالشهاب أهزه * اجذبه من عاتق وصميم - - فما زلت حتى فض ربي جموعهم * وحتى شفينا نفس كل حليم - - اميطي دماء القوم عنه فإنه * سقى آل عبد الدار كأس حميم - وقال رسول الله ص خذيه يا فاطمة فقد أدى بعلك ما عليه وقد قتل الله بسيفه صناديد قريش. فأخذت فاطمة السيفين وجعلت تغسل عنهما الدم ونفسها فخورة بسيف ابن عمها وجهاده بين يدي أبيها وافتخاره بذلك تحدثا بنعمة الله عليه رغم ما بها من الحزن والجزع على عمها حمزة وهذا مقام لا بد أن تأخذ فيه الروعة والابتهاج نفس فتاة هاشمية نشأت في حجر النبوة وتفرعت من قبيلة عريقة في الشرف حين ترى بين يديها سيفي أبيها وابن عمها الشاب الشجاع الباسل الذي لم يمض على تزوجه بها الا زمان قليل وقد خضب الدم يمين ابن عمها إلى كتفه وهما يقولان خذيهما يا فاطمة فاغسلي عنهما الدم وحق لعلي أن لا تغسل الدماء عن سيفه غير فاطمة وقد مر أن عليا قال لها امسكي هذا السيف غير ذميم والسياق يقتضي أن ذلك كان حين جاء بالماء من المهراس بأحد فكانه حين أراد الذهاب لجلب الماء تخفف باعطاء السيف لها إلى أن رجع حيث أن محل الماء قريب ولا حاجة هناك إلى السيف ثم أعطاه إياها في المدينة لتغسل عنه الدم ووصفه في المقامين بأنه غير ذميم أجل وكيف يكون ذميما سيف في يمين بطل الأبطال وأسد الحروب والوقائع والفخر في كل ذلك ليمين تحمله وكف يضرب به.
قال المفيد في الارشاد وغيره في غيره وفي قتله ع طلحة بن أبي طلحة ومن قتل معه يوم أحد وغنائه في الحرب وحسن بلائه يقول الحجاج بن علاط السلمي:
- لله أي مذبب عن حرمة * أعني ابن فاطمة المعم المخولا - - جادت يداك له بعاجل طعنة * تركت طليحة للجبين مجدلا - - وشددت شدة باسل فكشفتهم * بالسفح إذ يهوون أسفل اسفلا - - وعللت سيفك بالدماء ولم تكن * لترده حران حتى ينهلا - وقد تميز علي ع في هذه الوقعة كغيرها من الوقائع بأمور لم يشاركه فيها أحد:
منها انه كان صاحب راية رسول الله ص فيها كما كان يوم بدر وصاحب لواء المهاجرين. والراية هي العلم الأكبر واللواء دونها فقد مر انه ص عقد يوم أحد ثلاثة ألوية اثنان للأوس والخزرج وهم الأنصار والثالث للمهاجرين فكان من مقتضيات التدبير والسياسة ان يكون ألوية الأنصار إلى رؤسائهم بما آووا ونصروا وبما لهم من الفضل على الاسلام واما لواء المهاجرين فكان إلى علي ع فاجتمع له في أحد الراية واللواء وقد كان لواء قريش في الجاهلية إلى بني عبد الدار فأعطاه المشركون يوم أحد لهم لأنه حق من حقوقهم فلما بلغ ذلك رسول الله ص قال نحن أحق بالوفاء منهم ذكره ابن سعد في الطبقات فاخذه من علي ع وأعطاه إلى رجل منهم يسمى مصعب بن عمير فلما قتل رده إلى علي ع ذكر ذلك ابن هشام في سيرته والطبري وابن الأثير وصاحب السيرة الحلبية والمفيد وغيرهم قال ابن هشام لما قتل مصعب بن عمير اعطى رسول الله ص اللواء علي بن أبي طالب ثم روى بسنده إنه لما اشتد القتال يوم أحد ارسل ص إلى علي بن أبي طالب ان قدم الراية فتقدم اه. وقال الطبري لما قتل مصعب بن عمير اعطى رسول الله ص اللواء علي بن أبي طالب ومثله قال ابن الأثير وصاحب السيرة الحلبية.
وقال المفيد في الإرشاد روى المفضل بن عبد الله عن سماك عن عكرمة عن عبد الله بن العباس أنه قال لعلي بن أبي طالب أربع ما هن لأحد هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله ص وهو صاحب لوائه في كل زحف وهو الذي ثبت معه يوم المهراس يعني يوم أحد وفر الناس وهو الذي ادخله قبره اه وقال محمد بن سعد في الطبقات: دعا رسول الله ص يوم أحد بثلاثة ارماح فعقد ألوية فدفع لواء الأوس آسيا بن حضير ولواء الخزرج إلى الحباب بن المنذر بن سعد بن عبادة ولواء المهاجرين إلى علي بن أبي طالب ويقال إلى مصعب بن عمير اه. ودفع اللواء إلى علي وإلى مصعب لا تنافي بينهما لما مر.
ومنها قتله أصحاب لواء المشركين وهم سبعة أو تسعة أولهم طلحة بن أبي طلحة الذي كان يسمى كبش الكتيبة لشجاعته والذي لم يبرز إليه أحد لما برز بعد ما كرر النداء ووبخ المسلمين لعدم خروج أحد منهم إليه بأنهم كاذبون في دعوى ان من يقتل منهم إلى الجنة ومن يقتل من غيرهم إلى النار فبرز إليه علي ع فقتله باتفاق الرواة وجرى له معه نظير ما جرى مع عمرو بن عبد ود يوم وقعة الخندق الآتية ولذلك كبر الرسول ص عند قتله تكبيرا عاليا إظهارا للسرور بقتله وكبر معه المسلمون فكان قتله أول فتح شد قلوب المسلمين وأوهن المشركين.
اما بقية من حمل اللواء من بني عبد الدار فقد عرفت إن المؤرخين ذكروا ان اثنين منهم قتلهما علي بن أبي طالب وهما أرطاة بن شرحبيل وصواب غلام لبني عبد الدار واختلفوا في الباقي فذكر الواقدي إن الذين قتلوهم جماعة مختلفين وإن الأصح في الرواية ان قاتلهم علي بن أبي طالب فان روايات الطبري وعلي بن إبراهيم والمفيد تدل على أن عليا ع هو الذي قتل أصحاب اللواء جميعهم كما مر هنا وفي الجزء الثاني وكان آخرهم عبدهم صواب وبقتلهم انهزم المشركون وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون وينهبون وكانت الهزيمة لا شك فيها وإنما لم يجن المسلمون ثمرة انتصارهم ووقعت الغلبة عليهم بمخالفة الرماة أمر رسول الله ص.
ومنها ثباته مع رسول الله ص وعدم فراره بعد ما فر عنه الناس جميعهم أو أكثرهم وأسلموه إلى عدوه. فمنهم من صعد في الجبل ومنهم من فر إلى المدينة ومنهم إلى خارجها. وكان عود من عاد منهم بسبب ثباته وتوجه العتاب من الله تعالى إلى كافتهم لهزيمتهم يومئذ سواه ومن ثبت معه من رجال الأنصار وكانوا ثمانية وقيل خمسة وقيل أربعة وقيل لم يثبت معه أحد وإنما عادوا بعد ما تنحوا كما مر بقوله تعالى إذ تصعدون ولا تلوون على أحد الآية وتقدمت قال المفيد في الإرشاد: روى سلام بن سليمان عن قنادة عن سعيد بن المسيب لو رأيت مقام علي يوم أحد لوجدته قائما على ميمنة رسول الله ص يذب عنه بالسيف وقد ولى غيره الأدبار.
ومنها إنه كان هو المحامي عن رسول الله ص والدافع عنه كتائب المشركين الذين صمدوا لقتله كما مر.
ومنها ان أكثر المقتولين يومئذ قتلاه قال المفيد: وقد ذكر أهل السير قتلى أحد من المشركين فكان جمهورهم قتلى أمير المؤمنين ع اه وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج جميع من قتل من المشركين يوم أحد ثمانية وعشرون قتل علي ع منهم ما اتفق عليه وما أختلف فيه اثنا عشر وهو قريب من نصف المقتولين كما كان يوم بدر وقد حكى عن

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست