responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 377

من الصفراء وهي قرية لجهينة على مرحلة من بدر فأرسل رجلين من جهينة يتجسسان له خبر أبي سفيان والعير وأرسل عليا والزبير وسعدا إلى بدر يلتمسون له الخبر لان بدرا منهل بطريق القادم من الشام إلى مكة فلا بد ان يردها أبو سفيان وسار هو نحو بدر حتى قاربها فجاءه الجهنيان واخبراه ان العير قد قاربت بدرا ولم يكن عنده علم بمسير قريش لمنع غيرهم، ووصل علي ومن معه إلى بدر فوجدوا سقاة قريش فاخذوا منهم رجلين فجاءوا بهما والنبي ص يصلي فسألهما أصحابه فقالوا نحن سقاة قريش فضربوهما لانهم يحبون ان يكونا سقاة أبي سفيان الذي معه العير وفيها الأموال ليغنموها وكرهوا ان يكونا سقاة قريش الذين جاءوا للحرب، والغنيمة الباردة أحب إلى النفوس من الحرب الشاقة فقالوا نحن لأبي سفيان فتركوهما ولما فرع النبي ص من الصلاة قال إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتوهما، ثم سألهما عن قريش فقالا هم وراء هذا الكثيب بالعدوة القصوى، فسألهما عن عددهم فقالا لا ندري فقال كم ينحرون قالا يوما تسعة أباعر ويوما عشرة قال القوم بين التسعمائة والألف، وخرج رسول الله ص يبادرهم إلى الماء فنزل بأدنى ماء من بدر، وقال الحباب بن المنذر بن الجموح: يا رسول الله هذا منزل أنزلكه الله ليس لنا ان نتقدمه أو نتأخره أم هو الرأي والحرب والمكيدة فقال بل هو الرأي والحرب والمكيدة، قال فان هذا ليس بمنزل انطلق بنا إلى أدنى مياه القوم فاني عالم بها وان بها قليبا قد عرفت عذوبة مائه وغزارته ثم نبني لنا حوضا ونملؤه ماء ونقذف فيه بالآنية فنشرب ولا يشربون فارتحلوا وبنوا حوضا وملأوه في السحر ماء وقذفوا فيه الآنية وكان هذا تدبيرا سديدا ليشرب العطشان من الحوض بسهولة إذا عاد من القتال ولا يتكلف الاستقاء من البئر ولا الشرب من قربة أو سقاء، وهذا صريح في أنه كان ببدر عدة قلبان لا قليب واحد، ومنه يعلم الجواب لمن لم يظهر له وجه الحكمة في القاء النبي ص قتلى المشركين في القليب بعد الفراع من الوقعة الذي يفسد على أهل بدر والسابلة ماءهم فان إفساد ماء قليب بدر انما يضر إذا لم يكن الا قليب واحد ولكنها قلبان كثيرة لا يضر إفساد واحد منها ومبطل لتوهم الدكتور محمد حسين هيكل انه حفر حفرة وألقاهم فيها مع أن الحفرة لا تسمى قليبا كما بيناه في الجزء الثاني، وقد صرح بذلك الواقدي حيث قال: وامر رسول الله ص يوم بدر بالقليب ان تغور ثم أمر بالقتلى فطرحوا فيها اه. وامتاز علي ع في ذلك بميزة لم يشاركه فيها أحد فقد ذكر أهل الأخبار انه متح في ذلك الحوض كثيرا ولا غرو فهو صاحب القوة والأيد وهو من شبابه في ريعانه مع نفاذ بصيرته وقوة ايمانه. ثم اصطفت الصفوف وتهيئوا للقتال فأول من برز من صف المشركين عتبة بن ربيعة واخوه شيبة وابنه الوليد بن عتبة ودعوا إلى المبارزة فبرز إليهم فتيان ثلاثة من الأنصار وهم معاذ ومعوذ وعوف بنو الحارث ويقال لهم بنو عفراء فلم يرضوا ان يبارزوهم عتوا واستكبارا ورأوا انهم غير اكفاء لهم وقالوا لهم ارجعوا فما لنا بكم من حاجة ونادوا يا محمد اخرج إلينا اكفاءنا من قومنا فقال لعبيدة بن الحارث ابن المطلب [1] بن عبد مناف ولحمزة بن عبد المطلب ولعلي بن أبي طالب قوموا فقاتلوا بحقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله ويأبى الله الا أن يتم نوره، فبرزوا فقال عتبة تكلموا نعرفكم فان كنتم اكفاءنا قاتلناكم وكان عليهم البيض فلم يعرفوهم فقال حمزة انا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله فقال عتبة كفو كريم وانا أسد الحلفاء بضم الحاء وفتح اللام اي الاحلاف أو الحلفاء بفتح الحاء وسكون اللام اي الأجمة. ومن هذان معك قال علي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب قال كفوان كريمان، فبارز علي الوليد وكانا أصغر القوم وبارز عبيدة شيبة وهما أسن القوم ولعبيدة سبعون سنة وبارز حمزة عتبة وهما أوسط القوم سنا. ومن الطبيعي ان يبارز الرجل من يناسبه في السن، هذه رواية الواقدي والمفيد في الارشاد. وقال ابن سعد في الطبقات: الثبت ان حمزة بارز عتبة وان عبيدة بارز شيبة، وروى ابن إسحاق في المغازي ان عبيدة بارز عتبة وحمزة بارز شيبة، وقال ابن أبي الحديد لمن روى ذلك ان ينتصر بقول هند بنت عتبة ترثي أباها:
- تداعى له رهطه قصرة * بنو هاشم وبنو المطلب - - يذيقونه حر أسيافهم * يعلونه بعد ما قد شجب - وذلك لان عبيدة من بني المطلب أثبت عتبة عليه ودفف عليه علي وحمزة قال وهو الموافق لما يذكره أمير المؤمنين في كتبه بقوله لمعاوية: وعندي السيف الذي أعضضت به أخاك وخالك وجدك، وقوله: قد عرفت مواقع نصالها في أخيك وخالك وجدك. اخوه حنظلة وخاله الوليد وجده عتبة، وعندي انه لا دلالة في هذا الكلام على ذلك فهو قد قتل عتبة أو شرك في قتله سواء أ كان المبارز له حمزة ووضع رأسه في صدره كما في إحدى الروايتين أم عبيدة كما في الرواية الأخرى فإنه كر هو وحمزة فاجهزا عليه. وأما شعر هند فمحمول على نحو من التوسع فإذا كان بنو هاشم وبنو المطلب تداعوا له ولمن معه صح أن يقال توسعا تداعى له بنو هاشم وبنو المطلب وصح أن يقال يذيقونه حر أسيافهم باعتبار أن بعضهم أو أكثرهم يذيقونه ذلك. أما علي والوليد فاختلفا ضربتين أخطأت ضربة الوليد عليا لأنه بمهارته في الحرب مع أن هذه أول حروبه حاد عن الضربة فأخطأته كما حاد عن ضربة جناح يوم الهجرة فأخطأته ضربته وضربه علي على حبل عاتقه الأيسر أو الأيمن على اختلاف النقلين فاخرج السيف من إبطه وقد سبق له أن ضرب جناحا يوم هجرته على عاتقه فقده نصفين حتى وصل السيف إلى كتف فرسه ومن ذلك اليوم قيل فيه أن ضرباته كانت وترا إذا علا قد وإذا اعترض قط وفي بعض الروايات أن عليا قال فاخذ الوليد يمينه بيساره فضرب بها هامتي فظننت أن السماء وقعت على الأرض ثم ضربه ضربة أخرى فصرعه وهذا يدل على أن الضربة الأولى قطعت يده وخرجت من إبطه الأيمن فقطعت اليد وحدها من الإبط فتناولها بيساره وضربه بها وقد ذكرنا في الجزء الثاني في وقعة بدر ان الصواب انه ضربه على عاتقه الأيسر لأن الضارب انما يضرب بيده اليمنى ومقابل الأيمن إنما هو الأيسر وان القول بأنه ضربه على عاتقه الأيمن غلط وروى المفيد في الارشاد عن علي بن هاشم عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع مولى رسول الله ص في حديث أن عليا والوليد اختلفا ضربتين أخطأت ضربة الوليد أمير المؤمنين فأبانتها اه فهذا صريح في أن الضرب كان على الجانب الأيسر كما مر ثم قال المفيد فروي ان عليا ع كان يذكر بدرا وقتله الوليد فقال في حديثه كأني انظر إلى وميض خاتمه في شماله ثم ضربته ضربة أخرى فصرعته وسلبته فرأيت به ردعا من خلوق فعلمت انه قريب عهد بعرس واما حمزة وعتبة فقيل إن حمزة لم يمهل عتبة أن قتله وقيل تضاربا بالسيفين حتى انثلما واعتنقا فصاح المسلمون يا علي أ ما ترى الكلب قد بهر عمك حمزة


[1] يوجد في بعض المواضع ابن الحارث بن عبد المطلب والصواب انه ابن الحارث بن المطلب كما هو كذلك في طبقات ابن سعد والمطلب هو أخو هاشم وعم عبد المطلب، وصرح ابن أبي الحديد بان عبيدة من بني المطلب ويدل عليه قول هند بنت عتبة ترثي أباها:
- تداعى له رهطه قصرة * بنو هاشم وبنو المطلب - وكأن الاشتباه وقع من شهرة عبد المطلب دون المطلب.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست