responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 375

وتوسلت إليه بما يوجب الرقة والعطف من قولها أخوك وابن عمك في النسب، ولما قال للنساء من هاهنا كانت هي المجيبة وكان اصلاح شأن الزهراء في حجرتها ودفع إليها ما بقي من المهر وقال أبقيه عندك.
وقارن بين هذا وبين قول بعض أمهات المؤمنين للنبي ص لما ذكر خديجة فاثنى عليها فتناولتها بالذم وقالت ما كانت الا عجوزا حمراء الشدقين وقد أبدلك الله خيرا منها، فأخذتها الغيرة منها بعد وفاتها كما أخبرت عن نفسها ولم تدرك زمانها والغيرة تنطفي جمرتها بعد الوفاة عادة، فغضب رسول الله ص حتى اهتز مقدم شعره من الغضب وقال لا والله ما أبدلني الله خيرا منها الحديث ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب وكنى عن بعض ألفاظه بكذا وكذا والظاهر أن ذلك من الطابعين لا من ابن عبد البر، وبما مر من فعل أم سلمة يبطل اعتذار البعض عن عداوة بعض أمهات المؤمنين لعلي بأنه زوج الزهراء التي هي بنت زوجها، وعداوة المرأة لبنت زوجها من طباع البشر، وتسربت العداوة إلى زوج بنت زوجها، فيا ليت شعري لم لم تكن هذه الطبيعة البشرية في أم سلمة، أ لم تكن من البشر؟.
وليمة العرس وجاءت الهدايا إلى النبي ص وكأني بالمسلمين من المهاجرين والأنصار لما سمعوا بهذا الزفاف قالوا هذا نبيكم سيد الأنبياء الذي أنقذكم الله به من الضلالة إلى الهدى يريد ان يزف ابنته سيدة النساء إلى ابن عمه أعز الناس عليه وأكثرهم جهادا بين يديه فأعينوه على وليمة العرس فاهدوا له البر والسمن والبقر والغنم وغيرها فامر بطحن البر وخبزه وامر عليا بذبح البقر والغنم فلما فرغوا من الطبخ أمر ان ينادى على رأس داره أجيبوا رسول الله فبسط النطوع في المسجد فاكل الناس وكانوا أكثر من أربعة آلاف رجل وسائر نساء المدينة ثم دعا بالصحاف فملئت ووجه بها إلى منازل أزواجه ثم اخذ صحفة فقال هذه لفاطمة وبعلها. ويظهر ان الطعام كان مقصورا على الثريد من الخبز واللحم.
كيفية الزفاف فلما كانت ليلة الزفاف اتى ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة اركبي فاركبها وامر سلمان ان يقود بها ومشى ص خلفها ومعه حمزة وجعفر وعقيل وبنو هاشم مشهرين سيوفهم ونساء النبي ص قدامها يرجزن وامر بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار ان يمضين في صحبة فاطمة وان يفرحن ويرزجن ويكبرن ويحمدن ولا يقلن ما لا يرضي الله.
ثم إن النبي ص انفذ إلى علي فدعاه ثم هتف بفاطمة، فاخذ عليا بيمينه وفاطمة بشماله وضمهما إلى صدره فقبل بين أعينهما واخذ بيد فاطمة فوضعها في يد علي وقال بارك الله لك في ابنة رسول الله وقال يا علي نعم الزوجة زوجتك وقال يا فاطمة نعم البعل بعلك ثم قال لهما اذهبا إلى بيتكما جمع الله بينكما وأصلح بالكما وقام يمشي بينهما حتى أدخلهما بيتهما. وقال لا تهيجا شيئا حتى آتيكما وجلس علي في البيت وفيه أمهات المؤمنين وبينهن وبين علي حجاب وجلست فاطمة مع النساء ثم اقبل النبي فدخل وخرج النساء مسرعات سوى أسماء بنت عميس وكانت قد حضرت وفاة خديجة فبكت خديجة عند وفاتها فقالت لها أ تبكين وأنت سيدة نساء العالمين وأنت زوجة النبي ص ومبشرة على لسانه بالجنة فقالت ما لهذا بكيت ولكن المرأة ليلة زفافها لا بد لها من امرأة تفضي إليها بسرها وتستعين بها على حوائجها وفاطمة حديثة عهد بصبا وأخاف ان لا يكون لها من يتولى امرها حينئذ، قالت أسماء بنت عميس: فقلت لها يا سيدتي لك عهد الله ان بقيت إلى ذلك الوقت ان أقوم مقامك في هذا الامر، فلما كانت تلك الليلة وامر النبي ص النساء بالخروج فخرجن وبقيت فلما أراد الخروج رأى سوادي فقال من أنت فقلت أسماء بنت عميس قال أ لم آمرك ان تخرجي قلت بلى يا رسول الله وما قصدت خلافك ولكن أعطيت خديجة عهدا فحدثته فبكى وقال أسال الله ان يحرسك من فوقك ومن تحتك ومن بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم ناوليني المركن واملئيه ماء فملأ فاه ثم مجه فيه ثم قال إنهما مني وانا منهما اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيرا فطهرهما ثم امرها ان تشرب منه وتتمضمض وتستنشق وتتوضأ ثم دعا بمركن آخر وصنع كالأول. وقال اللهم انهما أحب الخلق إلي فأحبهما وبارك في ذريتهما واجعل عليهما منك حافظا واني أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم، ودعا لفاطمة فقال اذهب الله عنك الرجس وطهرك تطهيرا وقال مرحبا ببحرين يلتقيان ونجمين يقترنان، وقال اللهم ان هذه ابنتي وأحب الخلق إلي، وهذا أخي وأحب الخلق إلي اللهم اجعله لك وليا وبك حفيا وبارك له في أهله ثم قال يا علي ادخل باهلك بارك الله تعالى لك ورحمة الله وبركاته عليكم انه حميد مجيد، ثم خرج من عندهما فاخذ بعضادتي الباب فقال طهركما الله وطهر نسلكما انا سلم لمن سالمكما وحرب لمن حاربكما استودعكما الله واستخلفه عليكما ثم أغلق عليهما الباب بيده ولم يزل يدعو لهما حتى توارى في حجرته ولم يشرك معهما أحدا في الدعاء.
الشك في حضور أسماء بنت عميس زفاف الزهراء ثم إنه قد ذكر حملة من المؤرخين جعفر بن أبي طالب وأسماء بنت عميس مكررا في خبر تزويج فاطمة كما سمعت مع أن جعفر وأسماء كانا بالحبشة يومئذ مهاجرين وانما جاء جعفر وزوجته أسماء من الحبشة بعد فتح خيبر. قال محمد بن يوسف الكنحي الشافعي في كتابه كفاية الطالب: ان ذكر أسماء بنت عميس في خبر تزويج فاطمة ع غير صحيح لان أسماء التي حضرت في عرس فاطمة انما هي بنت يزيد بن السكن الأنصارية ولها أحاديث عن النبي ص وأسماء بنت عميس كانت مع زوجها جعفر بن أبي طالب بالحبشة وقدم بها يوم فتح خيبر سنة سبع وكان زواج فاطمة بعد بدر بأيام يسيرة اه واشتباه أسماء بنت عميس بأسماء بنت يزيد ممكن بان يكون الراوي ذكر أسماء فتبادر إلى الأذهان بنت عميس لشهرتها الا ان آخر الحديث ينافي ذلك لان فيه انها حضرت وفاة خديجة وخديجة توفيت بمكة قبل الهجرة وأسماء بنت يزيد أنصارية من أهل المدينة ولم تكن بمكة حتى تحضر وفاة خديجة مع أن هذا ان رفع الاشكال في أسماء لم يرفعه في جعفر الذي كرر مرتين ذكره واحتمل في كشف الغمة أن تكون التي شهدت الزفاف سلمى بنت عميس أخت أسماء وزوجة حمزة وأن يكون بعض الرواة اشتبه بأسماء لشهرتها، وهذا أيضا ان رفع الاشكال في أسماء لا يرفعه في جعفر الا ان يقال لما حصل الاشتباه في أسماء حصل الاشتباه في جعفر فجعل موضع حمزة والله أعلم.
هكذا كان زفاف فاطمة إلى علي ع فيا له من زفاف عظيم باهر تجلت فيه العزة والعظمة والهيبة لا يستطيع الواصف ان يصف مبلغ عظمته وأ بهته وجلاله وهيبته مهما بالغ وأطنب. فهنيئا لك يا أبا الحسن ويا نخبة الكون وهنيئا لك يا سيدة النساء بهذا العرس المبجل المفخم العزيز

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست