responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 371

البيت الحاج هاشم بن الحاج حردان الكعبي من قصيدة علوية حسينية:
- ومواقف لك دون احمد جاوزت * بمقامك التعريف والتحديدا - - فعلى الفراش مبيت ليلك والعدي * تهدي إليك بوارقا ورعودا - - فرقدت مثلوج الفؤاد كأنما * يهدي القراع لسمعك التغريدا - - فكفيت ليلته وقمت معارضا * بالنفس لا فشلا ولا رعديدا - - واستصبحوا فرأوا دوين مرادهم * جبلا أشم وفارسا صنديدا - - رصدوا الصباح لينفقوا كنز الهدى * أو ما دروا كنز الهدى مرصودا - وفي ذلك يقول المؤلف أيضا من قصيدة:
- وما زلت للمختار ردءا وناصرا * صبيا وكهلا ما استمر به العمر - - ففي ليلة الغار التي شاعر ذكرها * وكان لجمع من قريش بها مكر - - أباتك خير الخلق فوق فراشه * تقيه الردى ما مسك الخوف والذعر - - إلى غار ثور قد مضى مع صاحب * له وهم جاثون بالباب لم يدروا - - بقوا يرقبون الفجر كي يفتكوا به * وقد خابت الآمال مذ طلع الفجر - - رأوا نائما في برده متلفعا * وظنوا النبي المصطفى فيه فاغتروا - - من الباب إسراعا إليك تواثبوا * فلما رأوا ليث الشري دونهم فروا - - قبضت بكف العزم ساعد خالد * فأبدى قماصا مثلما تقمص البكر - - لك الفخر يوم الغار دون مشارك * وفي كل مسعاة لك الفخر والذكر - وفيه يقول السيد الحميري في قصيدته المذهبة:
- باتوا وبات على الفراش ملفعا * ويرون ان محمدا لم يذهب - - حتى إذا طلع الشميط كأنه * في الليل صفحة خدادهم مغرب - - ثاروا لأخذ أخي الفراش فصادفت * غير الذي طلبت اسف الخيب - - فتراجعوا لما رأوه وعاينوا * أسد الاله وعصبوا في منهب - ثم قال الشيخ الطوسي في تتمة الخبر السابق: وامر رسول الله ص أبا بكر وهند بن أبي هالة ان يقعدا له بمكان ذكره لهما ولبث مع علي يوصيه ويأمره بالصبر حتى صلى العشاءين ثم خرج في فحمة العشاء الآخرة والرصد من قريش قد أطافوا بداره ينتظرون إلى أن ينتصف الليل حتى أتى إلى أبي بكر وهند فنهضا معه حتى وصلا إلى الغار فدخلا الغار ورجع هند إلى مكة لما امره به رسول الله ص فلما أغلق الليل أبوابه وانقطع الأثر اقبل القوم على علي يقذفونه بالحجارة ولا يشكون انه رسول الله، حتى إذا قرب الفجر هجموا عليه وكانت دور مكة يومئذ لا أبواب لها، فلما بصر بهم علي قد انتضوا السيوف واقبلوا بها إليه امامهم خالد بن الوليد وثب علي فهمز يده فجعل خالد يقمص قماص البكر ويرغو رغاء الجمل واخذ سيف خالد وشد عليهم به فأجفلوا أمامه إجفال النعم إلى ظاهر الدار وبصروه فإذا هو علي فقالوا إنا لم نردك فما فعل صاحبك قال لا علم لي به. وامهل علي حتى إذا اعتم من الليلة القابلة انطلق هو وهند بن أبي هالة حتى دخلا على رسول الله ص في الغار فامر رسول الله ص هندا ان يبتاع له ولصاحبه بعيرين فقال صاحبه قد أعددت لي ولك يا نبي الله راحلتين فقال إني لا آخذهما ولا إحداهما إلا بالثمن قال فهما لك بذلك، فامر عليا فاقبضه الثمن ثم وصى عليا بحفظ ذمته وأداء أمانته، وكانت قريش تدعو محمدا ص في الجاهلية الأمين وتودعه أموالها وكذلك من يقدم مكة من العرب في الموسم، وجاءته النبوة والامر كذلك فامر عليا ان يقيم مناديا بالأبطح غدوة وعشية، الا من كانت له قبل محمد أمانة فليأت لتؤدى إليه أمانته، وقال إنهم لن يصلوا إليك بما تكرهه حتى تقدم علي، فاد أمانتي على أعين الناس ظاهرا، وإني مستخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربي عليكما، وأمره ان يبتاع رواحل له وللفواطم ومن أراد الهجرة معه من بني هاشم وغيرهم وقال له إذا قضيت ما أمرتك به فكن على اهبة الهجرة إلى الله ورسوله وانتظر قدوم كتابي إليك ولا تلبث بعده، وأقام رسول الله ص في الغار ثلاث ليال ثم سار نحو المدينة حتى قاربها فنزل في بني عمرو بن عوف بقبا، وأراده صاحبه على دخول المدينة فقال ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي وابنتي يعني عليا وفاطمة، ثم كتب إلى علي مع أبي واقد الليثي يأمره بالمسير إليه وكان قد أدى أماناته وفعل ما أوصاه به، فلما اتاه الكتاب ابتاع ركائب وتهيأ للخروج وامر من كان معه من ضعفاء المؤمنين ان يتسللوا ليلا إلى ذي طوى.
هجرته إلى المدينة.
وخرج علي بالفواطم فاطمة بنت رسول الله ص وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب وزاد بعضهم فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب، وتبعهم أيمن بن أم أيمن مولى رسول الله ص وأبو واقد الليثي الذي جاء بالكتاب. قال الشيخ الطوسي في تتمة الخبر السابق: فجعل أبو واقد يسوق الرواحل سوقا حثيثا فقال علي ارفق بالنسوة يا أبا واقد انهن من الضعائف قال إني أخاف أن يدركنا الطلب قال أربع عليك، ثم جعل علي يسوق بهن سوقا رفيقا وهو يقول:
- ليس إلا الله فارفع ظنكا * يكفك رب الناس ما أهمكا - فلما قارب ضجنان أدركه الطلب وهم ثمانية فرسان ملثمون معهم مولى لحرب بن أمية اسمه جناح وكان قريشا لما فاتهم محمد ص وبطل كيدهم فيه ولم يقدروا عليه ثم رأوا ان عليا قد خرج من بينهم جهارا بالفواطم الهاشميات لاحقا بابن عمه اعدى أعدائهم وما هو إلا رجل واحد وهم عصبة اخذهم الحنق وهاجت بهم العداوة وقالوا كيف يخرج هذا الشاب الهاشمي المنفرد عن ناصر ابن عم محمد بنسائه ظاهرا غير هياب ولا نناله بسوء ولا نرده صاغرا، إن هذا لذل وعار علينا إلى الأبد، فانتخبوا من فرسانهم هؤلاء الثمانية ليلحقوه ويردوه فقال علي لأيمن وأبي واقد أنيخا الإبل واعقلاها وتقدم فأنزل النسوة ودنا القوم فاستقبلهم علي ع منتضيا سيفه والله أعلم كم كان خوف النسوة لما رأوا هذه الحال وكأنهن كن يتناجين هل يستطيع علي وهو رجل واحد راجل ليس بفارس مقاومة ثمانية فرسان فتارة يغلب عليهن الياس ويبتهلن إلى الله تعالى ان ينصر عليا على عدوه وتارة يقلن ان عليا ملامح الشجاعة عليه ظاهرة بينة ولو لم يعلم أنه كفؤ لكل من يعارضه لما خرج بنا ظاهرا معلنا فيغلب عليهن الأمل فقال الفرسان: ظننت انك يا غدار ناج بالنسوة ارجع لا أبا لك وهكذا يكون خطاب ثمانية فرسان لرجل واحد لا يظنون أنه يقدر على مقاومتهم قاسيا جافيا قال علي ع مجيبا لهم جواب شخص غير مبال بهم ولا مكترث، جواب هادئ مطمئن: فإن لم أفعل؟ فأجابوه بجواب كسابقه في القساوة والجفاء قالوا: لترجعن راغما أو لنرجعن بأكثرك شعرا وأهون بك من هالك ودنوا من المطايا ليثوروها فحال علي ع بينهم وبينها فاهوى له جناح بسيفه فراع عن ضربته رواع عارف بالفنون الحربية ماهر فيها وهو بعد لم يباشر حربا قبلها وسنه لم يتجاوز العشرين أو تجاوزها بقليل وضرب جناحا على عاتقه فقده نصفين حتى وصل السيف إلى كتف فرسه وذلك إن عليا راجل وجناح فارس والفارس لا يمكنه ضرب الراجل بالسيف حتى ينحني ليصل سيفه إلى الراجل فلما انحنى جناح لم يمهله علي حتى يعتدل بل عاجله بأسرع من لمح البصر وهو منحن بضربة على عاتقه

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست