responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 364

الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهنيئا لعلي بتفضيل الله إياه. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس: كان علي بن أبي طالب قائما يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت هذه الآية نزلت في الذين آمنوا وعلي أولهم اه الدر المنثور. وفي الكشاف: وهم راكعون الواو فيه للحال أي يعملون ذلك في حال الركوع وهو الخشوع والاخبات والتواضع لله إذا صلوا وإذا زكوا وقيل هو حال من يؤتون الزكاة بمعنى يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة وأنها نزلت في حق علي بن أبي طالب حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه قال فان قلت كيف صح أن يكون لعلي واللفظ لفظ جماعة قلت جئ به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه اه أقول الركوع وإن كان في اللغة بمعنى مطلق الخضوع لكنه صار في الشرع اسما لركوع الصلاة كما أن الصلاة كان معناها في اللغة مطلق الخضوع لكنه صار في الشرع اسما لركوع الصلاة كما أن الصلاة كان معناها في اللغة مطلق الدعاء وصارت في عرف الشرع لذات الأركان فقوله تعالى وهم راكعون لا يصح أن يراد به وهم خاضعون لأن الحقيقة الشرعية والعرفية مقدمة على الحقيقة اللغوية ولم يستعمل في القرآن إلا في ذلك المعنى، وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون. يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين، يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا، وخر راكعا وأناب، تراهم ركعا سجدا، والركع السجود، الراكعون الساجدون، فعلم بذلك أن المراد به ركوع الصلاة، وفي تفسير الطبري اختلف أهل التأويل في المراد بالذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون فقال بعضهم عني به علي بن أبي طالب وقال بعضهم عني به جميع المؤمنين، ثم روي عن السدي أنه قال: هؤلاء جميع المؤمنين ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه، وروى بسنده عن عبد الملك عن أبي جعفر سألته عن هذه الآية قلنا من الذين آمنوا قال الذين آمنوا قلنا بلغنا انها نزلت في علي بن أبي طالب قال علي من الذين آمنوا. وفي الدر المنثور اخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي جعفر انه سئل عن هذه الآية وذكر مثله. قال واخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الملك بن أبي سليمان قال سألت أبا جعفر محمد بن علي وذكر نحوه ومنه علم أن المراد به الباقر ع. وروى الطبري في تفسيره عن عتبة بن حكيم في هذه الآية إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا قال علي بن أبي طالب، وبسنده عن مجاهد قال نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع أقول فدل عدم امكان إرادة العموم منها على أن كلام السدي راجع إلى أن المراد من الذين آمنوا علي بن أبي طالب بان يكون مراده هؤلاء جميع المؤمنين في ظاهر اللفظ ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فكان ذلك قرينة على أنه هو المراد وإلا لكان كلامه متدافعا، ولذلك قال السيوطي في الدر المنثور: اخرج ابن جرير عن مجاهد انها نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع، واخرج ابن جرير عن السدي وعتبة بن حكيم مثله اه فجعل السدي من القائلين بنزولها في علي، والمنقول عن أبي جعفر الباقر إن صح فيه نوع اجمال ويمكن ارجاعه إلى ما مر بان يكون قوله علي من الذين آمنوا أي فصح اطلاق هذا اللفظ عليه، ومن ذلك يعلم أن وجود القائل بالقول الثاني غير متحقق، وفي تفسير الفخر الرازي في قوله الذين آمنوا قولان الأول ان المراد عامة المؤمنين لأن عبادة بن الصامت لما تبرأ من اليهود وقال أنا برئ إلى الله من حلف قريظة والنضير واتولى الله ورسوله نزلت هذه الآية على وفق قوله، قال وروي أيضا ان عبد الله بن سلام قال يا رسول الله ان قومنا قد هجرونا واقسموا أن لا يجالسونا ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل فنزلت هذه الآية فقال رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء.
أقول الاستشهاد بخبر عبد الله بن سلام على أن المراد عامة المؤمنين لا وجه له لأنه إنما يدل على أن الله تعالى جعل لهم بدل هجر قومهم أياهم ولاية الله ورسوله والذين آمنوا سواء أريد بالذين آمنوا العموم أو الخصوص فإذا كان هناك ما يدل على الخصوص لم يكن فيه منافاة لهذا الخبر ولذلك ذكره الواحدي في سياق نزولها في علي بن أبي طالب كما مر في الفضائل. قال الفخر القول الثاني ان المراد من هذه الآية شخص معين روي عكرمة انها نزلت في علي بن أبي طالب وروي ان عبد الله بن سلام قال لما نزلت هذه الآية قلت يا رسول الله انا رأيت عليا تصدق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولاه، وروي عن أبي ذر أنه قال صليت مع رسول الله ص يوما صلاة الظهر فسال سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال اللهم اشهد اني سالت في مسجد الرسول ص فما أعطاني أحد شيئا وعلي ع كان راكعا فاوما إليه بخنصره اليمنى وكان فيها خاتم فاقبل السائل حتى اخذ الخاتم بمرأى النبي ص فقال اللهم ان أخي موسى سال فقال رب اشرح لي صدري إلى قوله وأشركه في أمري فأنزلت قرآنا ناطقا سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به ظهري، قال أبو ذر فوالله ما أتم رسول الله ص هذه الكلمة حتى نزل جبرئيل فقال يا محمد اقرأ إنما وليكم الله ورسوله إلى آخرها اه أقول علم من مجموع ما سلف أن احتمال إرادة عموم المؤمنين ضعيف لا يعول عليه ولا يرجع إلى مستند ولا يعارض الأخبار الكثيرة الدالة على نزولها في علي ع وان وجود القائل به غير متحقق، مضافا إلى أنه على هذا الاحتمال تكون الواو في وهم راكعون عاطفة من عطف الخاص على العام كما في أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين، ولو كان كذلك لكان من مقتضى البلاغة أن يقول وهم يركعون لان الجمل التي قبلها فعلية فلا يناسب عطف الجملة الاسمية الصرفة عليها بل المناسب أن يقول وهم يركعون كما في قوله تعالى الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل إليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ولم يقل موقنون ورواية عكرمة قد انفرد بها فلا تعارض الروايات الكثيرة مع أنه كان متهما برأي الخوارج وإذا كان المراد بهذه الآية شخص معين وهو علي بن أبي طالب كانت دالة على إمامته لأن في اقتران ولايته بولاية الله تعالى ورسوله ص مع الحصر بأنما أقوى دليل على ذلك، وقد أطال الفخر الرازي في تفسير هذه الآية وذكر أشياء أكثرها لا طائل تحتها مثل أن اللائق بعلي ع أن يكون مستغرق القلب بذكر الله في الصلاة لا يتفرع لاستماع كلام الغير وفهمه الجواب ان الاستماع إلى كلام السائل لا يخرج عن ذلك كما يحكي عن أبي الفرج الجوزي أنه قال في جواب السائل عن ذلك:
- يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته * عن النديم ولا يلهو عن الكاس - ومثل ان دفع الخاتم في الصلاة للفقير عمل كثير واللائق بحال علي ع ان لا يفعل ذلك والجواب ان أراد أنه عمل كثير مبطل

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست