responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 358

الغلام. ومرت رواية الشيخ المفيد له في ارشاده عند ذكر فضائله ومناقبه؟ [1].
الثالث النص على إمامته من النبي ص يوم الغدير حين رجع من حجة الوداع ومعه ما يزيد على مائة ألف فخطبهم وقال في خطبته وقد رفعه للناس واخذ بضبعيه فرفعهما حتى بان للناس إبطيهما أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض من أبغضه وانصر من نصره وأعن من أعانه واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار، ثم أفرده بخيمة وامر الناس بمبايعته بإمرة المؤمنين حتى النساء ومنهم نساؤه، ومر ذلك مفصلا في الجزء الثاني في السيرة النبوية، ويأتي في هذا الجزء في حوادث سنة عشر من الهجرة، ونذكر هنا وجه الدلالة على إمامته ويتضمن ذلك طرفا من الأحاديث الواردة فيه مما لم يذكر هناك فنقول، وجه الاستدلال أنه قال من كنت مولاه فعلي مولاه بعد تقريرهم بقوله أ لست أولي بكم من أنفسكم واقرارهم بقولهم بلى فدل على أن المراد من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه وليست الإمامة شيئا فوق ذلك وهذا التقرير والاقرار والتعقيب بهذا الكلام نص على أن المراد بالمولية هنا هو الأولى فإنه أحد معانيه وناف لاحتمال غيره فبطل الاعتراض بان المولى لفظ مشترك بين معان فتعيين أحدها يحتاج إلى القرينة لأنها موجودة وهي ما ذكرناه على أن بعض تلك المعاني لا يصح ارادته في المقام مثل المعتق والمعتق ونحو ذلك وبعضها لا يناسبه كل هذا الاهتمام من النبي ص مثل الصديق ونحوه وكفى في الاهتمام جمع الناس من أقاصي البلاد وأدانيها ليحجوا معه في ذلك العام الذي لم يكن الا لتبليغهم هذا الامر المهم وبطل ما يتمحله بعض المتمحلين من أن ذلك قاله في شأن أسامة بن زيد بن حارثة لما قال لعلي لست مولاي وانما مولاي اي معتقي رسول الله فقال رسول الله ص ذلك، فإنه إذا كان أسامة بن زيد قد أعتقه النبي ص فلا معنى لان يكون أعتقه علي ولو فرض فلا يناسبه هذا الاهتمام العظيم، على أن أسامة لم يعتقه النبي ص وانما أعتق أباه زيد بن حارثة فاطلاق انه مولى رسول الله ص عليه انما هو باعتبار انجرار الولاء إليه من أبيه ولهذا قال بعضهم ان القائل لعلي لست مولاي وانما مولاي رسول الله هو زيد بن حارثة فقال رسول الله من كنت مولاه فعلي مولاه ردا لقول زيد وهذا القول قاله إسحاق بن حماد بن زيد للمأمون لما جمع العلماء ليحتج عليهم في فضل علي ع فيما ذكره صاحب العقد الفريد فقال اسحق للمأمون ذكروا ان الحديث انما كان بسبب زيد بن حارثة لشئ جرى بينه وبين علي وأنكر ولاء علي فقال رسول الله ص من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فرد عليه المأمون بان ذلك كان في حجة الوداع وزيد بن حارثة قتل قبل ذلك وكان من ذكر هذا العذر التفت إلى مثل ما رد به المأمون فغير العذر وقال أنه قال ذلك في شأن أسامة بن زيد، وسواء أ قيل إن ذلك في شأن زيد أو ابنه أسامة فزيد انما هو مولى عتاقه وابنه أسامة كذلك بجر الولاء وعلي لم يعتقه وانما أعتقه النبي ص فكيف يكون زيد أو ابنه مولاه وهو لم يعتقه على أنه لا يناسبه كل هذا الاهتمام كما عرفت، وكذلك ما تمحله ابن كثير وصاحب السيرة الحلبية من صرف ما وقع يوم الغدير إلى ما وقع عند رجوع علي من اليمن، فقال ابن كثير في تاريخه، فصل في الحديث الدال على أنه ع خطب بمكان بين مكة والمدينة مرجعه من حجة الوداع قريب من الجحفة يقال له غدير خم فبين فيها فضل علي بن أبي طالب وبراءة عرضه مما كان تكلم فيه بعض من كان معه بأرض اليمن بسبب ما كان صدر إليهم من المعدلة التي ظنها بعضهم جورا وتضييقا وبخلا والصواب كان معه في ذلك، ولهذا لما فرع ع من بيان المناسك ورجع إلى المدينة بين ذلك في أثناء الطريق فخطب خطبة عظيمة في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عامئذ وكان يوم الأحد بغدير خم تحت شجرة هناك وذكر من فضل علي وأمانته وعدله وقربه إليه ما أزاح به ما كان في نفوس كثير من الناس منه إلى أن قال ونحن نورد عيون ما روي في ذلك مع اعلامنا انه لاحظ للشيعة فيه ولا متمسك لهم ولا دليل لكنه لم يأت بدليل يثبت ما قال بل قدم أولا روايات هذه الواقعة فنقل عن محمد بن إسحاق بسنده عن يزيد بن طلحة قال، لما اقبل علي من اليمن ليلقى رسول الله ص بمكة تعجل إلى رسول الله واستخلف على جنده الذين معه رجلا من أصحابه فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز الذي كان مع علي وهو الذي اخذه من أهل نجران فلما دنا جيشه خرج ليلقاهم فإذا عليهم الحلل قال ويلك ما هذا قال كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس قال ويلك انزع قبل ان ينتهى به إلى رسول الله ص فانتزع الحلل من الناس فردها في البز. وأظهر الجيش شكواهم لما صنع بهم، ثم حكى عن ابن إسحاق انه روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال اشتكى الناس عليا فقام رسول الله ص فينا خطيبا فسمعته يقول، أيها الناس لا تشتكوا عليا فوالله انه لأخشن في ذات الله أو في سبيل الله من أن يشكى، ثم حكى عن الإمام أحمد انه روى بسنده عن بريدة قال غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله ص ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله ص يتغير فقال يا بريدة أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قلت بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه. قال ابن كثير، وكذا رواه النسائي باسناده نحوه، قال وهذا اسناد جيد قوي رجاله كلهم ثقات اه ثم اتبع ابن كثير ذلك بروايات الغدير ليجعلهما بزعمه واقعة واحدة وان ما وقع يوم الغدير هو تدارك لما وقع في سفر اليمن وان النبي ص بين يوم الغدير فضل علي وبراءة ساحته مما تكلم فيه أهل ذلك الجيش مع أنهما واقعتان لا دخل لاحداهما في الأخرى فالنبي ص لما شكا أهل الجيش من علي وكانت شكايتهم منه بمكة في أيام الحج غضب النبي لذلك وبين لهم ان شكايتهم منه في غير محلها وقام فيها خطيبا وقال لا تشكوا عليا فوالله انه لأخشن في ذات الله من أن يشكى وقال لهم يومئذ أ لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال من كنت مولاه فعلي مولاه واكتفى بذلك وهو كاف في ردعهم وبيان فضل علي وان ما فعله هو الصواب، وحديث الغدير كان في الثامن عشر من ذي الحجة بعد انقضاء الحج ورجوعه إلى المدينة ولو كان ما وقع يوم الغدير هو لمجرد ردعهم وبيان خطئهم في شكايتهم من علي لقاله بمكة واكتفى به ولم يؤخره إلى رجوعه، وزعم صاحب السيرة الحلبية انه


[1] لما كتب الدكتور محمد حسين هيكل كتابه حياة محمد نشره أول الأمر فصولا في جريدة السياسة الإسبوعية وأورد هذا الحديث بنصه كاملا، فاعترض عليه معترض بأن هذا يؤيد رأي الشيعة فرد الدكتور هيكل بما معناه; ان هذا عين ما رواه التاريخ. ثم نشر الدكتور كتابه في طبعته الأولى ونشر فيه هذا الحديث وان عدله تعديلا يسيرا، فلما طبع الكتاب ثانية شوه الحديث تشويها عجيبا، ولما سأل الناس عن السر وكيف ان الدكتور في جريدته دافع عن هذا الحديث وقال إن هذا ما رواه التاريخ. ثم عاد في طبعة الكتاب الثانية فشوهه وتجنى على التاريخ - لما سأل الناس عرفوا ان الدكتور كان قد عرض على جهة ان تشتري الف نسخة من الطبعة الثانية فاشترطت هذه الجهة عليه ان يشوه الحديث هذا التشويه لقاء الخمسمائة الجنيه التي ستدفعه ثمن الألف النسخة.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست