responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 356

البيضاء وبسنده عن معاذ بن جبل قال النبي ص يا علي أخصمك بالنبوة لا نبوة بعدي وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيها أحد من قريش أنت أولهم إيمانا بالله وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأقسمهم بالسوية وأعد لهم في الرعية وأبصرهم بالقضية وأعظمهم عند الله مزية وفي رواية وأرأفهم بالرعية وأعلمهم بالقضية وأعظمهم مزية يوم القيامة وفي الحلية بسنده عن أنس بن مالك بعثني النبي ص إلى أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمع يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي في علي بن أبي طالب قال أنه راية الهدى ومنار الايمان وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربي وصاحب رايتي يوم القيامة وبسنده عن أبي برزة قال رسول الله ص ان الله تعالى عهد إلي عهدا في علي فقلت يا رب بينه لي فقال اسمع فقلت سمعت فقال إن عليا راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين من أحبه أحبني ومن أبغضه أبغضني فبشره بذلك فجاء علي فبشرته إلى أن قال قلت اللهم أجل قلبه وأجعل ربيعه الايمان فقال الله قد فعلت به ذلك ثم أنه رفع إلى أنه سيخصه من البلاء بشئ لم يخص به أحدا من أصحابي فقلت يا رب أخي وصاحبي فقال أن هذا شئ قد سبق أنه مبتلى ومبتلى به...
أدلة إمامته وهي أمور كثيرة نذكر منها هنا بعضها:
الأول وجوب العصمة في الامام بالدليل الذي دل على وجوب العصمة في النبي فكما أنه لا يجوز كون النبي غير معصوم لأن صدور الذنب منه يسقط منزلته من القلوب ولا يؤمن معه زيادته في الشريعة وتنقيصه منها ويوجب عدم الوثوق بأقواله وأفعاله وهو ينافي الغرض المقصود من إرساله ونقض الغرض قبيح فلا يمكن صدوره من الله تعالى. كذلك لا يجوز كون الامام غير معصوم لأن النبي مبلغ للشرع إلى الأمة عن الله تعالى والامام مبلغ له إليهم عن النبي وحافظ له من الزيادة والنقصان فان الإمامة رياسة عامة في أمور الدين والدنيا لشخص من الأشخاص نيابة عن النبي ص هكذا عرفها جميع علماء الاسلام وصدور الذنب من الامام يسقطه من النفوس ولا يؤمن معه زيادته في الشريعة وتنقيصه منها مع كونه منصوبا لحفظها من ذلك، ويوجب عدم الوثوق بأقواله وأفعاله وهو ينافي الغرض المقصود من إمامته فالدليل الذي دل على عصمة النبي ص بعينه دال على عصمة الامام وقد أجمعت الأمة على أنه لا معصوم بعد النبي ص سوى علي وولده لأن الأمة بين قولين إما لا معصوم أصلا أو انحصار المعصوم فيهم فإذا دل الدليل على وجوب عصمة الامام كانوا هم الأئمة. ومما يدل على عصمته وعصمة الأئمة من ذريته ع آية التطهير، ومرت في سيرة الزهراء ع في الجزء الثاني وأحاديث الثقلين وباب حطة وسفينة نوح وغيرها وتأتي هنا انش.
الثاني ما رواه الطبري في تاريخه وتفسيره والبغوي والثعلبي في تفسيره والنسائي في الخصائص وصاحب السيرة الحلبية ورواه من ثقات أصحابنا ومحدثيهم محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي والشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في مجالسه جميعا بأسانيدهم المتصلة وقد مرت رواياتهم بأسانيدهم المتصلة في الجزء الثاني من هذا الكتاب في السيرة النبوية ونعيد ذكرها هنا باختصار وإن لزم بعض التكرار. قال الطبري في تاريخه: حدثنا ابن حميد حدثنا سلمة حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين دعاني رسول الله ص إلى أن قال فاصنع لنا صاعا من طعام وأجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسا من لبن والعس القدح الكبير ثم أجمع لي بني عبد المطلب ففعلت ما أمرني ثم دعوتهم وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فلما وضعت الطعام تناول جذبة من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال خذوا باسم الله فأكلوا حتى ما لهم بشئ حاجة وما أرى إلا موضع أيديهم وأيم الله إن كان الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم وشربوا من ذلك العس حتى رووا جميعا وأيم الله إن كان الواحد منهم ليشرب مثله فلما أراد أن يكلمهم بدره أبو لهب فقال لشد ما سحركم صاحبكم فتفرقوا ولم يكلمهم. ثم فعل مثل ذلك في اليوم الثاني فأكلوا وشربوا فقال يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم فأحجم القوم جميعا وقلت وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فاخذ برقبتي ثم قال أن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا فقاموا يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع اه. كبر عليهم أن يسمعوا ويطيعوا لشاب حدث السن عمره بين العشرة والخمس عشرة سنة رمص العين حمش الساق عظيم البطن وكل ذلك يوجب عدم الروعة في عين الرائي وقالوا في أنفسهم كيف يؤمر غلام صغير السن ليس في مرآه روعة على مشيخة قومه وكهولهم وفيهم أعمامه وأبوه شيخ الأبطح ان هذا لعجيب يوجب الضحك فضحكوا منه ولم يعلموا أن هذا الغلام الحدث السن الرمص العين العظيم البطن الحمش الساق سيكون له شأن عظيم فيكون باب مدينة علم المصطفى وحامل لواء الاسلام ومشيد أركانه ورافع بنيانه ومنسي شجاعة الشجعان وجامع أعلى صفات الفضل وحاوي أرفع وأعظم مزايا النبل ومشيد مجد لبني عبد المطلب وعامة العرب لا تهدمه الأيام مهما تطاولت ومخلد ذكر لهم لا تمحوه الأعوام مهما تعاقبت وأنه هو خليفة الرسول في أمته وأنه لا يصل إلى مرتبته أحد منهم ولا من غيرهم وكان النبي ص قال لهم في نفسه وبلسان حاله مهلا يا بني عبد المطلب ستعلمون عن قريب أنني لم أخطئ في تقديمه عليكم وستصدق أفعاله أقوالي فيه، ولا شك أن جملة من شبانهم وكهولهم الذين هم أعلى منه سنا وأروع منظرا في رأي العين أخذهم الحسد عند ذلك الذي يأخذ أمثالهم في مجرى العادة في مثل هذا المقام كما أخذ قابيل ابن أبيهم آدم وأخذ أخوة يوسف ع فكان ذلك سببا في زيادة ضحكهم وتعجبهم وغطى ما رأوه من المعجزة ولا شك أن أبا لهب كان أشدهم ضحكا ونفورا حتى أوهمهم أن هذه المعجزة نوع من السحر الشديد، أما أبو طالب فكان مسرورا أشد السرور بما رأى من كرامة ولده وعلو شانه الذي انضم إلى ما كان يراه فيه من مخايل النجابة والنبل ومن أعلم بالولد من الوالد وكان عالما بصدق النبي ص فيما أدعاه وزاده يقينا ما رآه من المعجز لكنه لم يستطع مجابهة قومه باظهار ما في نفسه وإن كان شاركهم في الضحك ولا نخاله فما ضحكه إلا ضحك سرور لا ضحك استهزاء وإن

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست