responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 329

بني مروان شتموه ستين سنة فلم يزده الله بذلك الا رفعة وإن الدين لم يبن شيئا فهدمته الدنيا وإن الدنيا لم تبن شيئا إلا عادت على ما بنته فهدمته اه وحكي ابن أبي الحديد عن شيخه أبي جعفر الإسكافي. ما يدل على أن اشتهار فضائله وانتشارها كان قبل ظهور دولة بني أمية وأن في زمان بني أمية لم يجسر أحد على رواية خبر عنه فضلا عن أن يروي له فضيلة وهذا مما يبطل ما زعمه هذا البعض في سبب انتشار فضائله قال أبو جعفر: قد صح أن بني أمية منعوا من اظهار فضائل علي وعاقبوا ذاكر ذلك والراوي له حتى أن الرجل إذا روى عنه حديثا لا يتعلق بفضله بل بشرائع الدين لا يتجاسر على ذكر اسمه فيقول عن أبي زينب قال فالأحاديث الواردة في فضله لو لم تكن في الشهرة والاستفاضة وكثرة النقلة إلى غاية بعيدة لانقطع نقلها للخوف والتقية من بني مروان مع طول المدة وشدة العداوة ولولا أن لله تعالى في هذا الرجل سرا يعلمه من يعلمه لم يرو في فضله حديث ولا عرفت له منقبة اه فهذا هو السبب في انتشار فضائله لا ما ذكره هذا البعض. كيف وكثير من الصحابة كانوا منحرفين عنه فسعد وابن عمر لم يبايعاه بعد قتل عثمان وبايع الثاني يزيد بن معاوية بعد ذلك وغيرهما من الصحابة لم يبايعه كمحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد وغيرهما فلم يجبرهم واعتزلوا فقال هؤلاء قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل وأهل الجمل نكثوا بيعته وهم من الصحابة وعداوة ابن الزبير له معلومة ولما روت أم المؤمنين حديث خروج النبي ص في مرضه قالت متوكئا على الفضل ورجل آخر وكان الآخر عليا فلم يسعها التصريح باسمه وقولها وسجودها لما جاءها نعيه مشهور وفي كشف الغمة عن يونس بن جيب النحوي قال قلت للخليل بن أحمد أريد أن أسألك عن مسالة فتكتمها علي فقال قولك يدل على أن الجواب أغلظ من السؤال فتكتمه أنت أيضا قلت نعم أيام حياتك قال سل: قلت ما بال أصحاب رسول الله ص ورحمهم كأنهم كلهم بنو أم واحدة وعلي بن أبي طالب من بينهم كأنه ابن علة [1] فقال أن عليا تقدمهم اسلاما وفاقهم علما وبذهم شرفا ورجحهم زهدا وطالهم جهادا والناس إلى أشكالهم واشباههم أميل منهم إلى من بان منهم اه وروى الصدوق في الأمالي وعلل الشرائع بسنده عن ابن دريد عن الرياشي عن أبي زيد النحوي سعيد بن أوس الأنصاري قال سالت الخليل بن أحمد العروضي لم هجر الناس عليا وقرباه من رسول الله ص قرباه وموضعه من المسلمين موضعه وغناؤه في الاسلام غناؤه فقال بهر والله نوره أنوارهم وغلبهم على صفو كل منهم والناس إلى أشكالهم أميل أ ما سمعت الأول حيث يقول:
- كل شكل لشكله ألف * أ ما ترى الفيل يألف الفيلا - قال وانشدنا الرياشي في معناه للعباس بن الأحنف:
- وقائل كيف تهاجرتما * فقلت قولا فيه انصاف - - لم يك من شكلي فهاجرته * والناس أشكال وآلاف - وقال ابن شهرآشوب في المناقب: قيل لمسلمة بن نميل ما لعلي رفضه العامة وله في كل خير ضرس قاطع فقال لأن ضوء عيونهم قصير عن نوره والناس إلى أشكالهم أميل. وقال الشعبي ما ندري ما نصنع بعلي بن أبي طالب إن أحببناه افتقرنا أي لمعاداة الناس لنا وإن أبغضناه كفرنا وروي أن عليا ع ناشد الناس في الرحبة أيكم سمع رسول الله ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا وأنس بن مالك حاضر لم يقم فقال له ما يمنعك أن تقوم فقال كبرت ونسيت فقال اللهم إن كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة فبرص قال طلحة بن عمير فوالله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك أبيض بين عينيه وكان يقول هذا من دعوة العبد الصالح قال ابن أبي الحديد وروى أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن أن عليا نشد الناس من سمع رسول الله ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فشهد له قوم وامسك زيد بن أرقم فلم يشهد وكان يعلمها فدعا عليه بذهاب البصرة فعمي فكان يحدث الناس بهذا الحديث بعد ما كف بصره. وحال حسان بن ثابت معه واضحة حتى رماه بقتل عثمان في أبياته المشهورة. وحال أبي موسى الأشعري وتخذيله عنه الناس بالكوفة يوم الجمل وهو عامله وخلعه له من الخلافة يوم الحكمين غير خفية. وأمر معاوية وعمرو بن العاص معه وهما من الصحابة معلوم وجملة من الصحابة كانوا منحازين إلى بني أمية يمالؤونهم ويداهنونهم وينالون من دنياهم ويلون لهم الأعمال كالنعمان بن بشير وأبي هريرة والمغيرة بن شعبة وأمثالهم وجملة منهم أخذوا الأموال الطائلة وولوا الولايات الجليلة ليرووا لبني أمية في ذمة ما شاؤوا مثل أن آية ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد نزلت في علي بن أبي طالب.
حكى ابن أبي الحديد عن شيخه أبي جعفر الإسكافي أنه قال أن معاوية بذل لسمرة بن جندب وهو صحابي مائة ألف درهم حتى يروي أن هذه الآية نزلت في علي وأن الآية الثانية نزلت في ابن ملجم ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله فلم يقبل فبذل له أربعمائة ألف درهم فقبل وروى ذلك وليرووا لهم أنه غاظ رسول الله ص بخطبته بنت أبي جهل حتى قام في ذلك خطيبا وحتى نظم ذلك مروان بن أبي حفصة في قصيدته اللامية متقربا به إلى العباسيين فقال:
- وغاظ رسول الله إذ غاظ بنته * بخطبته بنت اللعين أبي جهل - وحكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن شيخه أبي جعفر الإسكافي أن أبا هريرة روى ذلك وأن الحديث مشهور من رواية الكرابيسي ثم قال ابن أبي الحديد أن الحديث مخرج أيضا من صحيحي مسلم والبخاري عن المسور بن مخرمة الزهري اه ولم يتفطن من افتعل هذا الحديث إلى أنه يؤول إلى القدح في الرسول ص والعياذ بالله فإنه ليس له أن يغضب مما أحله الله وأباحه. قال أبو جعفر الإسكافي: وكان أبو مسعود الأنصاري منحرفا عن علي واستشهد لذلك بعدة روايات واستقصاء ذلك يطول به الكلام ولم يكن لكثير منهم الحرص على اثبات مناقبه واظهارها الا نفر يسير استولى عليهم الخوف والاضطهاد وفي أي زمان كان يجسر أحد على ذكر فضائله أ في زمن بني أمية الذين منعوا أن يسمى أحد باسمه أو يكنى بكنيته ومنعوا من ذكره والرواية عنه وجعلوا سبه على المنابر في الأعياد والجمعات كفرض الصلاة ثمانين سنة أو أكثر وكان الناس يتقربون إليهم بذمه واخفي قبره بعد موته خوفا منهم أم في زمان بني العباس وحالهم مع ذريته وشيعته معلومة حتى بنوا عليهم الحيطان وقتلوهم وشردوهم عن الأوطان والقوهم في المطامير وكانت الناس تتقرب إليهم بتقديم غيره بل بذمه وحال المتوكل في


[1] ابن العلة بفتح العين وتشديد اللام هو الأخ لأم وحدها أي الأخ من الأب دون الأم وأبناء العلات الأخوة لأمهات شتى وأبوهم واحد والعلة مأخوذة من العل وهو الشرب الثاني والشرب الأول يسمى النهل فكأن أباه عل منها بعد أن نهل من غيرها قال الشاعر:
- أفي الولائم أولاد لواحدة * وفي الوقائع أولاد لعلات -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست