responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 323

صفته ع في أخلاقه واطواره وسيرته روى جماعة منهم أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء وابن عبد البر المالكي في الاستيعاب وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ومحمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول وغيرهم بأسانيدهم أنه دخل ضرار بن ضمرة الكناني وفي الاستيعاب الصدائي بدل الكناني على معاوية فقال له صف لي عليا قال اعفني قال لتصفنه قال اما كان إذا لا بد من وصفه فإنه:
كان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس بالليل ووحشته وكان غزير الدمعة طويل الفكرة يقلب كفه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما خشن ما قصر خ ل ومن الطعام ما جشب وكان فينا كأحدنا يدنينا إذا أتيناه ويجيبنا إذا سألناه ويأتينا إذا دعوناه وينبئنا إذا استنبأناه ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له فان تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يعظم أهل الدين ويقرب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين فكأني أسمعه الآن وهو يقول: يا ربنا يا ربنا يتضرع إليه ثم يقول: يا دنيا غري غيري إلي تعرضت أم إلي تشوفت هيهات هيهات قد بتتك ثلاثا لا رجعة فيها فعمرك قصير وخطرك كبير وعيشك حقير آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق. فبكى معاوية ووكفت دموعه على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء.
وقال: رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار؟
قال حزن من ذبح ولدها بحجرها فهي لا ترقا عبرتها ولا يسكن حزنها ثم خرج. وفي الاستيعاب سئل الحسن البصري عن علي بن أبي طالب فقال:
كان والله سهما صائبا من مرامي الله على عدوه رباني هذه الأمة وذا فضلها وذا سابقتها وذا قرابتها من رسول الله ص لم يكن بالنؤومة عن أمر الله ولا بالملومة في دين الله ولا بالسروقة لمال الله اعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة، ثم قال للسائل ذاك علي بن أبي طالب يا لكع. وفي البيان والتبيين: عن عبد الملك بن عمير قال سئل الحارث بن أبي ربيعة الملقب بالقباع عن علي بن أبي طالب فقال كم كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم بكتاب الله والفقه بالسنة والهجرة إلى الله ورسوله والبسطة في العشيرة والنجدة في الحرب والبذل للماعون اه وفي البيان والتبيين:
قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه لصعصعة بن صوحان والله ما علمتك الا كثير المعونة قليل المئونة فجزاك الله خيرا فقال صعصعة وأنت فجزاك الله أحسن من ذلك فإنك ما علمتك إلا بالله عليم والله في عينك عظيم. وفي حلية الأولياء بسنده عن عنبسة النحوي: شهدت الحسن بن أبي الحسن وأتاه رجل من بني ناجية فقال يا أبا سعيد بلغنا انك تقول: لو كان علي يأكل من خشف المدينة لكان خيرا له مما صنع فقال الحسن يا ابن أخي كلمة باطل حقنت بها دما، والله لقد فقدوه سهما من مرامي الله والله ليس بسروقة لمال الله ولا بنؤمة عن أمر الله اعطى القرآن عزائمه فيما عليه وله أحل حلاله وحرم حرامه حتى أورده ذلك على حياض غدقة ورياض مونقة ذاك علي بن أبي طالب يا لكع. ومما جاء في صفته ع كما في الاستيعاب: أنه كان شديد الساعد واليد وإذا مشى للحرب هرول ثبت الجنان قوي شجاع منصور على من لاقاه: وفي الاستيعاب بسنده عن أبجر بن جرموز عن أبيه: رأيت علي بن أبي طالب يخرج من مسجد الكوفة وعليه قطريتان متزر بالواحدة مرتد بالأخرى وإزاره إلى نصف الساق وهو يطوف في الأسواق ومعهم دره يأمرهم بتقوى الله وصدق الحديث وحسن البيع والوفاء بالكيل والميزان اه.
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: كان علي إذا ورد عليه مال لم يبق منه شيئا إلا قسمه ولا يترك في بيت المال منه إلا ما يعجز عن قسمته في يومه ذلك ويقول يا دنيا غري غيري ولم يكن يستأثر من الفئ بشئ ولا يخص به حميما ولا قريبا ولا يخص بالولايات إلا أهل الديانات والأمانات وإذا بلغه عن أحدهم خيانة كتب إليه: قد جاءتكم موعظة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين وما انا عليكم بحفيظ. إذا أتاك كتابي هذا فاحفظ بما في يديك من عملنا حتى نبعث إليك من يتسلمه منك ثم يرفع طرفه إلى السماء فيقول اللهم انك تعلم اني لم آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقك اه. قال وخطبه ومواعظه ووصاياه لعماله إذ كان يخرجهم إلى أعماله كثيرة مشهورة. وقال ابن أبي الحديد قال صعصعة بن صوحان وغيره من شيعته وأصحابه: وكان فيها كأحدنا لين جانب وشدة تواضع وسهولة قياد وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف على رأسه.
وقال ابن عبد البر في موضع آخر: اجمعوا على أنه صلى القبلتين وهاجر وشهد بدرا والحديبية وسائر المشاهد وانه أبلى ببدر وبأحد وبالخندق وبخيبر بلاء عظيما وانه أغنى في تلك المشاهد وقام فيها المقام الكريم وكان لواء رسول الله ص بيده في مواطن كثيرة وكان يوم بدر بيده على اختلاف ولما قتل مصعب بن عمير يوم أحد وكان اللواء بيده دفعه رسول الله ص إلى علي ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله ص منذ قدم المدينة الا تبوك فإنه خلفه على المدينة وعلى عياله بعده وقال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي اه. وفي الإصابة ربي في حجر النبي ص ولم يفارقه وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى وزوجه بنته فاطمة وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد ولما آخى النبي ص بين أصحابه قال له أنت أخي ومناقبه كثيرة اه. وقد تجمعت في صفاته الأضداد. قال الشريف الرضي في مقدمة نهج البلاغة: ومن عجائبه ع التي انفرد بها وأمن المشاركة فيها ان كلامه في الزهد والمواعظ إذا تأمله المتأمل وخلع من قلبه أنه كلام مثله ممن عظم قدره ونفذ أمره وأحاط بالرقاب ملكه لم يعترضه الشك في أنه كلام من لاحظ له في غير الزهادة ولا شغل له بغير العبادة قد قبع في كسر بيت أو انقطع إلى سفح جبل لا يسمع إلا حسه ولا يرى إلا نفسه ولا يكاد يوقن بأنه كلام من انغمس في الحرب مصلتا سيفه فيقطع الركاب ويجندل الابطال ويعود به ينطف دما ويقطر مهجا وهو مع تلك الحال زاهد الزهاد وبدل الابدال وهذه من فضائله العجيبة وخصائصه اللطيفة التي جمع فيها بين الأضداد وكثيرا ما أذاكر الاخوان بها واستخرج عجبهم منها وهي موضع للعبرة بها والفكرة فيها اه. وقال ابن أبي الحديد في الشرح ما حاصله: كان أمير المؤمنين ع ذا أخلاق متضادة منها ما ذكره الرضي وهو موضع التعجب لان الغالب على أهل الشجاعة والجرأة أن يكونوا ذوي قلوب قاسية وفتك وتمرد والغالب على أهل الزهد والاشتغال بالمواعظ أن يكونوا ذوي رقة ولين وهاتان حالتان متضادتان وقد اجتمعتا له ع ومنها أن الغالب على ذوي الشجاعة واراقة الدماء أن يكونوا ذوي أخلاق سبعية وطباع وحشية وكذلك الغالب على أهل الزهادة أن يكونوا

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست