responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 313

وساء ما به أشرتم وشر ما منه اعتضتم لتجدن والله محمله ثقيلا وغبه وبيلا إذا كشف لكم الغطاء وبان ما وراء الضراء وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون وخسر هنالك المبطلون. ثم عطفت على قبر النبي ص وقالت:
- قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب - - إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب [1] - قال صاحب بلاغات النساء:
فما رأينا يوما كان أكثر باكيا ولا باكية من ذلك اليوم. قال السيد المرتضى والشيخ الطوسي في روايتهما وغيرهما ثم انكفأت وأمير المؤمنين ع يتوقع رجوعها إليه ويتطلع طلوعها عليه فلما استقرت بها الدار قالت لأمير المؤمنين ع يا ابن أبي طالب اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحيلة أبي وبلغة وبليغة خ ل ابني لقد اجهد في خصامي وألفيته ألد في كلامي حتى حبستني قيلة نصرها والمهاجرة وصلها وغضت الجماعة دوني طرفها فلا دافع ولا مانع ولا ناصر ولا شافع خرجت كاظمة وعدت راغمة أضرعت خدك يوم أضعت جدك افترست الذئاب وافترشت التراب ما كففت قائلا ولا أغنيت طائلا ولا خيار لي ليتني مت قبل منيتي ودون ذلتي عذيري الله منك عاديا وفيك حاميا ويلاي في كل شارق ويلاي في كل غارب مات العمد ووهت العضد وشكواي إلى أبي وعدواي إلى ربي اللهم انك أشد قوة وحولا واحد بأسا وتنكيلا فقال لها أمير المؤمنين ع لا ويل لك بل الويل لشانئك نهنهي عن وجدك يا ابنة الصفوة وبقية النبوة فما ونيت عن ديني ولا أخطأت مقدوري فان كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون وكفيلك مأمون وما أعد لك أفضل مما قطع عنك فاحتسبي الله فقالت حسبي الله وأمسكت وهذا اللوم والتأنيب من الزهراء لأمير المؤمنين ع لا ينافي عصمته وعصمتها وعلو مقامهما فما هو الا مبالغة في انكار المنكر واظهار لما لحقها من شدة الغيظ كما فعل موسى ع لما رجع إلى قومه غضبان أسفا وألقى الألواح وأخذ براس أخيه وشريكه في الرسالة يجره إليه. وفي السيرة الحلبية: في كلام سبط ابن الجوزي ان أبا بكر كتب لفاطمة بفدك ودخل عليه عمر فقال ما هذا قال كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها فقال فما ذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى ثم اخذ الكتاب فشقه.
وقال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة قال عمر لأبي بكر رض: انطلق بنا إلى فاطمة فانا قد أغضبناها فانطلقا جميعا فاستاذنا على فاطمة فلم تأذن لهما فاتيا عليا فكلماه فادخلهما عليها فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط فسلما عليها فلم ترد ع فتكلم أبو بكر فقال: يا حبيبة رسول الله والله ان قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي وانك لأحب إلي من عائشة ابنتي ولوددت يوم مات أبوك اني مت ولا أبقى بعده أ فتراني أعرفك واعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله ص الا أني سمعت أباك رسول الله ص يقول لا نورث ما تركناه فهو صدقة فقالت أ رأيتكما ان حدثتكما حديثا عن رسول الله ص تعرفانه وتفعلان به قالا نعم فقالت نشدكما الله أ لم تسمعا رسول الله ص يقول: رضى فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي فمن أحب فاطمة ابنتي أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن اسخط فاطمة فقد أسخطني قالا نعم سمعناه من رسول الله ص قالت فاني أشهد الله وملائكته إنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي ص لأشكونكما إليه فقال أبو بكر انا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ثم انتحب يبكي حتى كادت نفسه ان تزهق وهي تقول والله لأدعون الله عليك في كل صلاة اصليها ثم خرج باكيا إلى أن قال فلم يبايع علي حتى ماتت فاطمة ولم تمكث بعد أبيها الا خمسا وسبعين ليلة اه وبقيت فدك في يد الخليفة الأول ثم في يد الخليفة الثاني ثم في يد الخليفة الثالث ثم اقطعها الخليفة الثالث مروان بن الحكم فوهبها مروان لولديه عبد الملك وعبد العزيز وقيل إن الذي اقطعها مروان هو معاوية.
وفي كتاب وفاء الوفا ما لفظه: قال الحافظ ابن حجر انما اقطع عثمان فدك لمروان لأنه تأول ان الذي يختص بالنبي ص يكون للخليفة بعده فاستغنى عثمان عنها بأمواله فوصل بها بعض قرابته اه ولما ولي علي الخلافة لم يأخذها وهو أعلم بوجه الحكمة في عدم اخذها. فلما ولي عمر بن عبد العزيز ردها إلى ولد فاطمة فلما مات وولي يزيد بن عبد الملك اخذها منهم فلم تزل في يد بني مروان إلى أن ولي السفاح فدفعها إلى الحسن بن الحسن بن علي ليفرقها في ولد فاطمة فلما ولي المنصور وخرج عليه بنو الحسن قبضها منهم فلما ولي ابنه المهدي أعادها عليهم فلما ولي موسى الهادي قبضها منهم وبقيت في يد ملوك بني العباس حتى ولي المأمون فردها عليهم وكتب السجل بها وقرئ على المأمون فقام دعبل وأنشد:
- أصبح وجه الزمان قد ضحكا * برد مأمون هاشم فدكا - فلما ولي المتوكل أخذها منهم. ولله در دعبل حيث يقول:
- ارى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات - ما قاله الأستاذ أبو رية وفي مجلة الرسالة المصرية في العدد 518 من السنة 11 ص 457 كلام للأستاذ محمود أبو رية من أهل المنصورة، هذا لفظه: بقي أمر لا بد من أن نقول فيه كلمة صريحة ذلك هو موقف أبي بكر من فاطمة بنت الرسول رضي الله عنها وما فعل معها في ميراث أبيها لأننا إذا سلمنا بان خبر الآحاد الظني يخصص الكتاب القطعي وانه قد ثبت ان النبي قد قال إنه لا يورث وإنه لا تخصيص في عموم هذا الخبر فان أبا بكر كان يسعه ان يعطي فاطمة رضي الله عنها بعض تركة أبيها كان يخصها بفدك وهذا من حقه الذي لا يعارضه فيه أحد إذ يجوز للخليفة ان يخص من شاء بما شاء وقد خص هو نفسه الزبير بن العوام ومحمد بن سلمة وغيرهما ببعض

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست