responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 306

تزويج الزهراء بعلي ع في كشف الغمة روي عن أبي عبد الله ع أنه قال لولا أن الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفؤ على وجه الأرض قال وروى صاحب كتاب الفردوس عن النبي ص لولا علي لم يكن لفاطمة كفوء وفي مناقب ابن شهرآشوب قد اشتهر في الصحاح بالأسانيد عن أمير المؤمنين وابن عباس وابن مسعود وجابر الأنصاري وأنس بن مالك والبراء بن عازب وأم سلمة بألفاظ مختلفة ومعان متفقة أن أبا بكر وعمر خطبا إلى النبي ص فاطمة مرة بعد أخرى فردهما. وروى أحمد في الفضائل عن بريدة أن أبا بكر وعمر خطبا إلى النبي ص فاطمة فقال إنها صغيرة.
وروى محمد بن سعد كاتب الواقدي في الجزء الثامن من الطبقات الكبير بسنده أن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي ص فقال انتظر بها القضاء فذكر ذلك لعمر فقال له ردك ثم أن أبا بكر قال لعمر اخطب فاطمة إلى النبي ص فخطبها فقال له مثل ما قال لأبي بكر انتظر بها القضاء فأخبر أبا بكر فقال له ردك الحديث وبسنده عن بريدة أنه قال نفر من الأنصار لعلي عندك فاطمة فاتى رسول الله ص فسلم عليه فقال ما حاجة ابن أبي طالب قال ذكرت فاطمة بنت رسول الله ص قال مرحبا وأهلا لم يزده عليهما فخرج على أولئك الرهط وهم ينتظرونه قالوا ما وراءك قال ما أدري غير أنه قال لي مرحبا وأهلا قالوا يكفيك من رسول الله إحداهما أعطاك الأهل أعطاك المرحب الحديث. وروى ابن سعد بسنده خطب علي فاطمة فقال لها رسول الله ص ان عليا يذكرك فسكتت فزوجها وفي البحار عن الضحاك أن النبي ص قال لفاطمة ان علي بن أبي طالب ممن قد عرفت قرابته وفضله في الاسلام وإني سالت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبهم إليه وقد ذكر من أمرك شيئا فما ترين فسكتت فخرج وهو يقول الله أكبر سكوتها إقرارها.
خطبة النبي ص عند تزويجه فاطمة من علي ع في مناقب ابن شهرآشوب خطب رسول الله ص على المنبر في تزويج فاطمة خطبة رواها يحيى بن معين في أماليه وابن بطة في الإبانة باسنادهما عن أنس بن مالك مرفوعا قال ورويناها عن الرضا ع أقول هي في رواية المناقب أخصر فنذكرها برواية كشف الغمة وهي:
الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته المطاع بسلطانه المرهوب من عذابه المرغوب إليه فيما عنده النافذ أمره في أرضه وسمائه الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم باحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد ص ثم أن الله جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا وشج بها الأرحام وألزمها الأنام فقال تبارك اسمه وتعالى جده وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا فامر الله يجري إلى قضائه وقضاؤه يجري إلى قدره فلكل قضاء قدر ولكل قدر أجل ولكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. ثم أني أشهد أني قد زوجت فاطمة من علي وفي رواية المناقب ثم أن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي وقد زوجتها إياه على أربعمائة مثقال فضة أ رضيت قال رضيت يا رسول الله ثم خر لله ساجدا فقال النبي ص جعل الله فيكما الكثير الطيب وبارك فيكما. قال انس:
بارك الله عليكما وأسعد جدكما وجمع بينكما وأخرج منكما الكثير الطيب.
قال انس: والله لقد أخرج منهما الكثير الطيب.
خطبة علي عند تزويجه بفاطمة ع عن ابن مردويه أن النبي ص قال لعلي تكلم خطيبا لنفسك فقال:
الحمد لله الذي قرب من حامديه ودنا من سائليه ووعد الجنة من يتقيه وأنذر بالنار من يعصيه نحمده على قديم إحسانه وأياديه حمد من يعلم أنه خالقه وباريه ومميته ومحييه وسائله عن مساويه ونستعينه ونستهديه ونؤمن به ونستكفيه ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تبلغه وترضيه وأن محمدا عبده ورسوله ص صلاة تزلفه وتحظيه وترفعه وتصفيه وهذا رسول الله ص زوجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم فاسألوه وأشهدوا قال رسول الله ص قد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن وقد رضيت بما رضي الله فنعم الختن [1] أنت ونعم الصاحب أنت وكفاك برضى الله رضى ثم أمر النبي ص بطبق بسر [2] أو تمر وأمر بنهبه والروايات مختلفة في قدر مهر الزهراء ع وجنسه والصواب أنه كان خمسمائة درهم اثنتي عشرة أوقية ونصفا الأوقية أربعون درهما لأنه مهر السنة كما ثبت من طريق أهل البيت ع وما كان رسول الله ص ليعدوه في تزويج علي بفاطمة وتدل عليه روايات كثيرة. وفي رواية ابن سعد في الطبقات كان صداق بنات رسول الله ص ونسائه خمسمائة درهم اثنتي عشرة أوقية ونصفا أما ما دل على أنه أربعمائة مثقال كالخطبة السابقة فهو يقتضي أن يكون أكثر من خمسمائة درهم لأن كل سبعة مثاقيل عشرة دراهم فالخمسمائة درهم تبلغ ثلاثمائة وخمسين مثقالا لا أربعمائة الا أن يكون للمثقال أو الدرهم وزن آخر غير المشهور وقيل إنه كان أربعمائة وثمانين درهما حكاه في الاستيعاب ويدل عليه قول الحسين ع في خبر خطبة مروان أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر ليزيد بن معاوية: لو أردنا ذلك ما عدونا سنة رسول الله ص في بناته ونسائه وأهل بيته وهو اثنتا عشرة أوقية يكون أربعمائة وثمانين درهما وقوله قد زوجتها من ابن عمها القاسم على أربعمائة وثمانين درهما وفي رواية أن عليا ع باع بعيرا له بذلك المقدار وفي رواية أن المهر كان درع حديد وهي التي تسمى الحطمية [3] فباعها بهذا المقدار وفي رواية أنه كان درع حديد وبردا خلقا. وتدل بعض الأخبار على أن الدرع والبرد لم يكونا مهرا بل بيعا لذلك. وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا بسنده عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه ع عن علي ع قال قال لي رسول الله ص يا علي لقد عاتبني أرجال من قريش في أمر فاطمة وقالوا خطبناها إليك فمنعتنا وزوجت عليا فقلت لهم ما أنا منعتكم وزوجته بل الله منعكم وزوجه الحديث. قال ابن عبد البر في الاستيعاب ان رسول الله ص قال لها زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة وأنه لأول أصحابي اسلاما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ذكر ذلك في ترجمة علي ع.
ثم أن عليا ع أتى بالدراهم فصبها بين يدي رسول الله ص فقبض منها قبضة فأعطاها بلالا وقال ابتع لفاطمة طيبا وفي الاستيعاب أمر ص أن يجعل ثلثها في الطيب وفي رواية لابن سعد ثلثين في الطيب وثلثا في الثياب ثم قبض منها بكلتا يديه فأعطاه أبا بكر وقال ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب وأثاث البيت وأردفه بعمار وعدة من أصحابه فكانوا يعرضون الشئ على أبي بكر فان استصلحه اشتروه وقبض قبضة كانت ثلاثة وستين أو ستة


[1] الختن بفتحتين زوج البنت وهذه الرواية تنفي ما قاله أهل اللغة من أنه عند العرب كل من كان من قبل المرأة كالأب والأخ وأنه عند العامة زوج البنت.
[2] البسر بالضم ثمر النخيل قبل أن يصير رطبا.
[3] منسوبة إلى حطم بضم الحاء وفتح الطاء ابن محارب وكان يعمل الدروع.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست