responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 30

فمن التحامل على الآل عموما أنه إذا ذكر ذاكر فضيلة لأحدهم أو مزية امتاز بها امتقعت الوجوه وجاشت الصدور. وإذا روى راو شيئا من هذا القبيل رمي بالكذب والغلو. وإذا استدل مستدل بما روته الأئمة من علماء المسلمين في فضلهم ومناقبهم عمدوا أولا إلى سنده فقدحوا فيه جهد الاستطاعة ولو كان صحيحا ثم إلى تأويله ولو بالوجوه الضعيفة والتأويلات البعيدة ولو كانت دلالته واضحة وإذا مروا بالآيات الواردة فيهم ع صرفوها عنهم كما قالوا في آية التطهير إنها واردة في نسائه ص رغما عن تذكير الضمير وعن الأخبار الكثيرة الدالة على ورودها في الآل، وفي آية المباهلة أنها معارضة باجماع مزعوم كما فعله الرازي أو هونوا من شأنها.
ومن التحامل عليهم ع عدم ذكرهم في الصلاة على النبي ص من الأكثر، نطقا وكتابة فإذا ذكروا ذكر معهم الصحب مع ورود النهي عن عدم ذكرهم وتسميتها بالصلاة البتراء.
ومن التحامل عليهم انه إذا روى راو شيئا من خوارق العادة لهم ع قيل هذا غلو وهذا حديث منكر وصاحبه يروي المناكير ورمي بالانكار عن قوس واحد. وإذا روى صاحب إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري أن بعض الصحابة كانت تحدثه الملائكة حتى اكتوى فلما ترك ذلك عادت، تلقي بالقبول ولم يقل أحد أنه منكر أو فيه غلو أو مبالغة. وإذا ذكر ابن خلدون في مقدمته أن النبي ص قال إن فيكم محدثين لم يستنكر ذلك أحد وإذا روى الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب أن الخضر كان يمشي مع عمر بن عبد العزيز يسدده يراه هو ولا يراه الناس إلا بعض الصلحاء عدوا ذلك منقبة لعمر بن عبد العزيز ولم ينكره أحد وإذا قال قائل إن المهدي من آل محمد ص عاش طويلا كالخضر يراه الناس ولا يعرفونه بشخصه إلا بعض الصلحاء نسب إلى السخف كل ذلك خارج عن دائرة الإنصاف داخل في حيز التحامل والاعتساف.
ومن التحامل عليهم ع أنه لم يعد مذهبهم ومذهب فقهائهم مع المذاهب التي حصر التقليد فيها مع أن أئمة أهل البيت إن لم يكونوا أعلم من أهل المذاهب الأربعة فلا ينقصون عنهم بل مذهبهم أولى بالاتباع من بقية المذاهب لأنهم أخذوه عن آبائهم عن جدهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عن رسول الله ص عن جبرائيل عن الله تعالى كما قال الشيخ البهائي:
- ووال أناسا قولهم وحديثهم * روى جدنا عن جبرائيل عن الباري - وفيهم الذين اشتهروا بالفقه والتبحر في سائر علوم الدين كالإمام محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب وأبنه الإمام جعفر الصادق ع. وروى جابر الجعفي عن الباقر ع سبعين ألف حديث وسمي الباقر لأنه بقر العلم بقرا أي توسع فيه سماه بذلك جده رسول الله ص. وروى أبان بن تغلب عن الصادق ع ثلاثين ألف حديث. وقال الوشاء من أصحاب حفيده الإمام الرضا ع أدركت في مسجد الكوفة تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد. هذا ما أدركه راو واحد في عصر متأخر. وجمع الحافظ ابن عقدة أربعة آلاف رجل من الثقات الذين رووا عن جعفر ع ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلدان ومع ذلك لم يعدوا مذهبهما ومذاهب سائر أئمة أهل البيت في عداد مذاهب الفقهاء بل ولا سووهم على الأقل بمحمد بن الحسن الشيباني وأبي يوسف وأمثالهم مع أنهم مفاتيح باب مدينة العلم ومن علماء العترة التي لا يضل المتمسك بها، كما لا يضل المتمسك بكتاب الله تعالى بنص الرسول ص وفي هذا من التحامل وقلة الإنصاف ما لا يحتاج إلى بيان: وقالوا في علماء المذاهب الأربعة:
- وكلهم من رسول الله ملتمس * فيضا من البحر أو قطرا من النديم - ولم يجعلوا أحدا من أئمة أهل البيت ملتمسا من علوم جده لا فيضا من البحر ولا قطرا من الديم مع أن أباهم باب مدينة علم جدهم وهم دخلوا تلك المدينة من ذلك الباب والتمسوا من ذلك البحر العباب.
وصور الشعراني في ميزانه عين الشريعة وجعل لها سواقي إلى كل من الأئمة الأربعة وإلى الثوري وابن عيينة وابن جرير وعمر بن عبد العزيز والأعمش والشعبي وأسحق وعائشة وابن عمر وابن مسعود وعطاء ومجاهد والليث وداود فكل هؤلاء يستقي من عين الشريعة ولم يذكر أحدا من أئمة أهل البيت كالسجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا وغيرهم ولا أمهم الزهراء البتول بضعة الرسول ص ولا ابن عباس حبر الأمة الذي قيل فيه أنه يحفظ ثلثي علم رسول الله ص وجعلهم محرومين من عين شريعة جدهم مطرودين عنها وهم أهلها وأحق بها من الثوري والأعمش وابن عيينة وضرابهم، وهل كان السجاد يقصر عن الثوري والصادق عن أبي حنيفة والباقر عن الشافعي والكاظم عن ابن حنبل والرضا عن مالك والجواد عن ابن عيينة والهادي عن عمر بن عبد العزيز والعسكري عن الأعمش والشعبي وأسحق واضرابهم والزهراء عن عائشة وابن عباس عن ابن عمر وابن مسعود، فأي قلة انصاف وتحامل أشد من هذا مع أن المنفلوطي في منامه الصادق لم ير هذه العين.
ومن التحامل على أمير المؤمنين ع انكار سبقه إلى الاسلام وانفراده بسد الأبواب إلا بابه وعدم الاعتناء بمبيته على الفراش ليلة الغار وعدم التنويه بذلك. ورواية ما يقتضي مشاركته في الفضائل التي انفرد بها. مثل انا مدينة العلم وعلي بابها. ومثل أقضاكم علي فأضيف إليها وأقرأكم زيد وتشريك غيره معه في الشجاعة فيقال كشجاعة علي وخالد والتهوين من شجاعته وبلائه يوم بدر ومناظرة ذلك بالعريش وتطلب الاعذار لمن نازعه وحاربه وسبه على المنابر بالاجتهاد وإنكار تفضيله على جميع الصحابة تارة بالاجماع وأخرى بروايات مصادمة للبديهة وثالثة بتأويل الفضل بأكثرية الثواب وحمل قصة براءة على عادات العرب التي جاء الاسلام لمحوها إلى غير ذلك مما يجده المتتبع المنصف.
ومن التحامل على الزهراء ع تفضيل إحدى أمهات المؤمنين عليها مع ما ورد إنها سيدة نساء العالمين.
ومن التحامل على السبطين ع رواية ما يعارض حديث إنهما سيدا شباب أهل الجنة إلى غير ذلك.
ولسنا نريد بما ذكرناه استقصاء مواقع التحامل على أهل البيت ع فان ذلك أمر يطول شرحه ولا تفي به هذه العجالة وإنما نريد ذكر نموذج من ذلك.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست