responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 294

القيامة وعطشه وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا ارحامكم وغضوا عما لا يحل النظر إليه ابصاركم وعما لا يحل الاستماع إليه اسماعكم وتحننوا على أيتام الناس يتحنن الله على أيتامكم وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم فإنها أفضل الساعات ينظر الله عباده فيها بالرحمة ويجيبهم إذا ناجوه ويلبيهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه أيها الناس من حسن في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ومن خفف فيه عما ملكت يمينه خفف الله حسابه ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ومن تطوع فيه بصلاة كتب له براءة من النار ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور ومن كثر فيه من الصلاة ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين ومن تلا فيه آية من القرآن كان له اجر من ختم القرآن في غيره ألا ان أبواب الجنة مفتحة فيه فاسألوا ربكم لا يغلقها عنكم وأبواب النار مغلقة فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم.
خطبته ص في حجة الوداع يوم العيد بمنى رواها ابن عبد ربه في العقد الفريد والحسن بن علي بن شعبة الحلبي في تحف العقول وغيرهما.
الحمد لله نحمده ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعة الله واستفتح بالذي هو خير أما بعد أيها الناس اسمعوا مني ما أبين لكم فاني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا أيها الناس ان دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا الا هل بلغت اللهم اشهد فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى الذي ائتمنه عليها وان ربا الجاهلية موضوع وان أول ربا ابدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب وان دماء الجاهلية موضوعة وان أول دم ابدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب [1] وان ماثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر ففيه مائة بعير فمن زاد فهو من أهل الجاهلية أيها الناس أن الشيطان قد يئس ان يعبد في أرضكم هذه ولكنه رضي ان يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم أيها الناس انما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله وان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض [2] وان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر [3] الذي بين جمادي وشعبان الا هل بلغت اللهم أشهد أيها الناس أن لنسائكم عليكم حقا وان لكم عليهن حقا لكم عليهن ان لا يوطئن فرشكم غيركم ولا يدخلن أحدا تكرهونه لبيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة فان فعلن فان الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فان انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وإنما النساء عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا الا هل بلغت اللهم اشهد أيها الناس المؤمنون اخوة ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفسه الا هل بلغت اللهم اشهد فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم أعناق بعض فاني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي الا هل بلغت اللهم اشهد أيها الناس إن ربكم واحد وان أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله أتقاكم ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى الا هل بلغت قالوا نعم قال فليبلغ الشاهد منكم الغائب أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية في أكثر من الثلث والولد للفراش وللعاهر الحجر من ادعى إلى غير أبيه أو تولي غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي أمامة وقال صحيح على شرط مسلم سمعت رسول الله ص يقول وهو يخطب الناس على ناقته الجدعاء في حجة الوداع: يا أيها الناس أطيعوا ربكم وصلوا خمسكم وأدوا زكاة أموالكم وصوموا شهركم وأطيعوا ذا امركم تدخلوا جنة ربكم.
وصيته ص لمعاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن يا معاذ علمهم كتاب الله وأحسن أدبهم على الأخلاق الصالحة وانزل الناس منازلهم خيرهم وشرهم وعليك بالرفق والعفو في غير ترك للحق.
وليكن أكثر همك الصلاة فإنها رأس الاسلام بعد الاقرار بالدين وذكر الناس بالله واليوم الآخر واتبع الموعظة فإنه أقوى لهم على العمل بما يحب الله ثم بث فيهم المعلمين ولا تخف في الله لومة لائم وأوصيك بتقوى الله وصدق الحديث والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وترك الخيانة ولين الكلام وبذل السلام وحفظ الجار ورحمة اليتيم وحسن العمل وقصر الأمل وحب الآخرة والجزع من الحساب وكظم الغيظ وخفض الجناح واحدث لكل ذنب توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية.
صفة العاقل والجاهل قال ص: صفة العاقل ان يحلم عمن جهل عليه ويتجاوز عمن ظلمه ويتواضع لمن هو دونه ويسابق من فوقه في طلب البر وإذا أراد أن يتكلم تدبر فإن كان خيرا تكلم فغنم وإن كان شرا سكت فسلم وإذا عرضت له فتنة استعصم الله وامسك يده ولسانه وإذا رأى فضيلة التهز بها لا يفارقه الحياء ولا يبدو منه الحرص فتلك عشر خصال يعرف بها العاقل.


[١] كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل قاله ابن هشام.
[٢] قال الزمخشري في الفائق وتبعه ابن الأثير في النهاية: المعنى أن أهل الجاهلية كانوا يقاتلون في المحرم وينسؤون تحريمه إلى صفر فإذا دخل صفر نسؤوه أيضا وهكذا إلى أن تمضي السنة فلما جاء الاسلام رجع الامر إلى نصابه ودارت السنة بالهيئة الأولى (وفي السيرة الحلبية) كان أهل الجاهلية يؤخرون الحج في كل عام أحد عشر يوما حتى يدور الدور إلى ثلاث وثلاثين سنة فيعود إلى وقته فلذلك قال إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض فإن هذه الحجة كانت في السنة التي عاد فيها الحج إلى وقته (وروى) ابن سعد في الطبقات بسنده عن مجاهد قال كانت الجاهلية يحجون في كل شهر من شهور السنة عامين أي كانوا يحجون في المحرم مثلا مرتين في عامين متواليين ثم يحجون في صفر كذلك وهكذا فوافق حج النبي " ص " في ذي الحجة فقال هذا يوم استدار الزمان كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض " اه‌ ".
[3] في الفائق للزمخشري أضاف رجبا إلى مضر لانهم كانوا يعظمونه.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست