responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 292

اختراع الأحاديث عن النبي ص ولا عن ادعاء أشياء على الخلفاء الأولين لا تتفق مع سيرتهم. هذه الفترة الأخيرة لا يمكن الاعتماد على ما دون فيها دون تمحيصه بغير تأثر بالأهواء ويجب ان نرد مما وقع الخلاف عليه كل ما لا يتفق مع القرآن اما صدر الاسلام إلى مقتل عثمان فيمكن الاعتماد على ما يروى مباشرة عنه انتهى ملخصا.
ونقول: تفريقه بين الفترة الأولى والفترة الثانية بان الأولى بقي اتفاق المسلمين فيها تاما لم تغيره روايات الاختلاف على الخلافة الخ والثانية وقع الاختلاف فيها بين المسلمين وقامت الحروب ودخلتها الأهواء السياسية غير صحيح لأمور:
الأول: ان الفترة الأولى كان الاختلاف فيها على الخلافة موجودا من أولها فعلي كان يرى نفسه أحق بها وما زال يتظلم طوال حياته وبنو هاشم جميعا كانوا معه وكثير من غيرهم وسعد طلبها لنفسه ولم يبايع وسكن حوران وقتلته الجن بسهم المغيرة بن شعبة، وروى الطبري قال:
أتى عمر منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف الحديث ويرحم الله مهيارا حيث يقول:
- وكيف صبرتم الاجماع حجتكم * والناس ما اتفقوا طوعا ولا اجتمعوا - - أمر علي بعيد عن مشورته * مستكره فيه والعباس يمتنع - - وتدعيه قريش بالقرابة * الأنصار لا خفض فيه ولا رفع - - فأي خلف كخلف كان بينكم * لولا تلفق أخبار وتصطنع - ووقع الخلاف فيها بين الزهراء والخليفة الأول على فدك وعلى الميراث وماتت فاطمة وهي واجدة عليه كما رواه البخاري وانفرد برواية نحن معاشر الأنبياء لا نورث ولم توافقه على ذلك الزهراء ولا بعلها ولا أولياؤه.
الثاني إن الأهواء السياسية مخلوقة من يوم خلق ابن آدم لم يختص بها زمان دون زمان فحصرها فيما بعد قتل عثمان ليس بصواب.
الثالث إن الخلاف وقع بين الخليفة الأول في أمر خالد بن الوليد لما قتل مالك بن نويرة وتزوج امرأته وكان الثاني لا يميل إليه وفور تولية الخلافة عزله عن قيادة الجيش فهل يا ترى كان هذا من الاتفاق التام المدعى.
الرابع ان الموازنة بين الخطب لا يمكن ان يستفاد منها الموازنة بين الاشخاص وسيرتهم وهذا واضح.
الخامس دعواه انتقال الحياة الاسلامية من الشورى إلى الحكم المطلق بين المسلمين أقل من قرنين غير صواب فتولى عمر الخلافة لم يكن بالشورى بل بنص أبي بكر عليه.
السادس قوله إن الفترة الأولى هي التي يمكن الاعتماد على ما وقع فيها لمعرفة القواعد الصحيحة للحياة الاسلامية لا يكاد يتم فأيام الخليفة الثالث من أولها إلى مقتله كانت تلعب فيها يد مروان حتى أدت إلى قتله فأي قواعد صحيحة للحياة الاسلامية كانت فيها وكانت أبرز أمهات المؤمنين شخصية لا تزال تميل من قناته وتلقبه بما تلقبه وتخرج قميص الرسول ص وتقول ما تقول طمعا في نقل الخلافة إلى قريبها التيمي كما دل عليه قولها لما قتل: أيها ذا الإصبع إلى غيره من كلامها وقد تركته هي وقريبها والزبير محصورا وذهبوا إلى مكة ولم ينصروه بل حرضوا عليه فلما قتل خرجوا إلى البصرة يطلبون بدمه فهل هذه هي القواعد للحياة الصحيحة الاسلامية.
السابع إن الثورات لم تختص بالفترة الثانية فالفترة الأولى كانت مملوءة بالثورات الفكرية ظاهرة وخفية وهي أهم من ثورات الحرب وهي التي سببت الحروب الأهلية والثورات في الفترة الثانية، فالمتامل المنصف يعلم أن الحياة الاسلامية في الفترة الأولى لم تكن دائما مبنية على قواعد صحيحة وتلك القواعد هي التي زعزعت الحياة الاسلامية في خلافة الخليفة الثالث وفي باقي أدوار الفترة الثانية حتى طمع في الملك المغول والسلاجقة وغيرهم كما قال الأمير أبو فراس الحمداني:
- حتى إذا أصبحت في غير صاحبها * باتت تنازعها الذؤبان والرخم - الثامن دعواه أنه في الفترة الثانية قد اندست يد العبث بقواعد الاسلام الصحيحة تحقيقا لأغراض سياسية هي دعوى صحيحة فقد اجتهد الأمويون والعباسيون في اختلاق الأحاديث عن النبي ص في ذم علي واتباعه وبذلوا على ذلك الأموال الطائلة وولوا الولايات الجليلة لمن يسمونهم صحابة ولغيرهم حتى رووا لهم أن آية والذي إذا تولى سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل نزلت في حق علي بن أبي طالب. وإن حديث فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني ورد في علي لما أراد أن يتزوج بنت أبي جهل إلى غير ذلك وحتى منعوا أن يسمي أحد باسمه أو يكني بكنيته أو يروي عنه شيئا ونصبوا للفتوى أناسا عملوا بآرائهم وبالمقاييس واعرضوا عن مذهب أهل البيت ورواياتهم وما هو إلا مذهب الرسول ص فوقع الخلل في قواعد الاسلام الصحيحة أما دعواه أن ذلك كان لأغراض شعوبية فهي دعوى غير صحيح فالذين أفسدوا قواعد الاسلام الصحيحة ليقيموا مقامها قواعد تتنافى مع روح الاسلام تحقيقا لأغراض سياسية هم بنو أمية العرب الصميمون وتابعهم بنو العباس ولم يكن للشعوبية في ذلك أدنى أثر. على أن من يريدون الإشادة بذكر بني أمية من بعض أهل زماننا وهيهات يقولون ويفتخرون بان دولة بني أمية دولة عربية صرفة فهي أفضل عندهم من دولة بني العباس التي دخلت فيها الفرس والأتراك.
التاسع كون الفرس روجوا لهذه القواعد الخ فهذه نغمة لا يزال قوم يتغنون بها وهي نغمة شعرية مزوقة مزيفة قالها شخص وتبعه غيره وساعدت على رواجها العصبية المذهبية والعداوة الدينية واتباع الأهواء ولاحظ لها من الحقيقة. قال مروجوا هذه النغمة ومزوقوها: إن الفرس لما فتحت بلادهم في عهد الخليفة الثاني دخلوا في الاسلام وتظاهروا بحب أهل البيت ليفسدوا في الاسلام وينتقموا من أهله، وهذه دعوى غاية في السخافة فالذين دخلوا في الاسلام من الفرس في عهد الفتح الاسلامي كانوا أهل مذهب واحد بل لم يكن في جميع بلاد الاسلام عربهم وفرسهم إلا مذهب واحد من حيث الأصول والفروع، وإنما حدث في الدولة الأموية: العلوية والعثمانية، وفي الدولة العباسية اسم السنية والشيعة والمذاهب الأربعة، وهذا متأخر عن الفتح الاسلامي بكثير ولا أثر للفرس فيه وإن كان دخل في بلاد الفرس شئ منه فبعد ما دخل في بلاد العرب، فبلاد الفرس في أول الفتح الاسلامي لم يكن فيها مذاهب متعددة، وبعد حدوث المذاهب كان الغالب على أهلها خلاف مذهب أهل البيت إنما انتشر مذهب أهل البيت

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست