responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 282

الفجر فهدم الفلس وأحرقه ووجد في خزانته ثلاثة أسياف وثلاث أدرع وغنم سبيا ونعما وشاء وفضة.
سفانة بنت حاتم الطائي وكان في السبي سفانة [1] بنت حاتم الطائي أخت عدي بن حاتم وكانت امرأة جزلة أي ذات وقار وعقل فقالت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال ومن وافدك قالت عدي بن حاتم قال الفار من الله ورسوله وكان عدي هرب لما رأى الجيش ثم كلمته بمثل ذلك اليوم الثاني وفي اليوم الثالث أشار إليها علي بن أبي طالب بان قومي إليه فكلميه فكلمته فمن عليها وأسلمت وذهبت إلى أخيها عدي فجاءت به وأسلم وحسن إسلامه وصار من خواص أصحاب علي أمير المؤمنين ع ويروى أنها قالت للنبي ص يا محمد إن رأيت أن تخلي عنا ولا تشمت بنا أحياء العرب فاني ابنة سيد قومي وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويكسو العاري ويقري الضيف ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم الطائي فقال لها النبي ص يا جارية هذه صفة المؤمن حقا لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه خلوا عنها فان أباها كان يحب مكارم الأخلاق.
نزول سورة براءة قال الشيخ الطوسي في المصباح في أول يوم من ذي الحجة سنة تسع من الهجرة بعث النبي ص سورة براءة حين أنزلت عليه مع أبي بكر ثم نزل على النبي ص أنه لا يؤديها عنك إلا أنت أو رجل منك فانفذ عليا حتى لحق أبا بكر فاخذها منه. وقال الطبري في تفسيره: حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو حمد ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيغ قال نزلت براءة فبعث بها رسول الله ص أبا بكر ثم أرسل عليا فاخذها منه فلما رجع أبو بكر قال هل نزل في شئ قال لا ولكن أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي فانطلق علي إلى مكة فقام فيهم بأربع أن لا يدخل مكة مشرك بعد عامه هذا ولا يطف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فعهده إلى مدته اه وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن ابن عباس أن رسول الله ص بعث أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات فاتبعه عليا فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله ص فخرج فزعا فظن أنه رسول الله ص فإذا هو علي إلى أن قال فنادى علي أن الله برئ من المشركين ورسوله فسيحوا في الأرض أربعة أشهر لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا مؤمن وبسنده عن زيد بن يثيغ سألنا عليا بأي شئ بعثت في الحجة قال بعثت بأربع لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ولا يطوف بالبيت عريان ولا يجتمع مؤمن وكافر في المسجد الحرام بعد عامهم هذا ومن كان بينه وبين النبي ص عهد فعهده إلى مدته ومن لم يكن له عهد فاجله أربعة أشهر وروى النسائي في الخصائص بسنده عن سعد قال بعث رسول الله ص أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا فاخذها منه ثم سار بها فوجد أبا بكر في نفسه فقال رسول الله ص لا يؤذى عني إلا أنا أو رجل مني وبسنده عن أنس بعث النبي ص براءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال لا ينبغي أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا عليا فأعطاه إياها وبسنده عن زيد بن يثيغ عن علي أن رسول الله ص بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم اتبعه بعلي فقال خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة فلحقه فاخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال لرسول الله ص اه.
ولحقه علي بذي الحليفة وقيل بالعرج وقيل بالروحاء على ناقة رسول الله ص العضباء. قال المجلسي أجمع المفسرون ونقلة الأخبار أنه لما نزلت براءة دفعها رسول الله ص إلى أبي بكر ثم أخذها منه ودفعها إلى علي بن أبي طالب واختلفوا فقيل أخذها علي منه فقرأها على الناس وكان أبو بكر أميرا على الموسم وروى أصحابنا أن النبي ص ولى عليا الموسم أيضا اه وقال بعضهم إنما أمر عليا بأخذ براءة من أبي بكر جريا على عادة العرب بأنه لا يبلغ عنهم إلا هم أو أحد أقربائهم. وفيه أن هذه لم يرد بها خبر ولو فرض فالاسلام قد جاء لمحو عادات الجاهلية مثل عدم توريث النساء والتفاخر بالأجداد والآباء وإنما ذلك أمر من الله تعالى بان لا يقوم بهذا الأمر المهم إلا النبي ص أو من هو مثل نفسه.
سرية علي بن أبي طالب ع إلى اليمن قال ابن سعد يقال مرتين إحداهما في شهر رمضان سنة عشر من الهجرة قالوا بعث ص عليا إلى اليمن وعقد له لواء وعممه بيده وقال امض ولا تلتفت فإذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك وزاد غير ابن سعد وادعهم إلى قول لا إله إلا الله فان قالوا نعم فمرهم بالصلاة فان أجابوا فلا تبغ منهم غير ذلك والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت. وروى أبو داود وغيره من حديث علي قال بعثني النبي ص إلى اليمن فقلت يا رسول الله تبعثني إلى قوم وأنا حديث السن لا أبصر القضاء فوضع يده على صدري وقال اللهم ثبت لسانه واهد قلبه وقال يا علي إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء قال علي والله ما شككت في قضاء بين اثنين قال ابن سعد فخرج في ثلثمائة فارس وكانت أول خيل دخلت إلى تلك البلاد وهي بلاد مذحج ففرق أصحابه فاتوا بغنائم وسبي ثم لقي جمعهم فدعاهم إلى الاسلام فأبوا ورموا بالنبل والحجارة فصف أصحابه ثم حمل عليهم علي بأصحابه فقتل منهم عشرين رجلا فتفرقوا وانهزموا فكف عن طلبهم ثم دعاهم إلى الاسلام فأسرعوا وأجابوا وبايعه نفر من رؤسائهم على الاسلام وقالوا نحن على من ورائنا من قومنا وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله وجمع علي الغنائم فاخرج منها الخمس وقسم الباقي على أصحابه ثم قفل فوافى النبي ص بمكة قد قدمها للحج سنة عشر اه وهي حجة الوداع أقول والأخرى قبل هذه وكانت سنة ثمان من الهجرة أرسل عليا ع إلى همدان بعد فتح مكة فأسلمت همدان كلها في يوم واحد فكتب إلى النبي ص فخر ساجدا لله ثم جلس فقال السلام على همدان وتتابع أهل اليمن على الاسلام ويدل قول ابن سعد يقال ذلك مرتين على أنه غير محقق ويرشد إليه أن بعضهم جعل اسلام همدان سنة عشر والله أعلم ولكن ابن هشام في سيرته جزم بان عليا ع غزا اليمن مرتين ثم قال: قال أبو عمر المدني بعث رسول الله ص علي بن أبي طالب إلى اليمن وبعث خالد بن الوليد في جند آخر وقال إن التقيتما فالأمير علي بن أبي طالب اه ويدل كلام المفيد في الارشاد على أن إرسال النبي ص عليا ع إلى اليمن كان ليخمس ركازها ويقبض ما وافق عليه أهل نجران من الحلل والعين وغير ذلك لا لأجل الحرب وأن أهل اليمن كانوا قد


[1] سفانة بسين مفتوحة وفاء مفتوحة مشددة ونون مفتوحة وهاء والسفانة في الأصل الدرة.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست