responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 274

- يا ليتني فيها جذع [1] * اخب [2] فيها واضع [3] - - أقود وطفاء الزمع [4] * كأنها ساه صدع [5] - وبلغ رسول الله ص ما أجمعت عليه هوازن من حربه فتهيأ للقائهم وذكر له أن عند صفوان بن أمية وهو يومئذ مشرك لأنه كان استمهله شهرين كما مر: أعرنا سلاحك هذا نلقي فيه عدونا غدا فقال صفوان أ غصبا يا محمد قال بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك قال ليس بهذا باس فأعطاه مائة درع بما يصلحها من السلاح وسأله أن يكفيه حملها ففعل. وكناه في خطابه تالفا له وحسن سياسة وخرج رسول الله ص إلى حنين يوم السبت لثلاث خلون من شوال ومعه اثنا عشر ألفا عشرة آلاف من أصحابه الذين فتح بهم مكة وألفان من مسلمة الفتح قال ابن سعد وغيره: فقال أبو بكر لا نغلب اليوم من قلة، وخرج معه كثير من المشركين قيل كانوا ثمانين منهم صفوان بن أمية وسهل بن عمرو لأنه كان استمهله شهرين كما مر واستعمل على مكة عتاب بن أسيد ووصل إلى حنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر ليال خلون من شوال فبعث مالك بن عوف ثلاثة نفر من رجاله عيونا لينظروا أصحاب النبي ص فعادوا إليه وقد تقطعت أوصالهم من الخوف فقال ويلكم ما شأنكم قالوا رأينا رجالا بيضا على خيل بلق فوالله ما تماسكنا إن أصابنا ما ترى فما رده ذلك عن وجهه ومضى على ما يريد ووجه رسول الله ص عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي فدخل عسكرهم فطاف به وجاءه بخبرهم قال الحارث بن مالك خرجنا مع رسول الله ص إلى حنين ونحن حديثوا عهد بالجاهلية وكانت لقريش ومن سواهم سدرة عظيمة خضراء تسمى ذات أنواط يأتونها كل سنة فيعلقون أسلحتهم عليها ويذبحون عندها فلما رأيناها تنادينا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال الله أكبر قلتم كما قال قوم موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون انها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم فلما كان من الليل عمد مالك بن عوف إلى أصحابه فعباهم في وادي حنين وكمنوا في شعاب الوادي بإشارة دريد بن الصمة فإنه قال لمالك اجعل لك كمينا إن حمل عليك القوم جاءهم الكمين من خلفهم وكررت أنت بمن معك وإن كانت الحملة لك لم يفلت من القوم أحد وقال لهم إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم ثم شدوا شدة رجل واحد. وعبا رسول الله ص أصحابه في السحر وصفهم صفوفا ووضع الألوية والرايات في أهلها مع المهاجرين لواء يحمله علي بن أبي طالب وراية يحملها سعد بن أبي وقاص ومع الأنصار لواء للأوس مع أسيد بن حضير ولواء للخزرج مع سعد بن عبادة ومع قبائل العرب ألوية ورايات وانحدر رسول الله ص في وادي حنين على تعبئة وركب بغلته البيضاء دلدل ولبس درعين والمغفر والبيضة. قال جابر بن عبد الله الأنصاري لما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط انما ننحدر فيه انحدارا وذلك في عماية الصبح وكان القوم قد سبقونا إليه فكمنوا لنا في شعابه واحنائه ومضايقه فما راعنا ونحن منحطون الا الكتائب قد شدوا علينا شدة رجل واحد وانهزم الناس فانشمروا لا يلوي أحد على أحد وانحاز رسول الله ص ذات اليمين ثم قال أيها الناس هلموا إلى أنا رسول الله محمد بن عبد الله فلا يأتيه أحد. قال ابن قتيبة في المعارف: وكان الذين ثبتوا مع رسول الله ص يوم حنين بعد هزيمة الناس علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وابنه والفضل بن العباس بن عبد المطلب وأيمن بن عبيد وهو ابن أم أيمن مولاة رسول الله ص وحاضنته وقتل يومئذ وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وأسامة بن زيد بن حارثة. وقال العباس بن عبد المطلب:
- نصرنا رسول الله في الحرب سبعة * وقد فر من قد فر منهم وأقشعوا - - وثامننا لاقي الحمام بسيفه * بما مسه في الله لا يتوجع - يعني أيمن بن عبيد اه وقال المفيد: لم يبق مع النبي ص الا عشرة نفر تسعة من بني هاشم خاصة والعاشر أيمن ابن أم أيمن فقتل أيمن وثبت التسعة الهاشميون حتى ثاب إلى رسول الله ص من كان انهزم فرجعوا أولا فأولا حتى تلاحقوا وكانت لهم الكرة على المشركين وفي ذلك انزل الله تعالى قوله: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنودا لم تروها قال المفيد: يعني بالمؤمنين عليا ومن ثبت معه من بني هاشم اه أو عامة المؤمنين الذين رجعوا بعد الهزيمة وكان رجوعهم بثباته ع ومن معه ومحاماته عن النبي ص وحفظه من القتل قال وهم ثمانية علي ع تاسعهم يضرب بين يديه بالسيف والعباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله ص والفضل بن العباس عن يساره وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ممسك بسرجه عند نفور بغلته والباقون حوله ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب قال وقد فرت الكافة مدبرين سوى من ذكرناه اه قال ابن هشام اسم أبي سفيان بن الحارث: المغيرة وعد فيهم ابنا لأبي سفيان اسمه جعفر قال وبعض الناس يعد فيهم قثم بن العباس ولا يعد ابن أبي سفيان بن الحارث. وفي السيرة الحلبية: وقد وصلت الهزيمة إلى مكة وسر بذلك قوم من مكة وأظهروا الشماتة وقال قائل منهم ترجع العرب إلى دين آبائها.
وفيها أيضا في رواية: لما فر الناس يوم حنين عن النبي ص لم يبق معه الا أربعة: ثلاثة من بني هاشم ورجل من غيرهم علي بن أبي طالب والعباس وهما بين يديه وأبو سفيان بن الحارث اخذ بالعنان وابن مسعود من جانبه الأيسر ولا يقبل أحد من المشركين جهته ص الا قتل اه وما في بعض الكتب من أنه ثبت معه بعض من لم يؤثر عنه شجاعة ولا ثبات في الحرب لعله من دس الدساسين، وقال النبي ص للعباس وكان صيتا جهوري الصوت ناد القوم وذكرهم العهد فنادى بأعلى صوته يا أهل بيعة الشجرة يا أصحاب سورة البقرة إلى أين تقرون اذكروا العهد الذي عاهدتم عليه رسول الله ص، والقوم على وجوههم قد ولوا مدبرين وكانت ليلة ظلماء ورسول الله ص في الوادي والمشركون قد خرجوا عليه من شعاب الوادي وجنباته ومضايقه مصلتين سيوفهم وعمدهم وقسيهم فنظر رسول الله ص إلى الناس ببعض وجهه في الظلماء كأنه القمر في ليلة البدر ثم نادى المسلمين أين ما عاهدتم الله عليه فاسمع أولهم وآخرهم فلم يسمعها رجل الا رمى بنفسه إلى الأرض فانحدروا إلى حيث كانوا من الوادي حتى لحقوا بالعدو فقاتلوه. قال الطبري: لما انهزم الناس ورأى من كان مع رسول الله


[1] شاب.
[2] الخبب نوع من السير السريع.
[3] الرمع جمع زمعة بفتحتين فيهما وهي الشعرات المدلاة في مؤخر رجل الشاة والظبي والأرنب (والوطف) كثرة شعر الحاجب وأراد هنا بوطفاء الزمع الخيل وإن كان لا يقال لما في يديها زمع ولا لكثرة شعره وطف لكنه من المجاز.
[5] الصدع محركة من الأوعال والظباء الفتي الشاب القوي. - المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست