responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 270

ولكن لا أجد لك غير ذلك، فقام أبو سفيان في المسجد فقال: أيها الناس اني قد جرت بين الناس ثم ركب بعيره فانطلق، فسألته قريش ما وراءك قال جئت محمدا فكلمته فوالله ما رد علي شيئا ثم جئت ابن أبي قحافة فلم أجد عنده خيرا ثم جئت ابن الخطاب فوجدته اعدى القوم ثم جئت علي بن أبي طالب فوجدته ألين القوم وقد أشار علي بشئ صنعته ما أدري يغنيني شيئا أم لا، امرني أن أجير بين الناس. قالوا فهل أجاز ذلك محمد؟
قال: لا، قالوا ما زاد على أن لعب بك رواه الطبري في تاريخه.
وتجهز رسول الله ص واخفى أمره أولا وقال اللهم خذ العيون والاخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها وأخذ بالانقاب أي الطرق فاوقف بكل طريق جماعة ليعرف من عبر بها وقال لهم لا تدعوا أحدا يمر بكم تنكرونه إلا رددتموه ثم أخبر جماعة بمسيره إلى مكة وبقي الأمر مكتوما عن الأكثر فمن قائل يريد مكة وقائل يريد هوزان وقائل يريد ثقيفا، فكتب حاطب ابن أبي بلتعة وكان من أهل مكة وقد شهد بدرا مع رسول الله ص إلى قريش يخبرهم بذلك فيمكن أن يكون قد اطلع علي جلية الأمر ويمكن أن يكون ظن ظنا ودفع الكتاب إلى امرأة سوداء وردت المدينة تستميح بها الناس وجعل لها جعلا على أن توصله إليهم فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرانها وسارت على غير الطريق فنزل الوحي على النبي ص بذلك فدعا عليا وقال له أن بعض أصحابي كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا وقد كنت سالت الله عز وجل أن يعمي اخبارنا عليهم والكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك وألحقها وانتزع الكتاب منها وخل سبيلها ثم استدعى الزبير بن العوام فأرسله معه فادركا المرأة فسبق إليها الزبير فسألها عن الكتاب فأنكرته وحلفت انه لا شئ معها وبكت، فقال الزبير ما أرى يا أبا الحسن معها كتابا فارجع بنا إلى رسول الله ص لنخبره ببراءة ساحتها فقال له علي ع: يخبرني رسول الله ص ان معها كتابا ويأمرني بأخذه منها وتقول أنت انه لا كتاب معها ثم اخترط السيف وتقدم إليها فقال أما والله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنك ثم لأضربن عنقك فقالت له فاعرض بوجهك عني فاعرض بوجهه عنها فكشفت قناعها وأخرجت الكتاب من عقيصتها فاخذه علي ع وسار به إلى رسول الله ص. واختصر الدكتور هيكل هذه القصة اختصارا قلل من ميزة علي على الزبير فيها فقال إنهما استنزلاها فالتمسا في رحلها فلم يجدا شيئا فانذرها علي ان لم تخرج الكتاب ليكشفنها ولم يذكر سبق الزبير إليها ورجوعه وجواب علي له. فامر النبي ص أن ينادي الصلاة جامعة فاجتمع الناس حتى امتلأ بهم المسجد ثم صعد المنبر والكتاب بيده وقال أيها الناس اني كنت سالت الله أن يخفي اخبارنا عن قريش وان رجلا منكم كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا فليقم صاحب الكتاب وإلا فضحه الوحي، فلم يقم أحد، فأعاد مقالته ثانية، فقام حاطب بن أبي بلتعة وهو يرعد كالسعفة في يوم الريح العاصف فقال: أنا يا رسول الله صاحب الكتاب وما أحدثت نفاقا بعد إسلامي ولا شكا بعد يقيني، فقال له رسول الله ص فما الذي حملك على ذلك؟ قال إن لي أهلا بمكة وليس لي بها عشيرة فأشفقت أن تكون الدائرة لهم علينا فيكون كتابي هذا كفا لهم عن أهلي ويدا لي عندهم ولم أفعل ذلك لشك مني في الدين، فقال عمر يا رسول الله مرني بقتله فقد نافق، فقال ص انه من أهل بدر ولعل الله اطلع عليهم فغفر لهم أخرجوه من المسجد، فجعل الناس يدفعون في ظهره حتى أخرجوه وهو يلتفت إلى النبي ص فامر برده وقال قد عفوت عنك فاستغفر ربك ولا تعد لمثل ما جئت فأنزل الله تعالى فيه: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء إلى قوله واليك أنبنا، وبعث رسول الله ص إلى من حوله من العرب فمنهم من وفاه بالمدينة ومنهم من لحقه بالطريق واستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم وقيل غيره وخرج ص يوم الأربعاء لعشر ليال خلون من شهر رمضان بعد العصر في عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار ومن انضم إليهم في الطريق من الأعراب وجلهم أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع وسليم فسبعت سليم وألفت مزينة وكان المهاجرون سبعمائة ومعهم ثلثمائة فرس والأنصار أربعة آلاف ومعهم خمسمائة فرس ومزينة ألفا وثلاثة نفر وفيها مائة فرس واسلم أربعمائة ومعها ثلاثون فرسا وجهينة ثمانمائة وقيل ألف وأربعمائة والباقي من سائر العرب تميم وقيس وأسد وغيرهم، فلما كان ص بقديد عقد الألوية والرايات ودفعها إلى القبائل ثم نزل مر الظهران عشاء فامر أصحابه فأوقدوا عشرة آلاف نار، ولم يبلغ قريشا مسيره وهم مغتمون لما يخافون من غزوه أياهم فبعثوا أبا سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتجسسون الاخبار فلما رأوا العسكر أفزعهم، وكان العباس بن عبد المطلب قد هاجر إلى المدينة في ذلك الوقت فلقي النبي ص بالسقيا وهو متوجه إلى مكة فأرسل أهله وثقله إلى المدينة رجع مع النبي ص فلما نزل مر الظهران قال العباس يا صباح قريش والله لئن بغتها رسول الله ص في بلادها فدخل مكة عنوة انه لهلاك قريش آخر الدهر فجلس على بغلة رسول الله ص البيضاء وقال اخرج إلى الأراك لعلي أرى حطابا أو داخلا يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله فيأتونه فيستأمنونه، قال فخرجت فسمعت صوت أبي سفيان فقلت: أبا حنظلة، فقال أبو الفضل، قلت نعم، قال لبيك فداك أبي وأمي ما وراءك، قلت هذا رسول الله قد دلف إليكم بعشرة آلاف من المسلمين قال فما تأمرني قلت تركب عجز هذه البغلة فاستامن لك رسول الله ص والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فردفته فخرجت به اركض فكلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا عم رسول الله على بغلة رسول الله حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فقال: أبو سفيان، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد، ثم اشتد نحو النبي ص وركضت البغلة فسبقته فدخل على رسول الله ص وقال: هذا أبو سفيان عدو الله قد أمكن الله منه بغير عهد ولا عقد فدعني أضرب عنقه، فقلت يا رسول الله قد اجرته، ثم جلست إلى رسول الله ص فأخذت برأسه فقلت والله لا يناجيه اليوم أحد دوني، فقال رسول الله ص: اذهب فقد امناه حتى تغدو به علي فلما أصبح غدا به على رسول الله ص فلما رآه قال ويحك يا أبا سفيان أ لم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟ فقال بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأحلمك وأكرمك والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئا، فقال أ لم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟ قال اما هذه ففي النفس منها شئ، قال العباس: فقلت له ويلك تشهد شهادة الحق قبل والله أن تضرب عنقك، فتشهد فقال رسول الله ص انصرف فاحبسه عند خطم الجبل بمضيق الوادي حتى تمر عليه جنود الله، فقلت يا رسول الله أن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا يكون في قومه، قال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، فخرجت حتى حبسته عند خطم الجبل بمضيق الوادي فمرت عليه القبائل فيقول من هؤلاء يا عباس؟ فأقول سليم فيقول ما لي ولسليم فتمر به قبيلة فيقول من هؤلاء فأقول أسلم فيقول ما لي ولاسلم وتمر جهينة فيقول ما لي ولجهينة حتى مر رسول الله ص في كتيبته الخضراء من المهاجرين والأنصار في الحديد لا يرى منهم إلا الحدق فقال من هؤلاء يا أبا الفضل؟ فقلت هذا رسول الله ص

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست