responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 261

- ولقد وجدت سيوفنا مشهورة * ولقد وجدت جيادنا لم تقصر - - ولقد رأيت غداة بدر عصبة * ضربوك ضربا غير ضرب الحسر - - أصبحت لا تدعى ليوم عظيمة * يا عمرو أو لجسيم أمر منكر - فلما بلغ شعر حسان بني عامر اجابه فتى منهم فقال يرد عليه في افتخاره بالأنصار:
- كذبتم وبيت الله لا تقتلوننا * ولكن بسيف الهاشميين فافخروا - - بسيف ابن عبد الله أحمد في الوغى * بكف علي نلتم ذاك فاقصروا - - ولم تقتلوا عمرو بن عبد ببأسكم * ولكنه الكفو الهزبر الغضنفر - - علي الذي في الفخر طال بناؤه * فلا تكثروا الدعوى علينا فتحقروا - - ببدر خرجتم للبراز فردكم * شيوخ قريش جهرة وتأخروا - - فلما اتاهم حمزة وعبيدة * وجاء علي بالمهند يخطر - - فقالوا نعم أكفاء صدق فاقبلوا * إليهم سراعا إذ بغوا وتجبروا - - فجال علي جولة هاشمية * فدمرهم لما عتوا وتكبروا - - فليس لكم فخر علينا بغيرنا * وليس لكم فخر يعد فيذكر - وقال مسافع بن عبد مناف بن وهب الجمحي يبكي عمرو بن عبد ود ويذكر قتل علي بن أبي طالب إياه اورده ابن هشام:
- عمرو بن عبد كان أول فارس * جزع المذاد وكان فارس يليل [1] - - ولقد تكنفت الأسنة فارسا * بجنوب سلع غير نكس أميل - - يسل النزال علي فارس غالب * بجنوب سلع ليته لم ينزل - - فاذهب علي فما ظفرت بمثله * فخرا فلا لاقيت مثل المعضل - وقال هبيرة بن أبي وهب الذي كان مع عمرو وهرب يرثي عمرو بن عبد ود ويذكر قتل علي إياه أورده ابن هشام:
- فلا تبعدن يا عمرو حيا وهالكا * فقد بنت محمود الثنا ماجد الأصل - - فمن لطراد الخيل تقرع بالقنا * وللفخر يوما عند قرقرة البزل - - هنالك لو كان ابن عبد لزارها * وفرجها حقا فتى غير ما وغل - - فعنك علي لا أرى مثل موقف * وقفت على نجد المقدم كالفحل - - فما ظفرت كفاك فخرا بمثله * امنت به ما عشت من زلة النعل - قال ابن هشام والطبري: وبعث الله على المشركين الريح في ليال شاتية شديدة البرد فجعلت تكفا قدورهم وتطرح ابنتيهم وذلك قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها. فلما انتهى إلى رسول الله ص ما اختلف من امرهم وما فرق الله من جماعتهم قال من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع يشرط له رسول الله ص الرجعة واسال الله ان يكون رفيقي في الجنة فما قام رجل من شدة الخوف والجوع والبرد، قال حذيفة بن اليمان فلما لم يقم أحد دعاني فلم يكن لي بد من القيام فقال اذهب فادخل في القوم فانظر ما ذا يصنعون ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا فذهبت فدخلت في القوم والريح تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء فقام أبو سفيان فقال يا معشر قريش لينظر امرؤ من جليسه؟ فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى جنبي فقلت من أنت؟ قال فلان ابن فلان، ثم قال أبو سفيان انكم والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة ولقينا من هذه الريح ما ترون فارتحلوا فاني مرتحل ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فوالله ما اطلق عقاله الا وهو قائم ولولا عهد رسول الله ص ان لا أجدث شيئا حتى آتيه لقتلته ثم رجعت إلى رسول الله ص فأخبرته. وسمعت غطفان بما فعلت قريش فانشمروا راجعين إلى بلادهم فلما كان الصباح انصرف رسول الله ص بالمسلمين عن الخندق راجعا إلى المدينة ووضعوا السلاح.
غزوة بني قريظة في ذي القعدة سنة خمس. قد عرفت ان اليهود الذين كانوا بنواحي المدينة ثلاثة ابطن بنو النضير وبنو قينقاع وبنو قريظة وانه كان بينهم وبين رسول الله ص عهد ومدة فأول من نقض العهد منهم بنو قينقاع فأجلاهم رسول الله ص إلى أذرعات ثم نقضه بنو النضير فاجلا بعضهم إلى خيبر ومنهم حيي بن اخطب وبعضهم إلى الشام وإن حييا أتى بني قريظة يوم الخندق فلم يزل بهم حتى نقضوا العهد فلما كان الظهر من صبيحة اليوم الذي رجع فيه رسول الله ص أمر بلالا فنادى في الناس من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر الا في بني قريظة واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم. قال محمد بن إسحاق حدثني أبي إسحاق بن يسار عن معبد بن كعب بن مالك الأنصاري قال قدم رسول الله ص علي بن أبي طالب برايته إلى بني قريظة وابتدرها الناس، وقال ابن سعد دعا عليا فدفع إليه لواءه، وفي ارشاد المفيد انه ص ارسل عليا إليهم في ثلاثين من الخزرج فسار علي حتى إذا دنا من الحصون سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله ص فرجع حتى لقي رسول الله ص بالطريق فقال يا رسول الله لا عليك ان لا تدنو من هؤلاء الأخابث قال لم؟ أظنك سمعت منهم لي اذى قال نعم قال لو رأوني لم يقولوا من ذاك شيئا وفي رواية دعوهم فان الله سيمكن منهم. قال المفيد: قال علي سرت حتى دنوت من سورهم فأشرفوا علي فلما رأوني صاح صائح منهم قد جاءكم قاتل عمرو وقال آخر قد اقبل عليكم قاتل عمرو وجعل بعضهم يصيح ببعض ويقولون ذلك والقي الله في قلوبهم الرعب حتى ركزت الراية في أصل الحصن فاستقبلوني في صياصيهم يسبون رسول الله ص فلما سمعت سبهم له كرهت ان يسمع فعلمت على الرجوع إليه فإذا به قد طلع وسمع سبهم له فناداهم يا اخوة القردة والخنازير انا إذا حللنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فقالوا له: يا أبا القاسم ما كنت جهولا ولا سباب فاستحيا ورجع القهقرى قليلا وامر فضربت خيمته بإزاء حصونهم وتلاحق به الناس فاتى رجال منهم من بعد العشاء الآخرة ولم يصلوا العصر لقوله ص لا يصلين أحد العصر الا في بني قريظة فصلوا العصر بها بعد العشاء الآخرة فما عابهم الله بذلك في كتابه ولا عنقهم رسول الله ص وفي رواية تخوف بعضهم فوات الوقت فصلوا وقال آخرون لا نصلي الا حيث امرنا رسول الله ص وان فات الوقت فما عنف ص واحدا من الفريقين أقول كان مراده ص ان يسرعوا إلى بني قريظة فيدركوا صلاة العصر هناك لا ان صلاة العصر لا تصح منهم إذا تأخروا لمانع الا في بني قريظة والذين لم يصلوا العصر كأنهم توهموا ذلك فكانوا معذورين. قال ابن سعد سار إليهم ص في المسلمين وهم ثلاثة آلاف والخيل ستة وثلاثون فرسا وذلك يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي القعدة فحاصرهم خمسا


(جزع بالجيم والزاي والعين المهملة كمنع يقال جزع الأرض والوادي إذا قطعه أو قطعه عرضا (والمذاذ) بفتح الميم والذال المعجمة بعدها الف فدال مهملة قال ابن الأعرابي موضع بالمدينة حيث حفر النبي " ص " الخندق (ويليل) بمثناتين تحتيتين مفتوحتين ولامين أولاهما ساكنة اسم واد كانت له فيه وقعة مشهورة وحاصل معنى البيت ان عمرو بن عبد ود كان أول فارس عبر الخندق وكان فارس يليل حتى كأنه لم يكن فيه فارس سواء على المبالغة - المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست