responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 259

غيرهم وليقاتلوهم إذا أرادوا الرجوع، وهذه منقبة انفرد بها علي ع في هذه الغزاة بمبادرته لحماية الثغرة دون غيره حين بدههم هذا الأمر الذي لم يكن في الحسبان وعلموا أن هؤلاء الذين اقتحموا الخندق بخيولهم وأقدموا على ما كان يخال أنه ليس بممكن من أشجع الشجعان.
ويقول المفيد: ان عليا ع بعد قتله عمرا وهرب من معه انصرف إلى مقامه الأول يعني الثغرة التي اقحموا خيولهم منها وقد كادت نفوس الذين خرجوا معه إلى الخندق تطير جزعا وهذا يدل على أن الذين كانوا معه بخروجه خرجوا وإليه استندوا وعليه اعتمدوا وحينئذ يحتاج إلى الجمع بين ما مر وبين ما يأتي من أنه لما طلب عمرو المبارزة قام علي فقال أنا له يا رسول الله فإنه يدل على أنه كان مع النبي ص فالظاهر أنه لما سمع عمرا يطلب المبارزة جاء إلى النبي ص فقام بين يديه وقال إنا له يا رسول الله فإنه لم يكن ليبارزه بغير إذنه ص. قال صاحب السيرة الحلبية: فقال عمرو من يبارز؟ فقام علي وقال أنا له يا نبي الله، قال اجلس أنه عمرو ثم كرر النداء وجعل يوبخ المسلمين ويقول أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها أ فلا يبرز إلي رجل وقال:
- ولقد بححت من النداء * بجمعكم هل من مبارز - - اني كذلك لم أزل * متسرعا نحو الهزاهز - - إن الشجاعة في الفتي * والجود من خير الغرائز - فقام علي وهو مقنع في الحديد فقال أنا له يا رسول الله قد أجلس أنه عمرو ثم نادى الثالثة فقام علي فقال أنا له يا رسول الله فقال أنه عمرو فقال وإن كان عمرا وفي رواية أنه قال له هذا عمرو بن عبد ود فارس يليل فقال وأنا علي بن أبي طالب فاذن له وأعطاه سيفه ذا الفقار وألبسه درعه وعممه بعمامته وقال اللهم أعنه عليه وفي رواية: أنه رفع عمامته إلى السماء وقال إلهي أخذت عبيدة مني يوم بدر وحمزة يوم أحد وهذا علي أخي وابن عمي فلا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فبرز إليه علي وهو يقول:
- لا تعجلن فقد أتا * ك مجيب صوتك غير عاجز - - ذو نية وبصيرة * والصدق منجي كل فائز - - إني لأرجو أن أقيم * عليك نائحة الجنائز - - من ضربة نجلاء يب‌ * في صيتها بعد الهزاهز - فقال له عمرو من أنت؟ قال أنا علي، قال ابن من؟ قال ابن عبد مناف أنا علي بن أبي طالب، فقال غيرك يا ابن أخي من أعمامك من هو أشد منك فانصرف فاني أكره أن أهريق دمك فان أباك كان لي صديقا وكنت له نديما، قال علي لكني والله ما أكره أن أهريق دمك فغضب، وفي رواية أنه قال: إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك فارجع وراؤك خير لك. قال ابن أبي الحديد: كان شيخنا أبو الخير يقول إذا مررنا عليه في القراءة بهذا الموضع: والله ما أمره بالرجوع إبقاء عليه بل خوفا منه فقد عرف قتلاه ببدر واحد وعلم أنه ان ناهضه قتله فاستحيا أن يظهر الفشل فاظهر الابقاء و الارعاء وأنه لكاذب فيهما. قال ابن إسحاق: فقال له علي يا عمرو قد كنت تعاهد الله لقريش أن لا يدعوك رجل إلى خلتين إلا قبلت منه إحداهما قال أجل قال علي فاني أدعوك إلى الله عز وجل وإلى رسوله ص والاسلام فقال لا حاجة لي في ذلك قال فاني أدعوك إلى البراز وفي رواية إنك كنت تقول لا يدعوني أحد إلى واحدة من ثلاث إلا قبلتها قال أجل قال فاني أدعوك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتسلم لرب العالمين قال يا ابن أخي اخر عني هذه فقال له أما أنها خير لك لو أخذتها قال وأخرى ترجع إلى بلادك فان يك محمد صادقا كنت أسعد الناس به وإن يك كاذبا كان الذي تريد قال هذا ما لا تتحدث به نساء قريش أبدا كيف وقد قدرت على استيفاء ما نذرت فإنه نذر لما أفلت هاربا يوم بدر و قد جرح أن لا يمس رأسه دهنا حتى يقتل محمدا ص قال فالثالثة قال البراز قال إن هذه لخصلة ما كنت أظن أن أحدا من العرب يروعني بها ولم يا ابن أخي فوالله ما أحب أن أقتلك فقال علي ولكني والله أحب أن أقتلك فحمي عمرو فقال له علي كيف أقاتلك وأنت فارس ولكن انزل معي، فاقتحم عن فرسه فعقره أو ضرب وجهه وسل سيفه كأنه شعلة نار وأقبل على علي فتنازلا وتجاولا فاستقبله علي بدرقته فضربه عمرو فيها فقدها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه فضربه علي على حبل عاتقه فسقط. وكان جابر بن عبد الله الأنصاري قد تبع عليا ع لينظر ما يكون منه ومن عمرو، قال فثارت غبرة فما رأيتهما فسمعت التكبير تحتها فعلمت أن عليا قد قتله. وفي رواية أنه لما قتله كبر المسلمون فلما سمع رسول الله ص التكبير عرف أن عليا قتل عمرا، ولما قتل عمرو هرب الذين كانوا معه حتى اقتحمت خيلهم الخندق وتورطت بنوفل بن عبد الله بن المغيرة فرسه في الخندق فرموه بالحجارة، فقال يا معشر العرب قتلة أجمل من هذه ينزل إلي بعضكم أقاتله فنزل إليه علي فقتله. وروى ابن إسحاق في المغازي أن المشركين بعثوا إلى رسول الله ص يشترون جيفة عمرو بعشرة آلاف درهم فقال هو لكم ولا نأكل ثمن الموتى. وفيه من التعليم على تشريف النفس والآباء وكرم الغلبة أمر ظاهر، ولحق علي ع هبيرة فاعجزه وضرب قربوس سرحه فسقطت درع كانت له قد احتقبها وفر عكرمة وضرار.
وفي ارشاد المفيد: روى يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: لما قتل علي بن أبي طالب ع عمرا أقبل نحو رسول الله ص ووجهه يتهلل، فقال له عمر بن الخطاب هلا سلبته يا علي درعه فإنه ليس في العرب درع مثلها؟ فقال إني استحييت أن أكشف سوأة ابن عمي. وفي السيرة الحلبية عن السهيلي نحوه، وفي الارشاد روى عمر بن الأزهر عنه عن عمرو بن عبيد عن الحسن أن عليا لما قتل عمرو بن عبد ود أخذ رأسه وحمله فألقاه بين يدي النبي ص فقام أبو بكر وعمر فقبلا رأس علي، قال ورجع علي ع إلى مقامه الأول وهو يقول:
- نصر الحجارة من سفاهة رأيه * ونصرت رب محمد بصواب - - فضربته فتركته متجدلا * كالجذع بين دكادك وروابي - - وعففت عن أثوابه ولو أنني * كنت المقطر بزني أثوابي - - لا تحسبن الله خاذل دينه * ونبيه يا معشر الأحزاب - وكان مع عمرو ابنه حسل بن عمرو فقتله علي ع رواه ابن هشام في سيرته عن ابن شهاب الزهري. قال جابر فما شبهت قتل علي عمرا إلا بما قص الله من قصة قتل داود جالوت حيث يقول الله جل شانه فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وفيما رواه الحاكم بسنده أن قائل ذلك يحيى بن آدم ولا مانع من أن يكون كل منهما قال ذلك. وقال النبي ص قتل علي لعمرو بن عبد ود أفضل من عبادة الثقلين وروى الحاكم في المستدرك بسنده أن النبي ص قال: لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة. وقال ابن تيمية على عادته في إنكار

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست