responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 256

فاعتبروا يا أولي الأبصار ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فان الله شديد العقاب فخرجوا إلى خيبر ومنهم من خرج إلى الشام فمن الذين خرجوا إلى خيبر حيي بن اخطب وسلام بن أبي الحقيق وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وتحملوا على ستمائة بعير ووجد رسول الله ص عندهم خمسين درعا وخمسين بيضة وثلثمائة وأربعين سيفا فاخذها.
غزوة بدر الموعد لهلال ذي القعدة على رأس خمسة وأربعين شهرا من مهاجره ويقال بدر الآخرة وبدر الصغرى مقابل بدر الأولى الكبرى وإنما سميت بدر الموعد لأن أبا سفيان لما أراد أن ينصرف يوم أحد نادى الموعد بيننا وبينكم بدر الصفراء رأس الحول وكانت سوقا للعرب تقوم لهلال ذي القعدة إلى ثمان تخلوا منه وبعضهم يقول أن بدر الموعد كانت بعد ذات الرقاع الآتية لكن ابن سعد قال إنها قبلها فلما دنا الموعد كره أبو سفيان الخروج وقدم نعيم ابن مسعود الأشجعي مكة وهو مشرك فقال له أبو سفيان نجعل لك عشرين بعيرا يضمنها لك سهيل بن عمرو على أن تخذل أصحاب محمد قال نعم وحملوه على بعير فأسرع السير فأخبرهم بجمع أبي سفيان لهم وما معه من العدة والسلاح فقال رسول الله ص والذي نفسي بيده لأخرجن وإن لم يخرج معي أحد وذلك قوله تعالى الذين قال لهم الناس أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وهو من استعمال لفظ الجمع في المفرد اطلق الناس وأراد نعيم بن مسعود، وأمثاله في القرآن كثير، فخرج رسول الله ص في ألف وخمسمائة والخيل عشرة أفراس وحمل لواءه علي بن أبي طالب وخرجوا ببضائع لهم وتجارات ووصلوا بدرا ليلة هلال ذي القعدة فباعوها وربح الدرهم درهما وانصرفوا وقد سمع الناس بمسيرهم وذلك قوله تعالى فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسهم سوء وقال أبو سفيان لقريش نخرج فنسير ليلة أو ليلتين ثم نرجع فخرج في ألفين ومعهم خمسون فرسا حتى انتهوا إلى مر الظهران ثم قال ارجعوا فان هذا عام حدب ولا يصلحنا إلا عام خصب فرجعوا فسمى أهل مكة ذلك الجيش جيش السويق، يقولون خرجوا يشربون السويق.
غزوة ذات الرقاع في المحرم على رأس سبعة وأربعين شهرا من مهاجره ص بلغه أن أنمارا وثعلبة قد جمعوا له الجموع بنجد فخرج إليهم ليلة السبت لعشر خلون من المحرم في أربعمائة وقيل سبعمائة حتى أتى محالهم بذات الرقاع وهو حبل فيه بقع حمرة وسواد وبياض فلذلك سميت ذلك الرقاع وقيل لأن ستة من المسلمين كان بينهم بعير فنقبت أقدامهم فكانوا يلفون عليها الرقاع أي الخرق فلم يجد في محالهم أحدا إلا نسوة فأخذهن وهربت الاعراب إلى رؤوس الجبال وحضرت الصلاة فصلى بهم صلاة الخوف لأنه خاف من الهجوم عليه في الصلاة فكانت أول صلاة خوف صلاها ثم رجع إلى المدينة وغاب خمس عشرة ليلة وبعض قال إنها كانت قبل بدر الموعد كما مر.
غزوة دومة الجندل في ربيع الأول على رأس تسعة وأربعين شهرا من مهاجره ص وهي بلدة بينها وبين دمشق خمس ليال وبينها وبين المدينة خمس أو ست عشرة ليلة بقرب تبوك وهي أقرب بلاد الشام إلى المدينة وهي التي تسمى اليوم الجوف بلغه أن بها جمعا كثيرا يظلمون من مر بهم وأنهم يريدون أن يدنوا من المدينة فخرج إليهم لخمس ليال بقين من ربيع الأول في ألف من المسلمين فكان يسير الليل ويكمن النهار ومعه دليل من بني عذرة اسمه مذكور فلما دنا منهم إذا آثار النعم والشاء فهجم على ماشيتهم ورعاتهم فأصاب من أصاب وهرب من هرب وجاء الخبر أهل دومة فتفرقوا ونزل بساحتهم فلم يجد بها أحدا وبث السرايا فرجعت ولم تصب أحدا وجاءت كل سرية بابل وأخذ منهم رجل فسأله عنهم فقال هربوا حيث سمعوا أنك أخذت نعمهم فعرض ع فأسلم ورجع ص إلى المدينة ولم يلق كيدا لعشر ليال بقين من ربيع الآخر.
غزوة بني المصطلق في شعبان سنة خمس من مهاجره وهم من خزاعة ويقال بلمصطلق بالتخفيف مثل بلعنبر أي بني العنبر وغير ذلك وتسمى أيضا غزوة المريسيع وهو بئر لهم بينها وبين الفرع نحو من يوم وكان رئيسهم الحارث بن أبي ضرار دعا قومه ومن قدر عليه من العرب إلى حرب رسول الله ص فأجابوه وتهيئوا فبلغ ذلك رسول الله ص فبعث بريدة بن الحصيب الأسلمي ليأتيه بخبرهم واستاذنه أن يقول ما يتخلص به من شرهم فاذن له فاتاهم فقالوا من الرجل؟ قال: رجل منكم قدمت لما بلغني من جمعكم لهذا الرجل فأسير في قومي ومن أطاعني فنكون يدا واحدة حتى نستأصلهم، فقال له الحارث فعجل علينا فركب ورجع إلى رسول الله ص فأخبره خبرهم فندب رسول الله ص الناس إليهم فأسرعوا وقادوا ثلاثين فرسا عشرة في المهاجرين وعشرين في الأنصار وخرج يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان وخرج معه بشر كثير من المنافقين لم يخرجوا في غزاة مثلها قط خرجوا طمعا في الغنائم مع قرب المسافة وأصاب عينا للمشركين كان وجهه الحارث ليأتيه بخبر رسول الله ص فسأله ص عنهم فلم يذكر من شأنهم شيئا فعرض عليه الاسلام فأبى فامر ص بقتله فقتل وبلغ الحارث قتله فسئ بذلك ومن معه وخافوا خوفا شديدا وتفرق عنهم من كان معهم من العرب وانتهى ص إلى المريسيع فضرب عليه قبته وكان معه عائشة وأم سلمة وتهيئوا للقتال وصف رسول الله ص أصحابه ثم دعاهم إلى الاسلام فأبوا فتراموا بالنبل ساعة ثم أمر ص أصحابه فحملوا حملة رجل واحد فما أفلت منهم إنسان وقتل عشرة منهم وأسر سائرهم فكتفوا ولم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد قتله المسلمون خطا وكان شعار المسلمين يا منصور أمت وأسر النساء والذرية وغنم النعم وهي ألفا بعير وخمسة آلاف شاة والسبي مائتا أهل بيت، وأسهم ص للفارس سهمين، للفرس سهم ولصاحبه سهم وللراجل سهم. قال المفيد في الارشاد: كان من بلاء علي ع ببني المصطلق ما اشتهر عند العلماء وكان الفتح له في هذه الغزاة بعد أن أصيب يومئذ ناس من بني عبد المطلب فقتل علي ع رجلين من القوم وهما مالك وابنه وأصاب ص منهم سبيا كثيرا قسمه في المسلمين وكان ممن أصيب من السبايا: جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سباها علي ع فجاء بها إلى النبي ص بعد إسلام بقية القوم فقال الحارث يا رسول الله إن ابنتي لا تسبى لأنها امرأة كريمة فقال له اذهب فخيرها، قال أحسنت وأحملت وجاء إليها أبوها فقال لها يا بنية لا تفضحي قومك، قالت: قد اخترت الله ورسوله فقال لها أبوها فعل الله بك وفعل فاعتقها رسول الله ص وجعلها من أزواجه اه‌ وسماها جويرية وكان اسمها برة. وفي سيرة ابن هشام قتل علي بن أبي طالب ع منهم رجلين مالكا وابنه اه‌.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست