responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 24

عصر المهدي العباسي وسكن دار علي بن صالح بن حي وتزوج ابنته وهو لا يعرفه فجعل يستقي الماء على بعير له ويقتات من كسبه، روى أبو الفرج في المقاتل ما حاصله: ان يحيى بن الحسين بن زيد قال: قلت لأبي اني أشتهي أن أرى عمي عيسى بن زيد فدافعني مدة وقال إن هذا يثقل عليه وأخشى ان ينتقل عن منزله كراهية للقائك إياه فتزعجه، فلم أزل به حتى أذن لي ووصف لي داره بالكوفة وقال إنه سيقبل عليك عند المغرب كهل طويل مسنون الوجه قد أثر السجود في جبهته عليه جبة صوف يستقي الماء على جمل لا يضع قدما ولا يرفعها إلا ذكر الله ودموعه تنحدر فقم إليه فإنه سيذعر منك كما يذعر الوحش فعرفه بنفسك فاتيت الكوفة فكان كما وصف لي فعانقته فذعر مني كما يذعر الوحش من الإنس فقلت يا عم أنا يحيى بن الحسين بن زيد فضمني إليه وبكى حتى قلت قد جاءت نفسه وجعل يسألني عن أهله وأنا أشرح له وهو يبكي وقال يا بني انني استقي على هذا الجمل الماء فاصرف اجرة الجمل إلى صاحبه وأتقوت باقيه وربما عاقني عائق فاخرج إلى البرية فالتقط ما يرمي الناس من البقول فأتقوته وتزوجت إلى هذا الرجل ابنته وهو لا يعلم من انا إلى اليوم فولدت مني بنتا فنشأت وهي لا تعرفني فقالت لي أمها زوجها بابن فلان السقا فإنه أيسر منا وألحت علي فلم أزل أستكفي الله امرها حتى ماتت فما أحد آسي على شئ من الدنيا أساي على انها ماتت ولم تعلم بموضعها من رسول الله ص ثم أقسم علي ان انصرف ولا أعود إليه ثم صرت إلى الموضع فلم أره وكان آخر عهدي به اه‌.
وغدر الرشيد بيحيى بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بعد ما أمنه لما ظهر ببلاد الديلم وكتب له أمانا بخطه ثم طلب يحيى أمانه فسلمه الرشيد إلى أبي يوسف القاضي وقيل إلى محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي يوسف فقرأه وقال هذا أمان صحيح لا حيلة فيه فاخذه أبو البختري من يده فقرأه وقال هذا فاسد من جهة كذا وكذا قال الرشيد فخرقه فاخذ السكين فخرقه ويده ترتعد فوهب له الرشيد ألف ألف وستمائة ألف درهم وولاه القضاء وصرف الآخرين ومنه محمد بن الحسن من الفتيا مدة طويلة وامر بيحيى إلى السجن ثم قتله خفية فلم يعرف بعد ذلك خبره وفي ذلك يقول أبو فراس الحمداني:
- يا جاهدا في مساويهم يكتمها * غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم - وقبض الرشيد على الإمام موسى بن جعفر الكاظم بالمدينة لغير ذنب سوى فضله وعلمه وميل الناس إليه ثم حمله إلى البصرة فحبسه بها ثم في بغداد مدة طويلة ثم قتله بالسم أو بغيره ثم وضعه على الجسر ببغداد وامر ان ينادى عليه بنداء فظيع فلما سمع عمه سليمان بذلك أمر ان ينادى عليه بضد ذلك وهو: من أراد ان ينظر الطبيب ابن الطيب فليحضر جنازة موسى بن جعفر ومشى في جنازته حافيا وصلى عليه ودفنه باحتفال عظيم.
وبالغ الرشيد في ظلم العلويين وشيعتهم واضطهادهم فقبض بعد قتل موسى بن جعفر على أحد أصحابه من أجلاء رواة الحديث المسمى محمد بن أبي عمير وسجنه وضربه أشد الضرب ليدله على أصحاب موسى بن جعفر فكاد يبوح لما لحقه من الألم ثم عصمه الله ودفنت أخته كتبه لما علمت بذلك فتلفت فكان يحدث من حفظه، وحكى الكشي عن الفضل بن شاذان انه ضرب مائة وعشرين خشبة بأمر هارون وتولى ضربه السندي بن شاهك على التشيع وحبس فادى مائة وأحد وعشرين ألفا حتى خلي عنه وكان متمولا.
وحضر هشام بن الحكم أحد متكلمي الشيعة ومشاهيرهم مجلسا فيه المتكلمون من كل فرقة والرشيد يسمع كلامهم ولا يرونه فقال لوزيره يحيى بن البرمكي اشدد يدك بهذا وأصحابه وشعر هشام بذلك فخرج واختفى بالكوفة حتى مات مختفيا . ولما علم الرشيد أن منصورا النمري قال شعرا في أهل البيت ع ارسل إليه إلى الرقة من يقتله فوجده مريضا قد أشفى على الموت فانتظره ثلاثا حتى مات ودفن وأخبر الرشيد بموته فامر بنبش قبره واحراق ديوانه.
وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا بسنده عن عبيد الله البزاز النيسابوري عن حميد بن قحطبة الطائي في خبر طويل انه قتل في ليلة واحدة بأمر الرشيد في طوس ستين نفسا من العلويين طرح أجسادهم في بئر هناك.
وروى الصدوق في الكتاب المذكور بسنده عن ياسر الخادم في خبر طويل ان الجلودي أحد قواد الرشيد كان قد بعثه الرشيد لما خرج محمد بن جعفر بن محمد بالمدينة وأمره إن ظفر به أن يضرب عنقه وأن يغير على دور آل أبي طالب وان يسلب نساءهم ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوبا واحدا ففعل الجلودي ذلك وهجم على دار أبي الحسن الرضا ع بخيله وذلك بعد وفاة الكاظم ع فجمع الرضا ع النساء كلهن في بيت واحد ووقف على باب البيت فقال وحلف له أنه يسلبهن ولا يدع عليهن شيئا ولم يزل يطلب إليه ويحلف له حتى سكن فدخل أبو الحسن وأخذ جميع ما عليهن من حلي وحلل وجميع ما في الدار وسلمه إليه، وهذا الجلودي كان ممن أنكر بيعة المأمون للرضا ع هو وعلي بن عمران وابن مؤنس فحبسهم المأمون ثم دعا بابن عمران فوجده على إنكاره فامر بضرب عنقه ثم أدخل ابن مؤنس فرأى الرضا ع بجنب المأمون فقال يا أمير المؤمنين هذا الذي بجنبك والله صنم يعبد من دون الله فامر بضرب عنقه ثم ادخل الجلودي فقال الرضا ع يا أمير المؤمنين هب لي هذا الشيخ كأنه أراد ان يكافئه فقال المأمون يا سيدي هذا الذي سلب بنات رسول الله ص فظن الجلودي حين رأى الرضا ع يكلم المأمون انه يعين عليه فقال يا أمير المؤمنين أسألك بالله وبخدمتي للرشيد أن لا تقبل قوله في فقال والله لا أقبل قوله فيك ألحقوه بصاحبيه فضربت عنقه.
وكثرت الوشايات والسعايات من الناس على عادتهم في مثل هذه الحال. ولم يزل الامر في شدة على العلويين وشيعتهم إلى عهد المأمون فسلك معهم على خلاف سيرة أبيه واقتفى سيرته في ذلك ابن أخيه الواثق بن المعتصم فإنه بالغ في إكرام العلويين والاحسان إليهم والتعهد لهم بالأموال ثم جاء من بعده فعادوا إلى سنة أسلافهم حتى أن المتوكل بن المعتصم أدى به الحال إلى حرث قبر الحسين ع والسخرية به في مجالس اللهو وقصته مع ولده المنتصر مشهورة حيث أدت إلى قتله، وقتله لابن السكيت العالم اللغوي المشهور لأجل التشيع معلوم معروف. وبلغ من اضطهاد العباسيين للعلويين ان هجروا مذاهبهم وأقوالهم في المسائل الفقهية

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست