responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 233

الجهد عن الغنم قال هل بها لبن قالت هي اجهد من ذلك قال أتأذنين لي ان احلبها قالت نعم بأبي أنت وأمي ان رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها فمسح ضرعها وسمى الله وقال اللهم بارك لها في شاتها فتفاحجت أو فتفاحت ودرت واجترت فدعا باناء كبير فحلب فيه فسقاها وسقى أصحابه حتى رويت ورووا وشرب آخرا وقال ساقي القوم آخرهم ثم حلب فيه ثانيا حتى امتلأ وتركه عندها وارتحلوا فقل ما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد قيل اسمه أكثم بالمثلثة وقيل خنيس وقيل عبد الله يسوق أعنزا حيلا عجافا فلما رأى اللبن عجب وقال من أين لكم هذا ولا حلوبة في البيت قالت لا والله الا انه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت قال إني لأراه صاحب قريش الذي يطلب صفيه لي فوصفته له ثم هاجرت أم معبد وأسلمت ويقال بل أسلمت يومئذ وبايعت وهاجر زوجها وأسلم وفي ذلك يقول الشاعر:
- جزى الله رب الناس خير جزائه * رفيقين حلا خيمتي أم معبد - - هما نزلا بالبر وارتحلا به * فأفلح من امسى رفيق محمد - - فيا لقصي ما زوى الله عنكم * به من فعال لا يجازي وسؤدد - - سلوا اختكم عن شاتها وانائها * فإنكم ان تسألوا الشاة تشهد - - دعاها بشاة حائل فتحلبت * له بصريح صرة الشاة مزبد - وقال حسان بن ثابت مجيبا له من أبيات:
- لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم * وقدس من يسري إليهم ويغتدي - - ترحل عن قوم فزالت عقولهم * وحل على قوم بنور مجدد - - وهل يستوي ضلال قوم تسكعوا * عمى وهداة يهتدون بمهتدي - - نبي يرى ما لا يرى الناس حوله * ويتلو كتاب الله في كل مشهد - - فان قال في يوم مقالة غائب * فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد - ولم يزل ص سائرا حتى قارب المدينة فقال من يدلنا على الطريق إلى بني عمرو بن عوف فلا يقرب المدينة فنزل فيهم بقبا لاحدى عشرة أو لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول وكان التاريخ من ذلك اليوم ثم رد إلى المحرم واراده صاحبه على دخول المدينة فقال ما انا بداخلها حتى يقدم ابن عمي وابنتي يعني عليا وفاطمة وكان المسلمون من المهاجرين والأنصار يغدون كل يوم إلى حرة العصبة يتحينون قدومه فإذا علت الشمس عادوا إلى منازلهم فلما كان يوم قدومه رآه يهودي فأخبرهم فسمعت الرجة في بني عمرو بن عوف والتكبير ويقال انه استقبله من الأنصار زهاء خمسمائة فمال بهم إلى قبا.
ثم كتب رسول الله ص إلى علي مع أبي واقد الليثي يأمره بالمسير إليه وكان قد أدى أماناته وفعل ما أوصاه به فلما اتاه الكتاب ابتاع ركائب وتهيأ للخروج وامر من كان معه من ضعفاء المؤمنين ان يتسللوا ليلا إلى ذي طوى وخرج علي ع بالفواطم: فاطمة بنت رسول الله ص وامه فاطمة بنت أسد بن هاشم وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب وزاد بعض المؤرخين فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب وتبعهم أيمن ابن أم أيمن مولى رسول الله ص وأبو واقد الليثي فجعل أبو واقد يسوق بالرواحل سوقا حثيثا فقال علي ع ارفق بالنسوة يا أبا واقد انهن من الضعائف ثم جعل علي يسوق بهن سوقا رفيقا وهو يقول:
- ليس الا الله فارفع ظنكا * يكفيك رب الناس ما أهمكا - فلما قارب ضجنان أدركه الطلب وهم ثمانية فرسان ملثمون معهم مولى لحرب بن أمية اسمه جناح فقال علي ع لأيمن وأبي واقد أنيخا الإبل واعقلاها وتقدم فأنزل النسوة ودنا القوم فاستقبلهم علي ع منتضيا سيفه فقالوا ظننت انك يا غدار ناج بالنسوة ارجع لا أبا لك قال فإن لم افعل قالوا لترجعن راغما أو لنرجعن بأكثرك شعرا وأهون بك من هالك ودنوا من المطايا ليثوروها فحال علي ع بينهم وبينها فاهوى له جناح بسيفه فراع عن ضربته وضرب جناحا على عاتقه فقده نصفين حتى وصل السيف إلى كتف فرسه والظاهر أن جناحا لما اهوى له بالسيف انحنى لأن الفارس لا يمكنه ان يضرب الراجل الا وهو منحن فضربه علي وهو منحن على عاتقه ولو لم يكن منحنيا لم تصل ضربته إلى عاتقه وشد على أصحابه وهو على قدميه شدة ضيغم وهو يقول:
- خلوا سبيل الجاهد المجاهد * آليت لا أعبد غير الواحد - فتفرق القوم عنه وقالوا: احبس نفسك عنا يا ابن أبي طالب قال: - فاني منطلق إلى أخي وابن عمي رسول الله ص فمن سره ان أفري لحمه وأريق دمه فليدن مني ثم اقبل على أيمن وأبي واقد وقال لهما: اطلقا مطاياكما ثم سار ظافرا قاهرا حتى نزل ضجنان فلبث بها يومه وليلته ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين فيهم أم أيمن مولاة رسول الله ص وبات ليلته تلك هو والفواطم طورا يصلون وطورا يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم حتى طلع الفجر فصلى بهم صلاة الفجر ثم سار لا يفتر عن ذكر الله هو ومن معه حتى قدموا المدينة وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم بقوله تعالى الذين يذكرون الله قياما و قعودا وعلى جنوبهم إلى قوله فاستجاب لهم ربهم اني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب وتلا ص ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد. وفي سيرة ابن هشام أقام علي بن أبي طالب ع بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله ص الودائع ثم لحق به بقبا فأقام بها ليلة أو ليلتين اه‌ وفي السيرة الحلبية عن الامتاع: لما قدم علي ع من مكة كان يسير الليل ويكمن النهار حتى تفطرت قدماه فاعتنقه النبي ص وبكى رحمة لما بقدميه من الورم وتفل في يديه وأمرهما على قدميه فلم يشكهما بعد ذلك اه‌ وأقام رسول الله ص بقبا الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وأسس مسجده وخرج يوم الجمعة. وقيل مكث أربع عشرة ليلة ولعله الأقرب إلى الاعتبار وركب ناقته وحشد المسلمون حوله عن يمينه وشماله بالسلاح وأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن وادي رانوناء ومعه مائة من المسلمين فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة واراده بنو سالم بن عوف على الإقامة عندهم في العدد والعدة والمنعة، فقال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة لناقته وجعل كلما مر بحي من احياء الأنصار يدعونه للإقامة عندهم في العدد والعدة والمنعة فيجيبهم بمثل ذلك حتى بركت على باب مسجده وهو يومئذ مربد ليتيمين وهما سهل وسهيل أبناء عمرو في حجر معاذ بن عفراء فجعل الناس يكلمون رسول الله ص في النزول عليهم فاحتمل أبو أيوب رحله فوضعه في بيته فقال رسول الله ص المرء مع رحله ونزل عليه وسال عن المربد فأخبره معاذ بخبره وقال سأرضي صاحبيه فاتخذه مسجدا فامر ان يبنى مسجدا وكان في موضعه قبور للمشركين فامر النبي

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست