responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 221

ولها في الشريعة الاسلامية أصل مسلم عند المسلمين ترجع إليه وهذا مما امتازت به الشريعة الاسلامية ذلك لأنها خاتمة الشرائع وباقية إلى انقراض عمر الدنيا. ففي العبادات الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج. وفي المعاملات والاجتماعيات: البيع، والإجارة، والمزارعة، والمساقاة، والهبة. وفي احكام هذه المذكورات حفظ نظام الاجتماع.
وفيها النكاح لبقاء النسل وقطع مادة الفساد، والميراث، والوصية والوقف لئلا يحرم المرء من منفعة ماله بعد موته، والقضاء لرفع الخصام على قاعدة العدل وفي الأخلاقيات العشرة والآداب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي السياسيات الجهاد لحفظ بيضة الاسلام والدفاع عن الوطن، والسبق والرماية لتعليم فنون الحرب والجندية، والحدود والديات لحفظ النفوس والأموال وقمع الجرائم. على أن العبادات في الدين الاسلامي لا تتمحض لمجرد العبادة ففيها منافع بدنية واجتماعية وسياسية فالطهارة تفيد النظافة، وفي الصلاة رياضة البدن، وفي صلاة الجماعة والحج فوائد اجتماعية وسياسية ظاهرة وفي الصوم فوائد صحية لا تنكر والإحاطة بفوائد الاحكام الاسلامية الظاهرة فضلا عن الخفية تتعسر أو تتعذر، ولما في هذا الدين من محاسن وموافقة أحكامه للعقول وسهولتها وسماحتها ورفع الحرج فيه والاكتفاء باظهار الشهادتين ولما في تعاليمه من السمو والحزم والجد دخل الناس فيه أفواجا وقضى أهله على أعظم ممالك الأرض مملكة الأكاسرة ومملكة الروم واخترق شرق الأرض وغربها ودخل جميع أقاليمها وأقطارها ودانت به الأمم على اختلاف عناصرها ولغاتها. ولم يمض زمن قليل حتى أصبح هذا الرجل الذي فر من مكة مستخفيا وأصحابه يعذبون ويستذلون ويفتنون عن دينهم يعتصمون تارة بالخروج إلى الحبشة مستخفين واخرى بالخروج إلى المدينة متسللين يدخل مكة بأصحابه هؤلاء في عمرة القضاء ظاهرا على رغم جبابرة قريش لا يستطيعون دفعه ولا منعه ولم تمض إلا مدة قليلة حتى دخل مكة فاتحا لها مالكا رقاب أهلها فدخلوا في الاسلام طوعا وكرها وتوافدت عليه رؤساء العرب مقدمة طاعتها وسمت نفسه إلى مكاتبة ملوك الأرض كسرى وقيصر ومن دونهما ودعاهما إلى الاسلام أو الجزية وغزا بلاد قيصر مع بعد الشقة وظهر دينه على الدين كله كما وعده ربه وفتح اتباعه ممالك الدنيا ولم يقم هذا الدين بالسيف والقهر كما يصوره من يريد الوقيعة فيه بل كما أمر الله تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن. لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، ولم يحارب أهل مكة وسائر العرب حتى حاربوه وأرادوا قتله واخرجوه وأقر أهل الأديان التي نزلت بها الكتب السماوية على أديانهم ولم يجبرهم على الدخول في الاسلام واجبر الوثنيين على ذلك ولم يغز بلاد قيصر ليجبر على الاسلام كما مر.
ولم يكن تأخر اتباع هذا الدين وضعفهم ناشئا إلا عن عدم تمسكهم بتعاليم دينهم. ولم يكن فتح بلادهم وممالكهم إلا لتهاونهم بما أمرهم به ربهم على لسان نبيهم ص بقوله: واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، وعدم فهمهم مغزى قوله تعالى: وأنزلنا الحديد فيه باس شديد.
القرآن الكريم وانزل الله تعالى على نبيه حين بعثه بالنبوة قرآنا عربيا مبينا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد أعجز به البلغاء وأخرس الفصحاء وتحداهم فيه بالمعارضة وعجزهم فلم يستطيعوا معارضته وهم أفصح العرب واليهم تنتهي الفصاحة والبلاغة فحوى من أحكام الدين واخبار الماضين وتهذيب الأخلاق والأمر بالعدل والنهي عن الظلم وتبيان كل شئ ما يزال يتلي على كر الدهور ومر الأيام وهو غض طري يحير ببيانه العقول ولا تمله الطباع مهما تكررت تلاوته وتقادم عهده.
أمر الشريعة الاسلامية بالعلم والنظر والتفكير وأعمال العقل العلم قال الله تعالى: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يخشى الله من عباده العلماء. ولنبينه لقوم يعلمون. فاعلم أنه لا إله إلا الله. اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم. ذلكما مما علمني ربي. وقل رب زدني علما. شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم. يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات وما يعقلها إلا العالمون.
وقال صاحب الشريعة الاسلامية ص: طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. اطلبوا العلم ولو في الصين. فضل العالم على غيره كفضل القمر على سائر النجوم وأوجب الشرع الاسلامي تعلم كل علم نافع ديني أو صناعي أو يتوقف عليه علم ديني على الكفاية فإذا وجد في الأمة من عنده من هذه العلوم ما يقوم بحاجة الخلق في دينهم ودنياهم سقط وجوب التعلم عن الباقين وبقي الاستحباب والندب وإذا لم يوجد في الأمة من عنده ما يقوم بحاجة الخلق وجب عليهم التعلم فإذا لم يتعلموا كانوا مذنبين كلهم مستحقين للعقاب في الآخرة.
علم الصناعات وآلات الحرب قال الله تعالى: وعلمناه صنعة لبوس لكم وأنزلنا الحديد فيه باس شديد.
علم الجغرافيا والهيئة ويتفكرون في خلق السماوات والأرض.
أ فلم يسيروا في الأرض. ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق. وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت. أ فلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج. والقى في الأرض رواسي أن تميد بكم. الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى. وهو الذي مد الأرض جعل فيها رواسي وأنهارا. يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل. والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون. وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره. وعلامات وبالنجم هم يهتدون.
علم التوحيد والكلام فاعلم أنه لا إله إلا الله. لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا. ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان. أ فعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد. يا أيها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم. وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ذلك بان الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شئ قدير. قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست