responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 220

وتصل الرحم وتصدق الحديث قالت خديجة فانطلقنا إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى وهو ابن عم خديجة وكان من أهل العلم الأول فأخبره رسول الله ص بما رأى فقال له ورقة إذا أتاك فأثبت له حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني فلما خلا ناداه يا محمد قل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حتى بلغ ولا الضالين قل لا إله إلا الله فاتى ورقة فذكر له ذلك فقال له أبشر ثم ابشر فانا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم وأنك على مثل ناموس موسى وأنك نبي مرسل وأنك سوف تؤمر بالجهاد ولئن أدركني ذلك لأجاهدن معك وروي أن ورقة قال في ذلك شعرا:
- فان يك حقا يا خديجة فاعلمي * حديثك أيانا فاحمد مرسل - - وجبريل يأتيه وميكال معهما * من الله وحي يشرح الصدر ينزل - - يفوز به من فاز عزا لدينه * ويشقي به الغاوي الشقي المضلل - - فريقان منهم فرقة في جنانه * واخرى بأغلال الجحيم تغلل - أقول وفي هذا أيضا ما فيه كما سبق عن مجمع البيان من أن الله تعالى لا يوحي إلى رسوله إلا بالبراهين النيرة ولم يكن ورقة أعرف بالله وبآياته منه ص حتى يأتي إليه ويستثبت منه ويوشك أن تكون هذه الروايات كروايات الغرانيق الآتية وسهوه في الصلاة وشبه ذلك.
احتباس الوحي عن رسول الله في مجمع البيان: احتبس عنه الوحي خمسة عشر يوما عن ابن عباس وقيل اثني عشر يوما عن ابن جريح وقيل أربعين يوما عن مقاتل قال ابن عباس فقال المشركون أن محمدا قد ودعه ربه وقلاه ودعه تركه وقلاه أبغضه ولو كان أمره من الله لتتابع عليه الوحي فنزلت والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وروى الواحدي في أسباب النزول عن البخاري ومسلم أن امرأة من قريش قالت له ما أرى شيطانك إلا ودعك فنزلت وحكى الطبرسي في مجمع البيان أن القائلة له ذلك هي أم جميل بنت حرب زوجة أبي لهب. وروى الواحدي في أسباب النزول أنه أبطأ جبريل عن النبي ص فجزع جزعا شديدا فقالت خديجة قد قلاك ربك لما يرى من جزعك فنزلت أقول الصواب أن القائل له ذلك المشركون أو أم جميل أو الجميع أما خديجة فكانت أعرف بمقام رسول الله ص من أن تقابله بهذا الكلام وكانت عادتها إذا رأت منه ما يهمه أن تسليه لا أن تزيد في همه وتجابهه بقولها: قد قلاك ربك.
حالة الناس قبل الاسلام كان الناس قبل الاسلام يعبدون الأصنام كمشركي العرب وغيرهم ومنهم من يعبد النار وهم المجوس. ومنهم من يعبد النجوم والكواكب ومنهم من يعبد الملائكة. ومنهم من يعبد الآدميين. ومن عبدة الأصنام والأوثان من لا يؤمن بالبعث ويرى أن الأصنام تنفعه في دنياه ويقول: إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين أ إذا كنا عظاما ورفاتا أ إنا لمبعوثون خلقا جديدا. أ إذا متنا وكنا ترابا وعظاما أ إنا لمبعوثون. أ يعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون. وقال في ذلك شاعرهم:
- ذرينا نصطبح يا أم عمرو * فان الموت نقب عن هشام - - و نقب عن أبيك أبي سعيد * أخي الفتيان والشرب الكرام - - يخبرنا ابن كبشة أن سنحيا * وكيف حياة أصداء وهام - - أ تقتلني إذا ما كنت حيا * وتحييني إذا بليت عظامي - والذين كانوا على شرائع الأنبياء كانوا قد غيروا وبدلوا واتخذوا رؤساءهم أربابا من دون الله حللوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم وأشركوا بالله تعالى جعلوا له شركاء من خلقه ومن الآدميين وكانت العرب ومنها قريش عشيرة رسول الله ص تعبد الأصنام من الاحجار والأشجار والرصاص والنحاس والخشب تعملها بأيديها ثم تعبدها وتقول ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى. وكان لكل قبيلة صنم وفي كل بيت صنم أو أصنام فيسجدون لها وينحرون ويذبحون لها ويسألونها حوائجهم ويجعلون لها السدنة وينذرون لها النذور. وكانوا يأخذون الربا ويشربون الخمر ويطوفون بالبيت عراة رجالا ونساء وقد فشا فيهم الزنا وارتكاب الفواحش.
بما ذا بعث النبي فبعث الله تعالى نبيه على حين فترة من الرسل خاتما للنبيين وناسخا شرائع من كان قبله من المرسلين إلى الناس كافة أسودهم وأبيضهم عربيهم وعجميهم وقد ملئت الأرض من مشرقها إلى مغربها بالخرافات والسخافات والبدع والقبائح وعبادة الأوثان.
فقام ص في وجه العالم كافة ودعا إلى الايمان بإله واحد خالق رازق مالك لكل أمر وبيده النفع والضر لم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل ولم يتخذ صاحبة ولم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد آمرا بعبادته وحده لا شريك له مبطلا عبادة الأصنام والأوثان التي لا تضر ولا تنفع ولا تعقل ولا تسمع ولا تدفع عن أنفسها ولا عن غيرها ضرا ولا ضيما متمما لمكارم الأخلاق حاثا على محاسن الصفات آمرا بكل حسن ناهيا عن كل قبيح. قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله.
سهولة الشريعة الاسلامية وسماحتها واكتفى من الناس بان يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويصوموا شهر رمضان ويحجوا البيت ويلتزموا باحكام الاسلام. وكان قول هاتين الكلمتين لا إله إلا الله محمد رسول الله موجبا أن يكون لقائلهما ما للمسلمين وعليه مما عليهم على أي حال كان ولو قالهما والسيف على رأسه.
سمو التعاليم الاسلامية بعث بالمساواة في الحقوق بين جميع الخلق وإن أحد خير من أحد إلا بالتقوى. وبالأخوة بين جميع المؤمنين: انما المؤمنون اخوة وبالكفاءة بينهم:
المؤمنون بعضهم اكفاء بعض. المؤمنون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وبالعفو العام عمن دخل في الاسلام: الاسلام يجب ما قبله.
وسن شريعة باهرة وقانونا عادلا تلقاه عن الله تعالى وتلقاه عنه المسلمون وحفظوه في صدورهم وفي كتبهم ولم يختلفوا في لبه وجوهره وأجمعوا واتفقوا عليه وإن اختلفوا في بعض تفاريعه مع كون كل منهم يرى أنه يرجع في رأيه إلى الأصل المسلم بينهم ويرد تلك التفاريع إليه فكان هذا القانون جامعا لاحكام عباداتهم معاملاتهم وما يحتاجونه في معاشهم ومعادهم فكان عباديا اجتماعيا سياسيا اخلاقيا لا يشذ عنه شئ مما يمكن وقوعه في الكون ويحتاج إليه بنو آدم فما من واقعة تقع ولا حادثة تحدث الا

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست