responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 218

العورات إذا كره شيئا عرف في وجهه ولم يشافه أحدا بمكروه حتى إذا بلغه عن أحد ما يكره لم يقل ما بال فلان يقول أو يفعل كذا بل ما بال أقوام أوسع الناس صدرا ما دعاه أحد من أصحابه أو أهل بيته الا قال لبيك يخالط أصحابه ويحادثهم ويداعب صبيانهم ويجلسهم في حجره يجيب دعوة الحر والعبد والأمة والمسكين ولا يدعوه احمر ولا أسود من الناس إلا أجابه لم ير قط مادا رجليه بين أصحابه ولا مقدما ركبتيه بين يدي جليس له قط وقال انس خدمت رسول الله ص عشر سنين فما رأيته قط أدنى ركبتيه من ركبة جليسه إلى أن قال وما قال لشئ صنعته لم صنعت كذا ولقد شممت العطر فما شممت ريح شئ أطيب ريحا من رسول الله ص يدعو أصحابه بأحب أسمائهم ويكنيهم وإذا سمع بكاء الصغير وهو يصلي خفف صلاته. أكثر الناس شفقة على خلق الله وأرأفهم بهم وأرحمهم بهم أوصل الناس للرحم وأقومهم بالوفاء وحسن العهد يأكل على الأرض وقال آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد فإنما أنا عبد يلبس الغليظ ويحب التيامن في شانه كله في طهوره وترجله وتنعله يعود المساكين بين أصحابه ويعلف ناضحة ويقم البيت ويجلس ويأكل مع الخادم ويحمل بضاعته من السوق لا يجمع في بطنه بين طعامين أرجح الناس عقلا وأفضلهم رأيا. ما سئل شيئا قط فقال لا إذا أراد ان يفعل قال نعم وإذا لم يرد ان يفعل سكت وكان إذا جاء شهر رمضان اطلق كل أسير وأعطى كل سائل وكان أصبر الناس على أوزار الناس وإذا مشى أسرع ليس بالعاجز ولا الكسلان وما رئي يأكل متكئا قط. وكثيرا ما يصلي في نعليه ويلبس القلانس اللاطئة ويلبس القلنسوة تحت العمامة وبدون عمامة ويتعمم بدون قلنسوة وكان له عمامة سوداء دخل يوم فتح مكة وهو لابسها وكان يلبسها في العيدين ويرخيها خلفه وروي انها كانت تسعة أكوار وقال بعضهم الظاهر أنها كانت نحو عشرة أذرع بذراع اليد وكانت له بردة يخطب فيها توارثها الخلفاء وادعوا انها بردته ص.
ومما جاء في وصفه ص انه كان حسن الاصغاء إلى محدثه لا يلوي عن أحد وجهه ولا يكتفي بالاستماع إلى من يحدثه بل يلتفت إليه بكل جسمه وكان قليل الكلام كثير الإنصات ميالا للجد من القول ويضحك أحيانا حتى تبدو نواجذه فإذا غضب لم يظهر من اثر غضبه الا نفرة عرق بين حاجبيه.
قصة زينب بنت جحش هذه القصة تستحق التمحيص فقد نزل فيها القرآن الكريم واشتملت على عدة احكام خالفت احكام الجاهلية وذكر فيها بعض المفسرين من المسلمين ما يشوهها ويخرجها عن حقيقتها كما ذكروا في قصة يوسف وزليخا وداود وامرأة أوريا. مثل ان رسول الله ص جاء إلى منزل زوجها زيد وكان غائبا فرآها تغتسل فقال سبحان خالقك أو ان الهواء رفع الستر فرآها نائمة فوقعت في نفسه فقال شبه ذلك وانه لما جاء زيد أخبرته فظن أنها وقعت في نفسه فأراد طلاقها ليتزوجها رسول الله ص فقال له أمسك عليك زوجك ونحو ذلك واستغل ذلك من يريد عيب الاسلام.
والحقيقة أن زينب كانت بنت عمة رسول الله ص لأن أمها أميمة بنت عبد المطلب وقد كان ص يعرفها طفلة وشابة وهي بمنزلة إحدى بناته وهذا يكذب انه لما رآها وقعت في قلبه ثم هو الذي خطبها على زيد مولاه وساق عنه المهر فلو كان لها هذا الجمال البارع وهذه لمكانة من قلبه لخطبها إلى أهلها بدلا من أن يخطبها على مولاه ولكان أهلها أسرع إلى اجابته من اجابتهم إلى تزويجها بمولاه وعتيقه واحتمال انها وقعت في قلبه بعد ما تزوجت ولم تقع في قلبه وهي خلية سخيف كما ترى فان دواعي الطبيعة قبل تزوجها أكثر وأشد ولكن زينب كانت تستطيل على زيد بقربها من رسول الله ص وانها ابنة عمته وانها قرشية وهو مولى والعرب ترى التزوج بالموالي عارا وانما زوجها رسول الله ص بزيد كسرا لنخوة الجاهلية ورغما عن إبائها وإباء عمها عبد الله حتى نزل فيهما على بعض الروايات وما كان لمؤمن أو مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا فلم يجدا بدا من إطاعة أمر رسول الله ص وكان تزويجها بزيد عن غير رغبة منها أحد أسباب نفورها منه. فاشتكى زيد إلى رسول الله ص مرارا سوء خلقها معه وأراد طلاقها والرسول ص يقول له أمسك عليك زوجك. ثم لما طال به الأمر طلقها وكان رسول الله ص قد تبناه فكان يقال له زيد بن محمد حتى نزلت ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله فقيل زيد بن حارثة وكان أهل الجاهلية يجرون على المتبني احكام الابن النسبي من الميراث وتحريم النكاح فأنزل الله تعالى: وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. فلما طلقها أراد رسول الله ص ان يتزوجها ليمحو تلك العادة الجاهلية بالفعل كما محيت بالقول وبقي في نفسه بعض الاحجام لما عسى ان يقوله الناس في مخالفة هذه العادة المتأصلة في نفوسهم فيقولوا تزوج زوجة ابنه فخاطبه الله تعالى مقويا عزيمته بقوله: وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق ان تخشاه فنفذ ما امره الله تعالى به من أبطال احكام الجاهلية وتزوجها فنزل قوله تعالى: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا.
أولاده 1 القاسم وبه كان يكنى عاش حتى مشى ومات بمكة 2 عبد الله ويلقب بالطيب والطاهر لولادته بعد الوحي ولد بمكة بعد الاسلام ومات بها وبعضهم يعد الطيب والطاهر اثنين 3 فاطمة وهي صغرى بناته تزوجها علي ع بعد الهجرة 4 زينب وهي كبراهن تزوجها قبل الاسلام أبو العاص القاسم. قال المرزباني في معجم الشعراء: وهو الثبت ويقال لقيط ويقال مهشم بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف. وهو ابن أخت خديجة امه هالة بنت خويلد فمحمد النبي ص صهره 5 رقية 6 أم كلثوم زوجهما النبي ص من عتبة وعتيبة ابني عمه أبي لهب فلما جاء الاسلام بلغ من عداوة قريش للنبي ص ان قالوا فرغتم محمدا من همه بتزويج بناته فقالوا لأبي العاص طلق ابنة محمد ونزوجك بنت من أردت من قريش فأبى وطلبوا مثل ذلك إلى عتبة وعتيبة فطلقا زوجتيهما فتزوجهما عثمان واحدة بعد واحدة وأم الكل خديجة 7 إبراهيم بن مارية القبطية ولد بالمدينة ومات وهو ابن ثمانية عشر شهرا.
أعمامه ص أبو طالب واسمه عبد مناف والزبير وحمزة والمقوم والعباس وضرار والحارث وقثم وأبو لهب واسمه عبد العزى والغيداق واسمه مصعب أو نوفل وزاد بعضهم جحل واسمه المغيرة وعبد الكعبة.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست