responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 214

عندها يدعو الله ويشكر ما أعطاه وقال:
- الحمد لله الذي أعطاني * هذا الغلام الطيب الأردان - - قد ساد في المهد على الغلمان * أعيذه بالله ذي الأركان - - حتى أراه بالغ البنيان * أعيذه من شر ذي شنان - - من حاسد مضطرب العنان - وكانت ولادته في الدار المعروفة بدار ابن يوسف وهو محمد بن يوسف أخو الحجاج وكان ص وهبها لعقيل بن أبي طالب فلما توفي عقيل باعها ولده من محمد بن يوسف أخي الحجاج فلما بنى داره المعروفة بدار ابن يوسف ادخل ذلك البيت في الدار ثم أخذته الخيزران أم الرشيد فأخرجته وجعلته مسجدا يصلي فيه وهو معروف إلى الآن يزار ويصلى فيه ويتبرك به ولما اخذ الوهابيون مكة في عصرنا هذا هدموه ومنعوا من زيارته على عادتهم في المنع من التبرك بآثار الأنبياء والصالحين وجعلوه مربطا للدواب.
رضاعه أرضعته أولا ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابنها مسروح أياما قبل ان تقدم حليمة وكانت أرضعت قبله عمه حمزة. فكان رسول الله ص يكرمها وتكرمها زوجته خديجة أم المؤمنين وأعتقها أبو لهب بعد الهجرة فكان ص يبعث إليها من المدينة بكسوة وصلة حتى ماتت فسال عن ابنها مسروح فقيل مات فسال عن قرابتها فقيل ماتوا.
ثم أرضعته حتى شب حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله السعدية من بني سعد بن بكر وكان أهل مكة يسترضعون لأولادهم نساء أهل البادية طلبا للفصاحة ولذلك قال ص انا أفصح من نطق بالضاد، بيد أني من قريش واسترضعت في بني سعد. فجاء عشر نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن الرضاع وفيهن حليمة فأصبن الرضاع كلهن إلا حليمة وكان معها زوجها الحارث المكني أبا ذؤيب وولدها منه عبد الله فعرض عليها رسول الله ص فقالت يتيم ولا مال له وما عست امه ان تفعل فخرج النسوة وخلفنها فقالت لزوجها ما ترى قد خرج صواحبي وليس بمكة غلام يسترضع الا هذا الغلام اليتيم فلو انا أخذناه فاني أكره ان ارجع بغير شئ فقال لها خذيه عسى الله ان يجعل لنا فيه خيرا فأخذته فوضعته في حجرها فدر ثدياها حتى روي وروي أخوه وكان اخوه لا ينام من الجوع فبقي عندها سنتين حتى فطم فقدموا به على أمه زائرين لها وأخبرتها حليمة ما رأت من بركته فردته معها ثم ردته على أمه وهو ابن خمس سنين ويومين.
وقدمت حليمة على رسول الله ص بعد ما تزوج فبسط لها رداءه وأعطتها خديجة أربعين شاة وأعطتها بعيرا. وجاءت إليه يوم حنين فقام إليها وبسط لها رداءه فجلست عليه.
وجاءه وفد هوازن يوم حنين وفيهم أبو ثروان أو أبو برقان عمه من الرضاعة وقد سبي منهم وغنم وطلبوا ان يمن عليهم فخيرهم بين السبي والأموال فقالوا خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا وما كنا لنعدل بالاحساب شيئا فقال اما ما لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وسأسأل لكم الناس فقال المهاجرون والأنصار ما كان لنا فهو لرسول الله وأبى بعض المؤلفة قلوبهم من قبائل العرب وقبائلهم فأعطاهم إبلا عوضا من ذلك ويأتي تفصيله في وقعة حنين وجاءوا يوم حنين بأخته ص من الرضاعة وهي الشيماء بنت الحارث فقالت يا رسول الله اني أختك من الرضاعة فبسط لها رداءه فاجلسها عليه وقال إن أحببت فعندي محببة مكرمة وان أحببت ان أعطيك وترجعي إلى قومك فقالت بل تعطيني وتردني إلى قومي.
كفالة عبد المطلب النبي ص كفل النبي ص بعد أبيه جده عبد المطلب وقام بتربيته وحفظه أحسن قيام ورق عليه رقة لم يرقها على ولده وكان يقربه منه ويدنيه ولا يأكل طعاما الا احضره وكان يدخل عليه إذا خلا وإذا نام ويجلس على فراشه فيقول دعوه.
ولما صار عمره ست سنين وذلك بعد مجيئه من عند حليمة بسنة أخرجته امه إلى أخواله بني عدي بن النجار بالمدينة تزورهم به ومعه أم أيمن تحضنه فبقيت عندهم شهرا ثم رجعت به امه إلى مكة فتوفيت بالابواء بين المدينة ومكة فعادت به أم أيمن إلى مكة إلى جده عبد المطلب وبقيت تحضنه فبقي في كفالة عبد المطلب من حين وفاة أبيه ثمان سنين. وتوفي عبد المطلب وعمره ثمانون سنة فلما حضرته الوفاة اوصى ولده أبا طالب بحفظ رسول الله ص وحياطته وكفالته ولم يكن أبو طالب أكبر اخوته سنا ولا أكثرهم مالا فقد كان الحارث أسن منه والعباس أكثرهم مالا لكن عبد المطلب اختار لكفالته أبا طالب لما توسمه فيه من الرعاية الكافية لرسول الله ص ولأنه كان على فقره أنبل اخوته وأكرمهم وأعظمهم مكانة في قريش وأجلهم قدرا فكفله أبو طالب وقام برعايته أحسن قيام، وكان يحبه حبا شديدا لا يحبه ولده وكان لا ينام إلا إلى جنبه ويخرج فيخرج معه وصب به أبو طالب صبابة لم يصب مثلها بشئ قط وكان يخصه بالطعام وكان أولاده يصبحون رمصا شعثا ويصبح رسول الله ص كحيلا دهبنا وكان أبو طالب توضع له وسادة بالبطحاء يتكئ عليها أو يجلس عليها فجاء النبي ص فجلس عليها فقال أبو طالب ان ابن أخي هذا ليحس بنعيم وخرج به معه إلى الشام وهو ابن اثنتي عشرة سنة بعد ما عزم على ابقائه بمكة لكنه أبى الا ان يصحبه فاخذه معه حتى بلغ به بصرى فرآه بحيرا الراهب، ولم يزل أبو طالب يكرمه ويحميه وينصره بيده ولسانه طول حياته. وحكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن أمالي أبي جعفر محمد بن حبيب ان أبا طالب كان كثيرا ما يخاف على رسول الله ص البيات فكان يقيمه ليلا من منامه ويضجع ابنه عليا مكانه فقال له علي ليلة يا أبة اني مقتول فقال له أبو طالب:
- اصبرن يا بني فالصبر أحجى * كل حي مصيره لشعوب - - قد بذلناك والبلاء شديد * لفداء الحبيب وابن الحبيب - - لفداء الأغر ذي الحسب الثاقب * والباع والكريم النجيب - - ان تصبك المنون فالنبل تبرى * فمصيب منها وغير مصيب - - كل حي وان تملى بعمر * آخذ من مذاقها بنصيب - واستسقى به أبو طالب وهو صغير. أخرج ابن عساكر ان أهل مكة قحطوا فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس دجن تجلت عنها سحابة قتماء فاخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ولاذ الغلام بإصبعه وما في السماء قزعة فاقبل السحاب من هاهنا وهاهنا وأغدق وأخصبت الأرض وفي ذلك يقول أبو طالب:
- وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل - - تلوذ به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست