responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 21

وكان بعده الامام الناصر من بني العباس شيعيا وكان الملك الأفضل علي بن صلاح الدين يوسف الأيوبي المعاصر للناصر شيعيا. وكبراء وزراء الدولة العباسية وكتابها كانوا شيعة ولما خرج الإمام علي بن موسى الرضا ع إلى خراسان في زمن المأمون تشيع كثير من أهلها مضافا إلى من كان فيها من الشيعة. وعند حدوث الضعف في الدولة العباسية وخروج أكثر الأمصار عن يدهم واستبداد الأمراء بها حتى لم يبق لهم غير الخطبة ظهرت في العراق وفارس دولة البويهيين وفي الموصل وحلب والعواصم ودمشق دولة الحمدانيين وفي أفريقيا والمغرب ومصر والشام والحجاز دولة الفاطميين حتى أصبح جل بلاد الاسلام بيد الملوك والأمراء الشيعة وكثرت الشيعة في هذه البلاد كثرة مفرطة فبعضها كان أكثرها شيعة كمصر والمغرب وبعض سواحل سورية ومدنها وكثير من مدن العراق وبعضها كحلب وطرابلس الشام وجبل عامل كان كل أهلها شيعة إلا ما ندر ودخل التشيع إلى بلاد الأندلس وكثر في إيران في ذلك العصر مضافا إلى ما كان فيها من الشيعة ولم يزل في زيادة وفي عهد الملوك الصفوية أصبح جل أهلها شيعة ودخل التشيع في جميع بلاد خراسان وما وراء النهر وأفغانستان قبل عصر الصفوية وكثر في هذه البلاد في عصرهم كبلخ وبخارى وسمرقند وجرجان وهراة وكابل وقندهار وغيرها وامتد إلى بلاد الهند والسند والتبت وظهرت في بلاد الهند دولة العادل شاهية والنظامشاهية والقطبشاهية وغيرها من الدول الشيعية وما زال التشيع يفشو فيها حتى أصبح فيها اليوم ما يزيد على ثلاثين مليونا من الشيعة. وأهل البحرين وهي هجر قديمو التشيع وليها إبان ابن سعيد بن العاص في مبدأ الاسلام وكان من الشيعة فغرس فيهم التشيع ووليها أيضا عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله ص وكان من الشيعة ووليها أيضا معبد بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي وانتشر التشيع في الأعصار الأخيرة في بلاد الأناضول وفي ألبانيا وغيرها. ومما يستلفت النظر ما قرأناه في كتاب حاضر العالم الاسلامي حيث قال وأما عن هرار مدينة في الحبشة فيقول المسيو فال أن أهلها 35 ألف نسمة مسلمون شيعة أما في دائرة المعارف الاسلامية فيقول إن أهلها 50 ألف نسمة اه‌.
ومما ذكرناه من أن انتشار التشيع في خراسان كان بعد خروج الرضا ع إليها وزاد انتشاره في إيران في عصر الملوك الصفوية يظهر بطلان ما يقوله جملة من القشريين المتعصبين على الشيعة من أن الفرس دخلوا في التشيع كيدا للاسلام الذي أزال دولتهم. فان الفرس الذين دخلوا في الاسلام أولا لم يكونوا شيعة حتى يقال في حقهم ذلك ومن دخل في الاسلام بعد هذا وتشيع فحاله حال كل من تشيع من سائر الأمم كالعرب والترك والروم وغيرهم لم يكن باعثه على ذلك إلا حب الاسلام وحب مذهب أهل البيت ع، والملوك الصفوية الذين نصروا التشيع في إيران هم سادة أشراف من نسل الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق ع وهم عرب صميميون فلا يمكن أن يتعصبوا للأكاسرة والذين يمكن في حقهم ذلك هم قدماء الفرس وهؤلاء جلهم كان على مذهب التسنن بل عظماء علماء السنة هم من الفرس فمن هم الذين دخلوا في التشيع كيدا للاسلام يا ترى، وقبلهم نشر الأشعريون التشيع في قم وأطرافها وهم عرب صميميون هاجروا إليها في عصر الحجاج وغلبوا عليها واستوطنوها. ويأتي لهذا مزيد تفصيل في الأمر السادس من البحث الرابع [1].
وما زال التشيع يفشو ويقل ويظهر ويخفي ويوجد ويعدم في بلاد الاسلام على التناوب وغيره بحسب تعاقب الدول الغاشمة وغيرها وتشددها وتساهلها حتى أصبح عدد الشيعة اليوم في أنحاء المعمور يناهز الخمسة والسبعين مليونا [2] أي بأكثر من خمس المسلمين بثلاثة ملايين منها نحو اثنين وثلاثين مليونا في الهند ونحو خمسة عشر مليونا في إيران ونحو عشرة ملايين في روسيا وتركستان ونحو خمسة ملايين في اليمن ونحو مليونين ونصف في العراق ونحو مليون ونصف في بخارى والأفغان ونحو مليون في سوريا ومصر والحجاز ونحو سبعة ملايين في الصين والتبت والصومال وجاوا ونحو مليون في ألبانيا وتركيا. ومرادنا بشيعة الهند وسوريا خصوص الامامية غير الإسماعيلية الآغاخانية وبشيعة اليمن ما يعم الزيدية والامامية الاثني عشرية وبشيعة الألبان غير البكتاشية. وكان بعض أفاضل جبل عامل عدهم في مجلة المقتبس تسعين مليونا مريدا بهم ما يعم الاثني عشرية والزيدية والإسماعيلية والبكتاشية وغيرهم فقال صاحب المقتبس إن في العدد مبالغة ورجح أنهم عشرون مليونا وقدرهم عبد الله مخلص الحيفاوي باثني عشر مليونا وعدهم صاحب المقتطف أربعين مليونا أي الامامية. وعدهم إبراهيم حلمي البغدادي سبعين مليونا وهو قريب مما قدرناه. أما تقادير المقتبس والحيفاوي والمقتطف فبعيدة عن الصواب لا سيما الأولان.
البحث الثالث في الإشارة إلى بعض ما وقع على أهل البيت وشيعتهم من الظلم والاضطهاد في الدول الاسلامية قال السيد علي خان في كتاب الدرجات الرفيعة في طبقات الامامية من الشيعة: روي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع أنه قال لبعض أصحابه يا فلان ما لقينا من ظلم قريش أيانا وتظاهرهم علينا وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس أن رسول الله ص قبض وقد أخبر أنا أولى الناس فمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر عن معدنه واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا ثم تداولتها قريش واحدا بعد واحد حتى رجعت إلينا فنكثت بيعتنا ونصبت الحرب لنا ولم يزل صاحب الأمر في صعود كؤود حتى قتل فبويع الحسن ابنه وعوهد ثم غدر به وأسلم ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه وانتهب عسكره وعوجلت خلاخل أمهات أولاده فوادع معاوية وحقن دمه ودم أهل بيته وهم قليل حق قليل ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم فقتلوه ثم لم نزل أهل البيت نستذل ونستضام ونقصى ونمتهن ونحرم ونقتل ونخاف ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعا يتقربون به إلى أوليائهم وقضاة السوء في كل بلدة فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ورووا عنا ما لم نقله وما لم نفعله ليبغضونا إلى الناس وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن فقتلت شيعتنا بكل بلدة وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة، من ذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو دهمت داره ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين ثم جاء الحجاج


[1] أول استقلال سياسي لإيران هو الذي قام به السامانيون، إذ هم الذين أعلنوا انفصال إيران وإنشاء دولتهم السامانية فيها، والسامانيون سنة وليسوا شيعة. " ح ".
[2] كان هذا يوم تأليف الكتاب أي منذ أكثر من خمسين سنة والعدد اليوم أكثر من ذلك بكثير في جميع البلاد التي ذكرها المؤلف. " ح "

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست