responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 18

المقدمة الثانية في الكلام على معنى الشيعة وأول من أطلق عليه هذا الاسم في الاسلام ومتى حدث اسم العلوية والعثمانية وبقية الأسماء التي تطلق على الشيعة وفرقها المعروفة وخطا جماعة أو تحاملهم عند بيان فرق الشيعة.
ومبدأ ظهورهم وانتشارهم وما وقع على أهل البيت وأتباعهم من الظلم في الدول الاسلامية وعدم انصاف الناس لهم وكثرة التحامل عليهم والنسب الباطلة إليهم والبحث عن السبب الحقيقي في ذلك وخلاصة عقيدتهم وخطأ جماعة في بيانها جهلا أو تحاملا والإشارة إلى علمائهم ونبهائهم وشعرائهم وأدبائهم وكتابهم ومصنفيهم في فنون الاسلام في كل عصر وفضلهم على الأدب العربي واللغة العربية وتفصيل عقائدهم في الأصول والفروع وعددهم وبلدانهم التي وجدوا فيها بكثرة وغير ذلك مما يتعلق بهم ليكون ذلك ترجمة إجمالية لهم قبل الشروع في تراجم آحادهم التفصيلية وليعرف الناظر في كتابنا هذا حقيقة ما هم عليه فان التحامل كاد أن يطمس كثيرا من حقائق أحوالهم كما سنوضحه في البحثين الرابع والسادس ونذكر ذلك في ضمن اثني عشر بحثا.
البحث الأول في معنى لفظ الشيعة ومشتقاته ومتفرعاته وأول من أطلق عليه هذا الاسم في الاسلام ومتى حدث اسم العلوية والعثمانية وبقية الأسماء التي تطلق على الشيعة وفرقها المعروفة.
الشيعة في القاموس: شيعة الرجل بالكسر أتباعه وأنصاره والفرقة على حدة ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث وقد غلب هذا الاسم على من يتولى عليا وأهل بيته حتى صار اسما لهم خاصا والجمع أشياع وشيع كعنب اه‌ وفي تاج العروس: كل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة وكل من عاون إنسانا وتحزب له فهو شيعة له وأصله من المشايعة وهي المتابعة والمطاوعة وقيل عينه واو من شوع قومه إذا جمعهم اه‌ وفي لسان العرب: الشيعة القوم الذين يجتمعون على الأمر وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة إلى أن قال والشيعة أتباع الرجل وأنصاره وجمعها شيع.
وأشياع جمع الجمع ويقال شايعه كما يقال والاه من الولي إلى أن قال:
وأصل الشيعة الفرقة من الناس ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد، وقد غلب هذا الاسم على من يتوالى عليا وأهل بيته رضوان الله عليهم أجمعين، حتى صار لهم اسما خاصا، فإذا قيل فلان من الشيعة عرف أنه منهم وفي مذهب الشيعة كذا أي عندهم واصل ذلك من المشايعة وهي المتابعة والمطاوعة اه‌ وقال الأزهري:
معنى الشيعة الذين يتبع بعضهم بعضا وليس كلهم متفقين والشيعة قوم يهوون هوى عترة النبي ص ويوالونهم اه‌ فمن إطلاقها على الواحد المذكر والمؤنث قولهم فلان شيعة لعلي وكانت فلانة شيعة لعلي: ومن إطلاقها على الجمع قوله تعالى: هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه، وقوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم، في الكشاف: من شيعته ممن شايعه على أصول الدين وإن اختلفت شرائعهما أو شايعه على التصلب في دين الله ومصابرة المكذبين ويجوز أن يكون بين شريعتيهما إتفاق في أكثر الأشياء وعن ابن عباس رضي الله عنه من أهل دينه وعلى سنته اه‌ ومن إطلاقها على الجمع قول الكميت:
وما لي إلا آل احمد شيعة وما لي إلا مشعب الحق مشعب فجعل الآل شيعة له على عكس المتعارف أي أنصارا وأعوانا، وقولهم ع شيعتنا منا، وما ورد عن النبي ص علي وشيعته هم الفائزون، وجاء في القرآن الكريم أشياع وشيع كما فعل بأشياعهم من قبل، في لسان العرب أي بأمثالهم من الأمم الماضية ومن كان مذهبه مذهبهم اه‌ ولقد أهلكنا أشياعهم أي أمثالهم من الماضين. الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا أي فرقا. إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا أي فرقا. وكانت هذه اللفظة تقال على من شايع عليا ع قبل موت النبي ص وبعده قال الشيخ أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي من أهل القرن الرابع في كتاب الفرق والمقالات [1] ما لفظه: جميع أصول الفرق أربع فرق: الشيعة. والمعتزلة.
والمرجئة. والخوارج. فالشيعة هم فرقة علي بن أبي طالب المسمون بشيعة علي في زمان النبي ص وما بعده معروفون بانقطاعهم إليه والقول بإمامته، منهم المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري وعمار بن ياسر ومن وافق مودته مودة علي ع وهم أول من سمي باسم التشيع من هذه الأمة لأن اسم التشيع قديما لشيعة إبراهيم وموسى وعيسى والأنبياء ص اه‌. وعن كتاب الزينة تاليف أبي حاتم سهل بن محمد السجساني المتوفى سنة 205 كما في كشف الظنون في الجزء الثالث من كتاب الزينة: إن لفظ الشيعة على عهد رسول الله ص كان لقب أربعة من الصحابة سلمان الفارسي وأبي ذر


[1] عندنا منه نسخة مخطوطة وطبع في إسطنبول.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست