responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 14

الشيعة للسيد علي خان الشيرازي، فإنه لم يبرز منه إلا جزء واحد وصل فيه إلى ترجمة كثير الشاعر المتوفي في خلافة يزيد بن عبد الملك، ولو تم لكان من أحسن ما يمكن أن يؤلف في هذا الموضوع وأتمه استيفاء، ولكان في عشرات المجلدات ومنها ما لم يخرج من المسودة وهو عزيز الوجود وبعض أجزائه مفقود ككتاب رياض العلماء لملا عبد الله الأصفهاني المعروف بالأفندي من أهل أوائل القرن الحادي عشر وهو كتاب في غاية الجودة ينقل عنه المؤلفون في التراجم كثيرا وهم عيال عليه ومؤلفه متتبع ماهر واسع الاطلاع، وهو في عشرة مجلدات خمسة منها في أحوال علماء الشيعة وخمسة في أحوال علماء غيرهم، والخمسة الأولى فقد منها الأول والرابع فلم يوجد في هذه الأعصار سوى يسير من الأول ذكر في كشكول البحراني منسوبا إلى بعض تلاميذ المجلسي وهي خسارة عظمي على العلم لا تتلافى والباقي منه محتاج للتهذيب والترتيب ونسخه الناسخون على علاته. وككتاب الحصون المنيعة في طبقات الشيعة للفاضل المعاصر الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا النجفي من أحفاد الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء في تسعة مجلدات لم تهذب ولم ترتب وبقيت في المسودة مع اشتمالها كما يقال على مادة غزيرة رأيناها في مكتبته بالنجف ولم نستفد منها شيئا ومنها غير واف بالمطلوب لتقدم عصره واختصاره في بعض الموارد كفهرست ابن النديم ومع ذلك ففيه من الفوائد الغزيرة ما لا يوجد في سواه ومنها شديد الاختصار غير مستوف لجميع من وضع له ككتاب أمل الآمل في علماء جبل عامل وغيرهم، وفهرست ابن بابويه، ومعالم العلماء لابن شهرآشوب وغيرها، على أن هذه الثلاثة مع اختصارها لا سيما الأخيران فيها ما لم يوجد في غيرها ومنها ما هو غير نقي العبارة ولا حسن الترتيب مشتمل على أمور كثيرة كان الواجب تركها ككتاب روضات الجنات، ومع ذلك فهو أجمح الكتب المنتشرة المطبوعة لما يطلب في هذا الفن وإن كان قد فاته عدد كثير ومنها ما هو خاص باهل عصر واحد من الأدباء خاصة كالسلافة لصاحب الدرجات الرفيعة وهو مع ذلك مشتمل على الأسجاع المتكلفة كعادة أهل ذلك العصر وغير خاص بالشيعة ومنها ما هو خاص بالشعراء خاصة كنسمة السحر فيمن تشيع وشعر لبعض الزيدية وفيه أيضا الأسجاع المتكلفة ومنها ما هو خاص بمن له شعر في المذهب ومعلوم التاريخ ككتاب الطليعة من شعراء الشيعة للفاضل المعاصر الشيخ محمد بن طاهر السماوي النجفي في مجلدين لم يطبع ولم ينشر ولم يخرج من المسودة ومنها ما يسمع باسمه ولا يرى شخصه ككثير من مؤلفات المرزباني كمعجم الشعراء له الذي كثر نقل العلماء عنه ووجد جزؤه الأخير في أوروبا عند المستشرقين وجدوه في جهات حلب وطبعوه في مصر وظلوا يفحصون عن الباقي، وعندنا قطعة صغيرة في شعراء الشيعة خاصة منتخبة من بعض مؤلفات المرزباني وكنا نظن أولا أنها منتخبة من معجم الشعراء ثم ظهر لنا أنها ليست منه. ومنها ما لم يطبع ولم ينشر ولم يوجد منه غير نسخة واحدة في خزانة مؤلفه ككتاب تكملة أمل الآمل للفاضل المتتبع المعاصر السيد حسن الصدر العاملي الكاظمي في ثلاثة مجلدات، وكتاب طبقات الشيعة للفاضل المعاصر الشيخ آقا بزرگ الطهراني نزيل سامراء جمع فيه ثلاث عشرة طبقة من المائة الثالثة إلى هذه المائة في ثلاثة عشر مجلدا لم تخرج من المسودة، وكتاب آثار الشيعة الإمامية للفاضل المعاصر الشيخ عبد العزيز النجفي نزيل طهران من أحفاد صاحب جواهر الكلام في عشرين جزءا طبع منها الثالث بالعربية والرابع بالفارسية، إلى غير ذلك. ويشترك ما رأيناه من هذه الكتب في إهمالها لجماعات كثيرة من أعيان الشيعة قد ترجموا في غير كتب الشيعة اطلعنا على تراجمهم أثناء تتبعاتنا على قصورها، ويرحم الله القائل:
من قاس ما لم يره بما رأى أدنى إليه ما رآه ما نأى ولا يعزى ذلك إلى تقصير أو قصور من أصحابنا في هذا الباب فإنهم جزاهم الله خيرا بذلوا وسعهم في كل فن وعلم، وعذرهم في عدم استيفاء ذلك ما مر من اشتغالهم بالاجتهاد ومقدماته، مع أن كثيرا من مؤلفاتهم ذهبت في الفتن والغارات على بلادهم. ثم إن المعاصرين لنا والقريبين من عصرنا ليس لكثير منهم تراجم في الكتب لتأخر عصرهم وعدم تصدي أحد من المعاصرين للتأليف في ذلك أو عدم انتشار مؤلفه.
وقد كنت من زمن بعيد أحدث نفسي بتأليف كتاب جامع لتراجم أعيان الشيعة الإمامية الاثني عشرية عموما، وتعوقني عن ذلك العوائق والاشتغال بما هو أهم. ولما رأيت التشوف والتطلع أزمانا كثيرة من جميع الطبقات إلى مثل هذا الكتاب واشتداد الحاجة إليه، ورأيت أنه لم يؤلف ولم ينشر حتى اليوم كتاب بهذا الموضوع واف بالغرض، عقدت العزيمة بعد الاتكال عليه تعالى والتشمير عن ساعد الجد والاجتهاد على تاليف كتاب في ذلك جيد الترتيب مبسوط مستوف لكل ما يراد، جامع لتراجم أعيان الشيعة كلهم من الصدر الأول إلى اليوم من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين والعلماء من الرواة والمحدثين والقراء والمفسرين والفقهاء والحكماء والمتكلمين والمنطقيين والرياضيين والنحويين والصرفيين واللغويين والبيانين والنسابين والأطباء والشعراء والأدباء والعرفاء والوعاظ والملوك والوزراء والأمراء والكتاب والقضاة والنقباء الرجال منهم والنساء وذكر ما عرفناه من تواريخ مواليدهم ووفياتهم ومؤلفاتهم وأخبارهم ونوادرهم ونبذ من أشعارهم وأنثارهم وضبط ما يشتبه به من مناسبهم وأسمائهم وأسماء آبائهم وبلدانهم حسب الوسع والطاقة، معتمدين في تذليل الصعاب بعد الله تعالى على الجد والصبر والثبات، فأسهرنا الطرف، وأنصبنا البدن، وأعملنا الفكر، وجانبنا الملل، وحالفنا الجد والكد، وتجشمنا الأسفار، وواصلنا في المطالعة والتنقيب والتحرير الليل بالنهار، وتتبعنا بحسب وسعنا المكتبات وظهور الكتب المخطوطة في سوريا والعراق وبلاد إيران، ونرجو أن نوفق لتتبع مكتبات الهند وغيرها، كما تتبعنا جهدنا كتب غير الشيعة وخبايا الزوايا، فاستخرجنا منها تراجم جمة خلت عنها كتب التراجم للشيعة، ونبهنا على عدة أغلاط وقع فيها من تقدمنا وكان في النية أن نقتصر على تراجم مطولة في الجملة ولا نذكر من لم يقل في حقه إلا عبارة مختصرة كقولهم: ثقة، أو عين، أو صدوق، أو له كتاب، أو لا بأس به، أو ضعيف، أو من رجال أحدهم ع، أو عالم فاضل معاصر، أو عالم صالح، أو يروي عن فلان ويروي عنه فلان، أو نحو ذلك. ثم رجحنا أن لا نترك ذكر أحد ممن له نباهة وذكر في كتب الرجال والتراجم قصدا إلى أن تكون فائدته أتم ونفعه أعم وأن يستغني به عن غيره من يريد البحث في صحة أسانيد الحديث وأن يظهر للملأ ما عليه أعيان الشيعة من الكثرة في كل عصر وزمان من كل طبقة حتى في أزمنة الخوف والاضطهاد، وما كان في رواتهم من الكثرة والانتشار فان كثيرا من الناس يجهلون أن في أعيان الشيعة مثل هذا العدد ولا ينظرونهم بالنظر الذي يجب أن ينظروا به. وترجمنا كثيرا من ملوكهم وأمرائهم ووزرائهم وإن كان بعض هؤلاء داخلا في عداد الظلمة وأهمل جل من ألف في التراجم من

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست