responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 13

خطبة الكتاب الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين، ورضي الله عن التابعين لهم باحسان وتابعي التابعين، وعن العلماء والصالحين إلى يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي عامله الله تعالى بفضله ولطفه: إن علم الرجال الباحث عن تعديل الرجال وتضعيفهم وعلم التراجم الباحث عن أحوال العلماء والأعيان كلاهما كثير الفائدة عظيم المنفعة، حقيق بان تصرف إليه الهمم، وتستنفد فيه الأوقات وتؤلف فيه الأسفار، لأن في علم الرجال معرفة الثقات من الرواة والممدوحين لأجل قبول روايتهم، ومعرفة الضعاف والمجروحين والمجاهيل لعدم قبولها، قال علي بن المديني: العلم به نصف علم الحديث فإنه سند ومتن وفي علم التراجم الاطلاع على أخبار الماضين وأحوال السالفين، من الأعيان والأماثل، وفي ذلك فائدة الاقتداء بهم والسلوك على طريقتهم، وتجنب ما لا يستحسن من حالاتهم وصفاتهم وأقوالهم وأفعالهم. وقد ألف في ذلك علماء الاسلام فأكثروا في كل عصر وزمان، فبعضهم اقتصر على الصحابة كما في الاستيعاب في أسماء الأصحاب لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر المالكي، والإصابة في تمييز الصحابة لأحمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني، وأسد الغابة في معرفة الصحابة لعز الدين علي بن محمد بن الأثير الجزري وغيرهم. وبعضهم على الرواة خاصة وهو كثير، وبعضهم على غيرهم من الأعيان. وبعضهم رتب كتابه على الطبقات كمحمد بن سعد كاتب الواقدي في طبقاته الكبير والصغير. وبعضهم على طبقات فرقة خاصة كالشافعية، والحنفية، والحنابلة، والمالكية، والشيعة، والأطباء، واللغويين، والنحاة، والأدباء وغيرهم. وبعضهم على علماء بلد خاص ممن سكنه أو ورده كتاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وتاريخ دمشق لابن عساكر وغيرهما. وبعضهم على الأدباء والشعراء خاصة كمعجم الأدباء لياقوت، ومعجم الشعراء للمرزباني وغيرهما، وبعضهم على شعراء فرقة خاصة كنسمة السحر والطليعة. وبعضهم على أدباء عصر خاص كاليتيمة، والخريدة، والدمية، والسلافة، ووشاح الدمية، ونشوة السلافة وغيرها. وبعضهم على أعيان عصر خاص كالدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وخلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، وسلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر وغيرها. وبعضهم على الحفاظ خاصة كتذكرة الحفاظ للذهبي. وبعضهم عمم كابن خلكان في وفيات الأعيان والصفدي في الوافي بالوفيات وغيرهما.
وألف في ذلك أصحابنا الإمامية الاثنا عشرية فأكثروا وجاروا من عداهم في ذلك فسبقوا ولم يقصروا. لكنهم صرفوا جهدهم إلى التأليف في أحوال الرواة أكثر من غير الرواة لقولهم بالاجتهاد وعدم سد بابه عندهم.
فمست الحاجة إلى معرفة أحوال الرواة وتمييز الثقة منهم من غيره لأنه من أهم مقدمات الاجتهاد، فألفوا فيه المؤلفات الكثيرة من مطولات ومختصرات في كل عصر وزمان، مما ينبو عن الحصر، ولم يذكروا في مؤلفاتهم الرجالية غير الرواة إلا نادرا، وذلك كرجال الشيخ الطوسي المرتبة أبوابه على من روى عن النبي ص والأئمة الاثني عشر ع ومن لم يرو عن واحد منهم لكنه شديد الاختصار.
وكفهرست الشيخ الطوسي وكتاب النجاشي وهما مختصان بأسماء المؤلفين من الرواة دون غيرهم وذكر مؤلفاتهم والسند إليها. ورجال الكشي الجامع لجميع ما روي في حق رجال الحديث، ومنهج المقال للميرزا محمد الاسترآبادي الجامع لكل ما في كتب رجال الحديث من الروايات وأقوال العلماء، ونقد الرجال للسيد مصطفى التفريشي اقتصر فيه على أقوال علماء الرجال في الجرح والتعديل وأهمل ذكر الروايات وأكثر المصنفات وترجم جملة من العلماء بتراجم مختصرة. وألف الشيخ فخر الدين الطريحي النجفي المتوفى سنة 1085 كتابا في تمييز الأسماء المشتركة للرواة، وألف مثله تلميذه الشيخ محمد أمين الكاظمي وزاد عليه أسماء ومميزات أهملها شيخه إلا أنهما لم يأتيا في ذلك بشئ يشفي الغليل لاقتصارهما على المميزات المستفادة من أسانيد النجاشي في كتاب رجاله والشيخ الطوسي في فهرسته والذي استوفى المميزات كلها لأسماء الرجال كلها إنما هو الحاج محمد الأردبيلي تلميذ المجلسي في المائة الثانية عشرة في كتابه جامع الرواة فإنه ذكر في كل راو جميع الذين روى عنهم والذين رووا عنه مع الإشارة إلى الباب الذي ذكرت فيه هذه الرواية من كتب الحديث وقد سبقه إلى ذلك من علماء غيرنا الحافظ عبد الغني المقدسي في كتابه الكمال في أسماء الرجال ثم هذبه الحافظ يوسف بن الزكي المزي وسماه تهذيب الكمال ثم هذبه الحافظ بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 وسماه تهذيب التهذيب وطبع في الهند وجامع الرواة يزيد عليه بالإشارة إلى الرواية ومحلها من كتب الحديث، وألف أصحابنا أيضا في التراجم والطبقات مما لا يختص بالرواة للمؤلفات الجمة، سوى أنهم لاشتغالهم بالعلوم المتوقف عليها تحصيل ملكة الاجتهاد لا سيما أصول الفقه والبحث عن أحوال الرواة، واشتغالهم بعد الفراع منها بالفقه، وتطبيق الفروع على الأصول خصوصا مع توسع المتأخرين منهم في أصول الفقه الذي أوجب صعوبة طرقه وصد الأكثرين عن التأليف في غير هذين العلمين، كانت مؤلفاتهم في فن التراجم على كثرتها ما طبع منها وما لم يطبع لا يوجد بينها كتاب واف بالمرام منقع للأوام وجميعها غير سالم من ليت ولو فمنها غير تام التأليف ككتاب الدرجات الرفيعة في طبقات

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست