responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 119

بالأصول الأربعمائة ثم جمع قدماء الشيعة من أوائل المائة الرابعة إلى أواسط المائة الخامسة مما في هذه الكتب أربعة كتب مبوبة حاوية للفقه كله من الطهارة إلى الديات وبعضها حاو لجملة من الأصول ومجموع ما فيها يزيد على ما في الصحاح الستة لأهل السنة ثم جمع ما فيها في كتابي الوسائل والوافي وستعرف أنه اشتهر ثمانية عشر رجلا من أصحاب الأئمة بالفقه والحديث من أواخر المائة الأولى إلى أوائل المائة الثالثة وعرفوا بأصحاب الاجماع لأن الكشي ادعى اجماع العصابة على تصحيح ما يصح عنهم والاقرار لهم بالفقه ثم اتسع باب التصنيف عند الشيعة في المائة الثانية وبعدها في الكلام والفقه وغيرهما فممن ألف منهم في الكلام عيسى بن روضة كان متكلما جيد الكلام له كتاب في الإمامة وكان صاحب المنصور والمنصور توفي سنة 158. وأبو جعفر محمد بن علي بن النعمان يعرف بشيطان الطاق لحذقه أو مؤمن الطاق له في الكلام كتب كثيرة وهو من أصحاب الصادق والصادق توفي سنة 148 وغيرهما كثيرون ألفوا في الكلام في أواسط المائة الثانية وأواخرها كما سيأتي عند ذكر طبقات المتكلمين وازداد باب التأليف اتساعا عندهم في المائة الثالثة وما بعدها فصنفوا في المائة الثالثة وأوائل الرابعة التصانيف الجليلة في علم الكلام وهي كثير جدا كما يعلم من مراجعة طبقات المتكلمين منهم أمثال إبراهيم بن محمد الثقفي 283 ومحمد بن قبة الرازي الذي رد على أبي القاسم البلخي بعدة كتب وصنفوا في المائة الرابعة التصانيف الفائقة في علم الفقه على الطراز الموجود اليوم من الطهارة إلى الديات وفي علم الكلام فمن متقدميهم في التصنيف في جميع أبواب الفقه الحسن بن أبي عقيل العماني أول من هذب الفقه وبوبه على الكتب المعروفة اليوم له في الفقه كتاب المتمسك بحبل آل الرسول معاصر لجعفر بن محمد بن قولويه كتب إليه يجيزه بالكتاب المذكور وابن قولويه توفي سنة 369.
ومنهم محمد بن أحمد بن الجنيد له كتاب تهذيب الشيعة لاحكام الشريعة فيه جمع كتب أبواب الفقه معاصر للسلطان معز الدولة المتوفى سنة 356 جعله بحر العلوم في رجاله من كبار الطبقة السابعة وجعل ابن أبي عقيل أعلى منه بطبقة والظاهر أن ذلك لكون المفيد يروي عن ابن الجنيد بلا واسطة ويروي عن ابن أبي عقيل بواسطة شيخ المفيد جعفر بن محمد بن قولويه.
وبعد هذه الطبقة طبقة الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان 413 وتلميذه المرتضى 436 وتلميذ المرتضى الشيخ أبو جعفر الطوسي 460 وبعد الطوسي تلاميذه الذين انتشروا في أقاصي الأرض. وبعد ذلك إلى اليوم ألف الامامية في كل عصر في أنواع العلوم: التفسير والحديث وعلومه وآيات الأحكام والأصولين والفقه والرجال وغير ذلك مما انتشر في أقطار الأرض وجاروا غيرهم ولم يقصروا بل سبقوا سواهم في كثير منها ولم يؤخروا ولا سيما في أصول الفقه وفي الفقه نظرا إلى قولهم بالاجتهاد وسد بابه عند غيرهم وقد سبقوا إلى التأليف في الفقه والأحكام من صدر الاسلام كما عرفت.
وكذا في علم الكلام والجدل نظرا إلى احتياجهم إلى رد الخصوم الكثيرة في كل عصر وزمان وكان منهم من القراء عاصم والكسائي وغيرهما ومؤلفاتهم في الفقه والحديث والتفسير تنبو عن الحصر. بل أن لهم في العلوم الاسلامية مؤلفات لم يؤلف مثلها أبدا من يوم ابتداء التأليف في الاسلام إلى اليوم وكانت هي وحدها المتميزة بين جميع ما ألف في ذلك وجملة منها كانوا هم أول من ابتدأها وألف فيها فعلم النحو اخترعه أبو الأسود الدئلي بتعليم أمير المؤمنين علي ع ولما انتشر علم النحو واتسع كان فحول علمائه من الشيعة كالخليل بن أحمد والكسائي والمازني وأبو علي الفارسي وغيرهم ولما كثرت المؤلفات في علم النحو في الأعصار الأخيرة كان خير مؤلف فيه شرح الشيخ الرضي على كافية ابن الحاجب جمع فلسفة علم النحو وتحقيق مسائله ولم يؤلف مثله لا قبله ولا بعده وعكف عليه العلماء والطلاب من العرب والفرس والترك وعلق عليه حاشية السيد الشريف الجرجاني طبعت معه في مصر وطبع في إيران عدة طبعات وقد أثنى على مؤلفه وعليه السعد التفتازاني في مطوله ثناء بليغا وعلم الصرف اخترعه منهم معاذ بن مسلم الهراء الكوفي وأفرده عن علم النحو. وعلم العروض اخترعه منهم الخليل بن أحمد ووضع كتاب العين الذي جمع فيه لغة العرب بتمامها وألف الصاحب بن عباد المحيط في اللغة يكثر النقل عنه في كتب اللغة وأول من عمل المقامات بديع الزمان كان من الشيعة وبه اقتدى الحريري وكان كتاب الدنيا أربعة عبد الحميد وابن العميد والصاحب والصابي والاثنان المتوسطان من الشيعة. ونوابغ الشعراء هم من الشيعة وحدهم كابي نواس وأبي تمام والبحتري والمتنبي والشريف الرضي وابن هانئ الأندلسي متنبي الغرب وغيرهم وطبقة أخرى بعد هؤلاء مثل محمد ابن وهيب الحميري والسري الرفا والخالديين وأبي فراس الحمداني والناشي وغيرهم حتى قيل: وهل رأيت أديبا غير شيعي وفي التاريخ نبغ المسعودي فألف أخبار الزمان والأوسط ومروج الذهب الذي جمع على صغر حجمه ما لم يجمعه غيره. وفي الرجال والتراجم نبغ ابن النديم فجمع فهرسته على اختصاره ما لم يجمعه غيره وقطب الدين الشيرازي دفين صالحية دمشق وخريج مدارسها والمدرس فيها شرح الشمسية في المنطق فكان عليه المعول في تدريس علم المنطق في جميع بلاد الدنيا من حين تاليفه إلى اليوم وألف شرح المطالع في المنطق لم يؤلف مثله وألف المحاكمات كذلك، وألف علماء الشيعة في علم الكلام المؤلفات الجمة التي لم يؤلف مثلها كالشافي للمرتضى وغيره كما ألفوا في الحكمة العقلية من الطبيعيات والإلهيات ما لم يسبقوا إلى مثله فالتجريد للمحقق نصير الدين الطوسي عليه المعول عند أرباب هذا الفن وشرحه القوشجي من السنيين والعلامة الحلي من الشيعة وهو المرجع لعلماء الطرفين وعمل النصير الطوسي الزيج بمراغة لرصد النجوم واثره باق لليوم. وكان النوبختيون من المنجمين وألف الرئيس ابن سينا وهو شيعي إسماعيلي القانون في الطب لم يؤلف مثله كان يدرس في أوروبا إلى عهد قريب وألف الشيخ البهائي العاملي الخلاصة في الحساب طبعت بإيران مرارا وبمصر وترجمها إلى الألمانية الأستاذ نسلمان وطبعت الترجمة في برلين وألف تشريح الأفلاك. ومن تسمى بالمعلم من الحكماء ثلاثة أحدهم من اليونان والاثنان من الشيعة فالمعلم الأول أرسطو وهو يوناني والمعلم الثاني الرئيس ابن سينا شيعي والمعلم الثالث أبو نصر الفارابي شيعي. وممن نبغ منهم في المنطق والحكمة المحقق الديواني، وبرع منهم في الكلام في المائة الثانية علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار الأسدي الكوفي البصري كان من أجلاء متكلمي الإمامية كلم أبا الحسن العلاف والنظام وهما من رؤساء المعتزلة وله مجالس مع هشام بن الحكم المتوفى 179 ومن أجلاء متكلميهم إسماعيل بن علي النوبختي له مجالس مع الجبائي المتوفى 303.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست