responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 110

مع مخالفته للمحسوس هو محل النزاع وقوله ومن آذاهم فقد آذاني لا يمكن شموله لمن كانت صفته ما ذكرنا لأن من كانت هذه صفته فهو مؤذ لله ولرسوله فمؤذيه غير مؤذ لله ولرسوله وهو نفسه داخل في هذا الذم وقد علمنا أن بعضهم قد آذى البعض فيكون مؤذيا له ص.
وأما حديث: لو أنفق أحدكم الخ فنقول بموجبه لأن من أنفق من سعة ليس كمن أنفق من ضيق ومن أنفق لنصر الإسلام أول ظهوره وعند ضعفه ليس كمن أنفق بعد ظهوره وعند قوته لكن ذلك كله مشروط بخلوص النية والتقوى كما مر ولا يدل على أن من لم ينفق أو صدرت منه المعاصي هو من العدول وأما حديث خير القرون قرني وما بمعناه فلا يدل على إن جميع أمته عدول كما مر في كنتم خير أمة وكذا حديث أنتم خيرها ويأتي الكلام في مثله في رد كلام الجويني وإما حديث ان الله أختار أصحابي الخ فلا يمكن شموله لمن صدر منهم ما قدمناه وهو خاص بالصالحين منهم.
وأما ما ذكره الجويني من إنه ص نهى عن الكلام فيما شجر بين أصحابه فمع إنه أرسله ولم يسنده ولم يذكره الحافظ ابن حجر وحفظه وتبحره غير منكور ولو كان صحيحا عنده لما تركه. فيه إن الصحابة أنفسهم لم يتركوا الكلام فيما شجر بينهم فقد كان معاوية لا يزال يذكر وقعة الجمل وصفين لعلي وأصحابه ويندد بهما فاما ان يكون هذا النهي ليس بواقع أو واقعا وخالفه فينافي عدالته مع إنه غير ظاهر الدلالة لأحتمال أن يراد إياكم ان يشجر بينكم من الحرب والقتال مثل ما شجر بينكم من الحرب والقتال مثل ما شجر بين صحابتي واما رواية أصحابي كالنجوم الخ فلا يراد به جميع أصحابه قطعا وإلا لكان لنا أن نقتدي بمن شق عصا المسلمين وخرج على الإمام العادل وأرسل بسر بن أرطاة يسفك الدماء ويفسد في الأرض حتى قتل ما يزيد على ثلاثين ألفا من المسلمين بغير ذنب وذبح ولدي عبيد الله بن العباس الصغيرين على درج صنعاء تحت ذيل أمهما فذهب عقلها ووسوست وسبى نساء همدان فكن أول مسلمات سبين في الاسلام وأقمن في السوق يبعن بيع الإماء. وبسر هذا من الصحابة روى حديثين عن النبي ص. ومن أرسله وأمره بما فعله هو أيضا من الصحابة فهل إذا اقتدينا بهما اهتدينا ولكان لنا ان نقتدي بمن قنت بلعن علي بن أبي طالب وحسن وحسين وابن عباس في الصلاة فنكون مهتدين وكيف لا يكون مهتديا من اقتدى بعلي بن أبي طالب في قنوته على معاوية وعمرو بن العاص وصحة الاقتداء به في ذلك يبطل دلالة الحديث على عدالة الجميع. مع إن هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة صرح به الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال فقال في ترجمة جعفر بن عبد الواحد انه كان يصنع الحديث إلى أن قال ومن بلاياه عن وهب بن جرير عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي ص أصحابي كالنجوم من اقتدى بشئ منهم أهتدي اه‌ وحديث أهل بدر أن صح لا يعم جميع الصحابة وهو مشروط بسلامة العاقبة كما مر في غيره مع إنه مخالف لقوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره والحديث المخالف للكتاب مردود ولا يجوز ان يخبر الحكيم مكلفا بأنه لا عقاب عليه فليفعل ما يشاء.
وأعلم إنه قد تكلم في هذه المسألة العلامة الحلي في نهاية الأصول بما لا مزيد عليه. وحكى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة انه جرى ذكر هذه المسألة في مجلس النقيب أبي جعفر يحيى بن يزيد العلوي فذكر بعض الشافعية نحوا مما ذكره الجويني فقال النقيب: عندي رسالة في هذا الموضوع لبعض الزيدية وقام وأتى بها وقد استوفى فيها الكلام بنحو مما ذكره العلامة الحلي والظاهر أن تلك الرسالة هي للنقيب ولكنه لم يجسر ان ينسبها إلى نفسه فتستر ببعض الزيدية، وفي الرسالة فصول نفيسة هي أنفس بكثير من الفصل الذي نقله ابن حجر عن الخطيب.
ومما ذكر فيها أنه لولا إن الله تعالى أوجب معاداة أعدائه كما أوجب موالاة أوليائه بقوله تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الآية. ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل إليه ما اتخذوهم أولياء. لا تتولوا قوما غضب الله عليهم ولولا الإجماع على أن البغض في الله والحب في الله واجب لما تعرضنا لمعاداة أحد في الدين ولو ظننا إن الله يعذرنا إذا قلنا يا رب غاب عنا أمرهم لاعتمدنا على هذا العذر ولكنا نخاف أن يقول لنا إن كان أمرهم غاب عن أبصاركم فلم يغب عن قلوبكم وأسماعكم قد أتتكم به الأخبار الصحيحة التي بمثلها أقررتم بالنبي ص وأمرتم بتدبر القرآن فهلا حذرتم ان تكونوا من أهل هذه الآية القائلين غدا ربنا إنا أطعنا سادتنا الآية. وإذا كان الله تعالى قد أوجب البراءة من أعدائه فهو يقول للمكلف يوم القيامة لم لم تبرأ ومن لم يلعن إبليس طول عمره وهو يعتقد استحقاقه اللعن فهو مخطئ، ولو قال قائل قد غاب عنا أمر يزيد والحجاج فليس ينبغي ان نخوض في قصتهما ونبرأ منهما هل كان هذا إلا كقولكم قد غاب عنا أمر بعض بني أمية والمغيرة بن شعبة وأضرابهم فليس لخوضنا في قصتهم معنى وكيف أدخلتم أنفسكم في أمر عثمان وخضتم فيه وقد غاب عنكم وبرئتم من قتلته، وكيف لم تحفظوا أبا بكر الصديق في ابنه محمد وعائشة أم المؤمنين في أخيها المذكور فلعنتموه وفسقتموه ومنعتمونا أن نخوض وندخل أنفسنا في أمر علي والحسن والحسين ومن ظلمهم وتغلب على حقهم وكيف صارت البراءة من ظالم عثمان سنة ومن ظالم علي وولديه تكلفا وكيف لزمنا حفظ أم حبيبة في أخيها ولم تلزم الصحابة أنفسها حفظ رسول الله ص في أهل بيته وفي صهره وابن عمه عثمان فكانوا بين قاتل وخاذل، وقد لعن معاوية عليا وابنيه الحسنين وهم أحياء يرزقون بالعراق وهو يلعنهم بالشام على المنابر ويقنت عليهم في الصلوات ولو كان يلزم ان يحفظ زيد لأجل عمرو لوجب ان يحفظ سعد بن أبي وقاص في ابنه عمر بن سعد قاتل الحسين ع وأن يحفظ معاوية في ابنه يزيد صاحب وقعة الحرة وقاتل الحسين ع ومخيف المسجد الحرام فلا يلعن يزيد ولا عمر بن سعد. وليست محبة رسول الله ص لأصحابه كمحبة الجهال تابعة للعصبية بل لطاعتهم لله تعالى ولذلك قال ص لو سرقت فاطمة لقطعتها وقد جلد أصحاب الإفك وفيهم مسطح وهو بدري. ولم تكن الصحابة عند أنفسها بهذه المنزلة وإذا نظرت أفعال بعضهم ببعض دلتك على إن القصة كانت على ما سبق إلى قلوب الناس اليوم هذا علي وعمار وأبو الهيثم وخزيمة وجميع من كان مع علي من المهاجرين والأنصار لم يروا أن يتغافلوا عن طلحة والزبير وابنه ومن معهم حتى فعلوا بهما وبمن معهما ما يفعل بالشراة في عصرنا وهؤلاء أصحاب الجمل لم يروا ان يمسكوا عن علي حتى قصدوا له كما يقصد للمتغلبين في زماننا وهذا معاوية وعمرو لم يريا عليا ع بالعين التي يرى بها العامي صديقه أو جاره ولم يقصرا دون ضرب وجهه بالسيف ولعنه ولعن أولاده وكل من كان حيا من أهله وقتل أصحابه وقد لعنهما هو أيضا في الصلوات المفروضات ومعهما أبا الأعور

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست