responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 103

حاجة ولا فقر لا يمسهم فيها نصب ولا يمسهم فيها لغوب. فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون، وإن النار هي دار الهوان والانتقام.
إعتقادهم في العفو والشفاعة ويعتقدون إن من مات مصرا على ذنبه استحق العقاب إلا أن يتغمده الله بعفوه وغفرانه إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء أو تدركه شفاعة النبي ص أو أحد الأئمة أو المؤمنين ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون.
إعتقادهم فيما لم تعلم حقيقته مثل اللوح والقلم والعرش وغيرها إنه يجب الاعتقاد به إجمالا على ما هو عليه في الواقع ولا يجب أزيد من ذلك لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها.
ما انفردت به الشيعة الإمامية عن الأشاعرة في أصول العقائد وهو أمور: الأول قالت الامامية والمعتزلة إن صفات الله تعالى عين ذاته بمعنى إن ذاته تعالى تسمى باعتبار التعلق بالمعلومات عالما وبالمقدورات قادرا إلى غير ذلك لأنها إن كانت غير ذاته وكانت قديمة كقدم الذات لزم تعدد القدماء وإن كانت حادثة لزم كونه تعالى محلا للحوادث وكلاهما باطل ومرجعه إلى العجز عن إدراك حقيقة الصفات كحقيقة الذات وإن صفاته الثبوتية ثمان كما تقدم.
وقالت الأشاعرة إنه تعالى قادر بقدرة عالم بعلم حي بحياة إلى غير ذلك من الصفات وهي معان قديمة أزلية زائدة على ذاته قائمة بها وهي ليست عين الذات ولا غير الذات.
قال عمر النسفي في العقائد النسفية: وله صفات أزلية قائمة بذاته وهي لا هو ولا غيره اه وقال سعد الدين التفتازاني في شرحها وله صفات لما ثبت من أنه عالم حي قادر إلى غير ذلك ومعلوم ان كلا منها يدل على معنى زائد على مفهوم الواجب وليست ألفاظا مترادفة وإن صدق المشتق على الشئ يقتضي ثبوت ماخذ الاشتقاق له وهي لا هو ولا غيره يعني ليست عين الذات ولا غير الذات اه وقال أيضا في شرحها: لا يلزم من قدم الصفات قدم تعلقاتها بالمخلوق والمعلوم المقدور لكون تعلقاتها حادثة، وعد النسفي صفات الذات الأزلية فقال وهي العلم والقدرة والحياة والقوة والسمع والبصر والإرادة والمشيئة والفعل والتخليق والترزيق والكلام اه وقال السعد: القوة بمعنى القدرة وفسر الفعل والتخليق والترزيق بالتكوين ثم قال فثبت أن لله تعالى صفات ثمان هي العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر والإرادة والتكوين والكلام اه.
الثاني الكلام النفسي ثبته الأشاعرة ونفاه الشيعة والمعتزلة وهو من متفرعات مغايرة الصفات للذات وفسروه بأنه معنى قائم بالذات أزلي وهو غير العلم وغير الإرادة وغير الألفاظ والحروف الدالة عليه قال السعد التفتازاني في شرح العقائد النسفية الكلام صفة أزلية عبر عنها بالنظم المسمى بالقرآن المركب من الحروف وذلك لأن كل من يأمر وينهى ويخبر ويجد من نفسه معنى ثم يدل عليه بالعبارة أو الكتابة أو الإشارة وهي غير العلم إذ قد يخبر الإنسان عما لا يعلمه بل يعلم خلافه وغير الإرادة لأنه قد يأمر بما لا يريده كأمر العبد لقصد إظهار عصيانه ويسمى هذا كلاما نفسيا على ما أشار إليه الأخطل بقوله:
- إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * جعل اللسان على الفؤاد دليلا - وقال عمر: اني زورت في نفسي مقالا وكثيرا ما تقول لصاحبك:
إن في نفسي كلاما أريد أن أذكره لك اه.
وفيه إن الذي يجده الإنسان في نفسه والذي أشار إليه الأخطل والذي أخبر عمر انه زوره في نفسه والذي تقوله لصاحبك هو الصورة الحاصلة في العقل لمعاني تلك الألفاظ أولها وللألفاظ وليس وراء العلم والإرادة شئ سوى تلك الصورة وهي لا تسمى كلاما فالكلام النفسي غير متصور ولو قلنا بمغايرة الصفات للذات.
الثالث خلق القرآن وهو من متفرعات الكلام النفسي قالت الشيعة والمعتزلة القرآن مخلوق لأنه عندهم عبارة عن الألفاظ والحروف التي نزل بها جبرائيل على رسول الله ص بعد ما ألهمه إياها الله أو رآها في اللوح المحفوظ أو غير ذلك وقالت الأشاعرة غير مخلوق ولا حادث لأنه كلام الله وكلام الله قديم كما مر في الأمر الثاني أما الألفاظ والحروف التي تقرأ وتكتب في المصاحف فاتفق الفريقان على حدوثها وحكى السعد في شرح العقائد النسفية عن الحنابلة القول بقدم الأصوات والحروف قال: ذكر المشايخ إنه يقال القرآن كلام الله غير مخلوق ولا يقال القرآن غير مخلوق لئلا يسبق إلى الفهم إن المؤلف من الأصوات والحروف قديم كما ذهب إليه الحنابلة جهلا وعنادا اه وفي العقائد النسفية القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق وهو مكتوب في مصاحفنا محفوظ في قلوبنا مقروء بألسنتنا مسموع باذاننا غير حال فيها اه وقال السعد في الشرح اي ليس حالا في المصاحف ولا في القلوب والألسنة والآذان بل هو معنى قديم قائم بذات الله تعالى يلفظ ويسمع بالنظم الدال عليه ويحفظ بالنظم المخيل ويكتب بنقوش وصور وأشكال موضوعة للحروف الدالة عليه كما يقال النار جوهر محرق تلفظ وتكتب ولا يلزم منه كون حقيقة النار صوتا وحرفا وتحقيقه إن للشئ وجودا في الأعيان ووجودا في الأذهان ووجودا في العبارة ووجودا في الكتابة والكتابة تدل على العبارة وهي على ما في الأذهان وهو على ما في الأعيان فحيث يوصف القرآن بالقدم يراد حقيقته الموجودة في الخارج وحيث يوصف بلوازم الحدوث يراد به الألفاظ المنطوقة المسموعة كقرأت نصف القرآن أو المخيلة كحفظت القرآن أو النقوش كيحرم مس القرآن اه ثم حكى عن الأشعري أنه ذهب إلى أن الكلام القديم الذي هو صفة الله يجوز أن يسمع قال ومنعه الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني وهو اختيار الشيخ أبي منصور اه.
أقول مسالة خلق القرآن راج أمرها في عصر المأمون فقال بخلقه وألزم العلماء بذلك فأبوا فحبس من أبى وضربه وورى بعضهم فسلم وحذا حذوه أخوه المعتصم بعده ومن ذلك يعلم استعظامهم للقول بخلق القرآن حتى تحملوا لأجله الضرب والحبس وإنهم كانوا يعدونه بمنزلة الكفر وعدوا ذلك من مساوئ المأمون. وسبب ذلك ما رووه عن النبي ص إنه قال القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ومن قال إنه مخلوق فقد كفر بالله العظيم وفي صحة هذا الحديث نظر ظاهر فان مسالة قدم القرآن من دقائق المسائل الكلامية صعب على فحول العلماء تصورها فضلا عن إثباتها فان وجود شئ يسمى الكلام خارج عن الألفاظ والعبارات والعلم والإرادة ليس

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست