responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 102

المعصية زيادة على الاقدار والتمكين بحيث لا يبلغ حد الالجاء وإنما وجب لئلا يكون ناقضا لغرضه ويكون تركه قبيحا والقبيح محال عليه تعالى ومن اللطف ارسال الرسل والأنبياء ونصب الأئمة.
اعتقادهم في أفعال العباد إنها صادرة عنهم باختيارهم وليسوا مجبورين عليها وأنها ليس فعلا لله تعالى ولا مخلوقة له خلق تكوين بل خلق تمكين بمعنى أنه تعالى خلق في العبد القدرة على الفعل والترك وخلق فيه الجوارح التي يقدر بها على الفعل والأدوات التي يتوصل بها إليه ولو شاء منعه لمنعه وبين له طريق الخير وأمره باتباعه وطريق الشر ونهاه عن سلوكه فإذا عصاه فبسوء اختياره وإذا أطاعه فبتوفيقه وإقداره.
اعتقادهم في النبوة إنه يجب عليه تعالى إرسال نبي إلى العباد يعلمهم الأحكام ويبين لهم الحلال من الحرام ويحكم بينهم بالعدل وينتصف للمظلوم من الظالم لأن ذلك لطف واللطف واجب عليه تعالى كما مر.
اعتقادهم في الأنبياء عامة صلوات الله عليهم إنهم رسل الله تعالى أرسلهم إلى عباده ليبلغوهم أحكامه التي أوحاها إليهم بواسطة ملائكته وبغير ذلك وإنهم معصومون من الذنوب كلها الكبائر والصغائر طول أعمارهم قبل البعثة وبعدها وعن السهو والنسيان في الشرعيات وغيرها لأن صدور الذنوب منهم أو السهو يؤدي إلى عدم الوثوق بأقوالهم وسقوط محلهم من القلوب وذلك ينافي الغرض المطلوب من إرسالهم. وإنهم أفضل أهل زمانهم في كمال العقل والذكاء والفطنة وعدم السهو وقوة الرأي والشهامة والنجدة والعفو والشجاعة والكرم والسخاوة والجود والايثار والغيرة والرأفة والرحمة والتواضع واللين وغير ذلك. وإنهم منزهون عن كل ما يوجب التنفير عنهم فيمن يتعلق بهم كدناءة الآباء وعهر الأمهات والأزواج وأنه يجوز في زوجة النبي أن تكون كافرة كما في امرأتي نوح ولوط ولا يجوز كونها زانية. وفي أفعالهم كالأكل على الطريق ومجالسة الأرذال. وصناعاتهم ككونه حائكا أو حجاما أو زبالا. وفي أخلاقهم كالحسد والحقد والفظاظة والغلظة والجبن والبخل والمجون والحرص. وفي خلقتهم كالبرص والجذام والبكم والبله وغير ذلك من النقص الموجب سقوط محلهم من القلوب وقد يورد على الصناعات الدانية بالحياكة التي قيل أن أول من استعملها إدريس وبالرعي الذي كان يقع من الأنبياء ولعل ذلك يختلف باختلاف الأزمان.
اعتقادهم في النبي محمد ص خاصة إنه خاتم الأنبياء فلا نبي بعده ولا شريك له في النبوة وأفضل الأنبياء و أنه يجب الايمان والتصديق بكل ما جاء به من عند ربه وإن أقواله وأفعاله حجة وطاعته مفروضة وأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وأنه يبلغ الأحكام الشرعية بالوحي لا بالاجتهاد وإنه لا يجوز عليه الاجتهاد في شئ منها وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأن أزواجه أمهات المؤمنين وأنه يحرم تزويجهن من بعده وأن شريعته ناسخة لجميع الشرائع التي قبلها باقية إلى يوم القيامة.
اعتقادهم في الإمامة والخلافة إنها واجبة وإنها رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا لشخص من الأشخاص نيابة عن النبي ص وإنما وجبت لأنها لطف واللطف واجب كما تقدم في النبوة وإنما كانت لطفا لأن الناس إذا كان لهم رئيس مطاع مرشد يردع الظالم عن ظلمه ويحملهم على الخير ويردعهم عن الشر كانوا أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد وهو اللطف فالدليل الدال على وجوب النبوة يدل على وجوب الإمامة. وإن الامام يجب أن يكون منصوبا من الله تعالى لأنه لو كان غير ذلك لم يؤمن من الفساد واتباع الأهواء ولأن الامام يجب أن يكون معصوما كما يأتي والعصمة لا يطلع عليها إلا الله تعالى.
وإن الامام بعد رسول الله ص هو ابن عمه علي بن أبي طالب لنصه عليه يوم الغدير بأمر الله تعالى له وبعده ابنه الحسن ثم أخوه الحسين بن علي ثم ابنه علي زين العابدين ثم ابنه محمد الباقر ثم ابنه جعفر الصادق ثم ابنه موسى الكاظم ثم ابنه علي الرضا ثم ابنه محمد الجواد ثم ابنه علي الهادي ثم ابنه الحسن العسكري ثم ابنه محمد بن الحسن المهدي بنص كل واحد على من بعده. وما يتوهم من أنهم يقولون بوجود المهدي في سرداب سامراء فهو توهم فاسد وإنما يتبركون بهذا السرداب ويتعبدون فيه من باب التبرك بآثار الصالحين لأنه قد سكنه ثلاثة من أئمة أهل البيت ع وكان سرداب دارهم التي في سامراء. وأدلتهم على إمامة الأئمة الاثني عشر مذكورة تفصيلا في كتب التوحيد والكلام فليرجع إليها من أرادها.
واعتقادهم أن من أنكر نبوة النبي محمد ص أو قال بوجود نبي بعده أو بمشاركة أحد له في النبوة فهو خارج عن الاسلام ومن أنكر إمامة الأئمة الاثني عشر لا يخرج بذلك عن الاسلام لأن إمامتهم ليست من ضروريات الدين بل من ضروريات المذهب.
إعتقادهم في صفات الإمام إنه يجب أن يكون معصوما حافظا للشرع فلو لم يكن معصوما لم يؤمن من الزيادة فيه والتنقيص منه ولأنه معلم للأمة ما يجهلونه من أحكام الشرع وصدور الذنب منه يؤدي إلى عدم الوثوق بأقواله وذلك ينافي الغرض المطلوب من إمامته فالدليل الدال على عصمة النبي دال على عصمة الامام لأنه خليفته والقائم مقامه في حفظ الشرع وتأديته إلى الأمة ولقوله تعالى خطابا لإبراهيم ع إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين. وغير المعصوم ظالم لنفسه فلا ينال عهد الإمامة الذي هو من الله تعالى. وإنه يجب ان يكون أفضل أهل زمانه وأكملهم لأن تقديم المفضول على الفاضل قبيح.
إعتقادهم في المعاد إنه الوجود الثاني للأجسام وإعادتها بعد تفرقها وإنه حق واقع وإن سؤال منكر ونكير في القبر حق وإن عذاب القبر لمستحقه حق.
إعتقادهم في أمور المعاد من الصراط والميزان والحساب وإنطاق الجوارح وتطاير الكتب وأحوال القيامة وكيفية حشر الأجسام وكيفية الحساب وخروج الناس من قبورهم عراة حفاة وكون كل نفس معها سائق وشهيد وأحوال الناس في الجنة وتباين طبقاتهم وكيفية نعيمها وأحوال النار وكيفية العقاب فيها إنها كلها كما أخبر به الصادق الأمين وأجمع عليه المسلمون.
إعتقادهم في الجنة والنار إن الجنة هي دار البقاء لا موت فيها ولا هرم ولا سقم ولا غم ولا

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست