نام کتاب : كتاب الجمع بين رأيي الحكيمين لأبي نصر الفارابي نویسنده : علي بو محلم جلد : 1 صفحه : 35
احدهما ، وزيادة فيها
في الآخر ، فلا غير؛ على حسب ما لا يخلو منه كل الاثنين من اشخاص الناس ، اذ
الاكثرون قد يعلمون ما هو آثر وأصوب وأولى؛ غير انهم لا يطيقونه ، ولا يقدرون
عليه؛ وربما اطاقوا البعض وعجزوا عن البعض.
٨ ـ منها افلاطون
وارسطو في البحث مختلفان في الظاهر ولكنهما متفقان في الغاية
ومن ذلك ايضا ، تباين مذهبهما في تدوين
العلوم ، وتأليف الكتب.
وذلك ان افلاطون كان يمنع ، في قديم
الايام ، عن تدوين العلوم وايداع بطون الكتب دون الصدور الزكية والعقول المرضية.
فلما خشي على نفسه الغفلة والنسيان ، وذهاب ما يستنبطه ، وتعسّر وقوفه عليه ، حيث استغزر
علمه وحكمته ، وتبسط فيها؛ فاختار الرموز والالغاز [١]
، قصدا منه ، لتدوين علومه وحكمته ، على السبيل الذي لا يطّلع عليه الاّ المستحقّون
لها ، والمستوجبون للاحاطة بها ، طلبا وبحثا وتنقيرا واجتهادا. واما ارسطوطاليس ،
فكان مذهبه الايضاح ، والتدوين ، والترتيب ، والتبليغ ، والكشف ، والبيان ،
واستيفاء كل ما يجد اليه السبيل من ذلك.
[١] ربما يشير هنا
إلي لجوء أفلاطون للخرافات والأساطير في مؤلفات لمثل الكهف ، واسطورة آر الذي عاد
إلي الحياة وروي ما شاهد حول محاسبة النفوس ومصيرها في العالم الآخر.
نام کتاب : كتاب الجمع بين رأيي الحكيمين لأبي نصر الفارابي نویسنده : علي بو محلم جلد : 1 صفحه : 35