نام کتاب : كتاب الجمع بين رأيي الحكيمين لأبي نصر الفارابي نویسنده : علي بو محلم جلد : 1 صفحه : 28
الامور المدنية [١]
والخلقية والمنطقية؛ اردت ، في مقالتي هذه ، ان اشرع في الجمع بين رأييهما ،
والابانة عمّا يدلّ عليه فحوى قوليهما ، ليظهر الاتّفاق بين ما كانا يعتقدانه ،
ويزول الشك والإرتياب عن قلوب الناظرين في كتبهما ، وأبين مواضع الظنون ومداخل
الشكوك في مقالاتهما ، لان ذلك من اهمّ ما يقصد بيانه ، وانفع ما يراد شرحه
وايضاحه.
٢ ـ حد الفلسفة ،
وابداع افلاطون وارسطو لها
اذ الفلسفة ، حدها وماهيتها ، انها
العلم بالموجودات بما هي موجودة [٢].
وكان هذان الحكيمان هما مبدعان للفلسفة ، ومنشئان لأوائلها واصولها ، ومتممان
لأواخرها وفروعها ، وعليهما المعوّل في قليلها وكثيرها ، واليهما المرجع في يسيرها
وخطيرها. وما يصدر عنهما في كل فنّ انما هو الاصل المعتمد عليه ، لخلوّه من
الشوائب والكدر ، بذلك نطقت الألسن ، وشهدت العقول؛ ان لم يكن من الكافّة فمن الاكثرين
من ذوي الالباب الناصعة والعقول الصافية. ولما كان القول والاعتقاد انما يكون
صادقا متى كان للموجود المعبّر عنه
[١] المدنية :
السياسة. العلم المدني هو العلم الذي يبحث في تدبير شؤون المدينة أو سياستها.
[٢] حد الفلسفة
وماهيتها : سيوضح الفارابي هذا التحديد في الفقرة الرابعة : الحد بين ذات المحدود
ويدل علي ماهيته. الماهية هي التصور الذي في ذهننا عن الشيء.
نام کتاب : كتاب الجمع بين رأيي الحكيمين لأبي نصر الفارابي نویسنده : علي بو محلم جلد : 1 صفحه : 28