نام کتاب : الطبّ النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 23
وفى السنن من حديث أبي هريرة ، قال : «
ذكرت الحمى عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم
، فسبها رجل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم
: لا تسبها ، فإنها تنفى الذنوب كما تنفى النار خبث الحديد » [١].
لما كانت الحمى يتبعها حمية عن الأغذية
الرديئة ، وتناول الأغذية والأدوية النافعة ، وفى ذلك إعانة على تنقية البدن ، ونفى
أخباثه وفضوله ، وتصفيته من مواده الرديئة ، وتفعل فيه كما تفعل النار في الحديد :
في نفى خبثه ، وتصفية جوهره ـ : كانت أشبه الأشياء بنار الكير التي تصفى جوهر
الحديد. وهذا القدر هو المعلوم عند أطباء الأبدان ، وأما تصفيتها القلب من وسخه
ودرنه ، وإخراجها خبائثه ـ : فأمر يعلمه أطباء القلوب ، ويجدونه : كما أخبرهم به
نبيهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ولكن مرض القلب إذا صار مأيوسا [٢]
عن برئه : لم ينفع فيه هذا العلاج.
فالحمى تنفع البدن والقلب. وما كان بهذه
المثابة : فسبه ظلم وعدوان.
وذكرت مرة ـ وأنا محموم ـ قول بعض
الشعراء يسبها :
زارت مكفرة الذنوب ، وودعت
تبا لها : من زائر ومودع
قالت ـ وقد عزمت على ترحالها ـ :
ماذا تريد؟ فقلت : أن لا ترجعي
فقلت : تباله ، إذ سب ما نهى رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ عن سبه. ولو قال :
زارت مكفرة الذنوب لصبها
أهلا بها : من زائر ، ومودع
قالت ـ وقد عزمت على ترحالها ـ :
ماذا تريد؟ فقلت : أن لا تقلعي
ـ : لكان أولى به ، ولأقلعت عنه. فأقلعت
عنى سريعا.
وقد روى في أثر ـ لا أعرف حاله [٣] : « حمى يوم كفارة سنة ». وفيه قولان :