نام کتاب : الطبّ النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 11
وقد أجابهم النبي صلىاللهعليهوسلم بما شفى وكفى ، فقال
: هذه الأدوية والرقى والتقى هي من قدر الله ، فما خرج شئ عن قدره ، بل يرد [ قدره
] [١] بقدره. وهذا
الرد من قدره. فلا سبيل إلى الخروج عن قدره بوجه ما. وهذا : كرد قدر الجوع والعطش
والحر والبرد بأضدادها ، وكرد قدر العدو بالجهاد. وكل من قدر الله : الدافع ، والمدفوع
، والدفع.
ويقال لمورد هذا السؤال : هذا يوجب عليك
أن لا تباشر سببا من الأسباب التي تجلب بها منفعة ، أو تدفع بها مضرة. لان المنفعة
والمضرة : إن قدرتا لم يكن بد من وقوعهما ، وإن لم تقدرا لم يكن سبيل إلى وقوعهما.
وفى ذلك خراب الدين والدنيا ، وفساد العالم. وهذا لا يقوله إلا دافع للحق ، معاند
له فيذكر القدر : ليدفع حجة المحق [٢]
عليه. كالمشركين الذين قالوا [٣]
: (لو شاء الله ما أشركنا
ولا آباؤنا) ، و (لو شاء
الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا). فهذا قالوه
: دفعا لحجة الله عليهم بالرسل.
وجواب هذا السائل أن يقال : بقى قسم
ثالث لم تذكره ، وهو : أن الله قدر كذا وكذا بهذا السبب ، فإن أتيت بالسبب حصل
المسبب ، وإلا فلا.
فإن قال : إن كان قدر لي السبب فعلته ، وإن
لم يقدره لي لم أتمكن من فعله.
قيل : فهل تقبل هذا الاحتجاج من عبدك
وولدك وأجيرك ، إذا احتج به عليك ـ
فيما أمرته به ، ونهيته عنه ـ فخالفك.
فإن قبلته : فلا تلم من عصاك وأخذ مالك ، وقذف عرضك ، وضيع حقوقك. وإن لم تقبله : فكيف
يكون مقبولا منك في دفع حقوق الله عليك!!.
وقد روى في أثر إسرائيلي : « أن إبراهيم
الخليل قال : يا رب ، ممن الداء! قال :