responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع المفردات الأدوية والأغذية نویسنده : ابن بيطار    جلد : 4  صفحه : 129

غير محمود وليس كذلك ولكنه لشدّة لطافة جوهره يتعفن فإن كل لطيف الجوهر قوامه قابل للإنفعال ، وإذا بودر إلى ماء المطر وأغلي قبل قبوله العفونة والحموضات إذا تنوّول مع وقوع الضرورة إلى شرب ماء مطر قابل للعفونة أمن ضرره ومياه الآبار والقنى بالقياس إلى ماء الأعين رديئة لأنها مياه محتقنة مخالطة للأرضية مدة طويلة لا تخلو عن تعفين ما ، وقد استخرجت وحرّكت بقوّة قاصرة لا بقوّة فيها مائلة إلى الظهور والإندفاع بل بالحيلة والصناعة بأن قرب لها السبيل إلى الرشوح وأردؤهما ما جعل له مسالك في الرصاص فيأخذ من قوّته ويوقع في قروح الأمعاء والنز أردأ من ماء البئر لأنه يستجد نبوعه بالنزح فتدوم حركته ولا يلبث اللبث الكثير في الحفر ولا يريث في المنافس ريثا طويلا فأما ماء النز فيها فيطول تردّده في منافس الأرض المعفنة ويتحرّك إلى النبوع والبروز حركة بطيئة لا تصدر عن قوّة اندفاعها بل لكثرة مادّتها ولا يكون إلا في أرض فاسدة عفنة وأما المياه الجليدية والثلجية فغليظة والمياه الراكدة والآجامية خصوصا المكشوفة رديئة ثقيلة وإنما تبرد في الشتاء بسبب الثلوج وتولد البلغم وتسخن في الصيف بسبب الشمس والعفونة فتولد المرار ولكثافتها واختلاط الأرضية بها وتحليل اللطيف منها يتولد في شاربيها أطحلة وترق مراقهم وتجسو أحشاؤهم وتقصف منهم الأطراف والمناكب والرقاب وتغلب عليهم شهوة الأكل والعطش وتحتبس بطونهم ويعسر قيؤهم وربما وقعوا في الإستسقاء لاحتباس المائية فيهم ، وربما وقعوا في ذات الجنب وذات الرئة وزلق الأمعاء والطحال وتضمر أرجلهم وتضعف أكبادهم ويقل غذاؤهم بسبب الطحال ويتولد فيهم الجنون والبواسير والدوالي والأورام الرخوة خصوصا في الأحشاء ويعسر حبل نسائهم وولادتهن جميعا ويلدن أجنة متورمين ويكثر فيهم الحبل الكاذب ويكثر بصبيانهم الأدرة وبكبارهم الدوالي وقروح الساق ولا تبرأ قروحهم وتكثر شهوتهم ويعسر إسهالهم ويكون مع أذى وتقرح الأحشاء وتكثر فيهم الربع وفي مشايخهم المحرقة ليبس طبائعهم ، وبالجملة فالمياه الراكدة غير موافقة للغذاء وحكم المغترف من العين قريب من الراكد لكنه يفضل عليه بأن بقاءه في موضع واحد غير طويل وما لم يجرفان فيه ثقلا مّا لا محالة فربما كان في كثير منه قبض وهو سريع الإستحالة إلى التسخن في الباطن ، فلا يوافق أصحاب الحميات والذين غلب عليهم المرار بل هو موافق للعلل التي تحتاج إلى حبس أو إلى إنضاج. والمياه التي يخالطها جوهر معدني وما يجري مجراه والمياه العلقية كلها رديئة لكن لبعضها منافع فالذي يغلب عليه قوّة الحديد ينفع في تقوية الأحشاء ويمنع الذرب وإنهاض القوّة الشهوانية كلها وسنذكر حالها وحال ما يجري مجراها فيما بعد والجمد والثلج إذا كان نقيا غير مخالط لقوة رديئة فسواء حلل ماء برد به الماء من خارج أو ألقي في الماء فهو صالح فليس تختلف أحوال أقسامه اختلافا كثيرا فاحشا إلا أنه أكثف من سائر المياه ويستضربه صاحب وجع العصب وإذا طبخ عاد إلى الصلاح فأما إذا كان الجمد من مياه رديئة أو ثلج مكتسبا به قوة قريبة من مساقطه فالأولى أن يبرد به الماء محجوبا عن مخالطة الماء ، والماء البارد المعتدل المقدار أوفق المياه للأصحاء وإن كان قد يضر بالعصب ويضر أصحاب الأورام في الأحشاء وهو مما ينبه الشهوة ويشد المعدة ، والماء البارد

نام کتاب : الجامع المفردات الأدوية والأغذية نویسنده : ابن بيطار    جلد : 4  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست